تميل الأمهات بعد الولادة مباشرة باتخاذ التدابير الوقائية عند استعادة الجنس لتفادي حدوث تلقيح للبويضة يؤدي إلى حمل مفاجئ ، وذلك في إطار حرصها على التركيز على رعاية المولود والحصول على فترة راحة بين الولادة وبين محاولة الحمل مرة أخرى ، لاسيما أن قلة الوقت بين الحمل والولادة يرتبط بمخاطر صحية للأم والجنين ، وإليكم التفاصيل عبر مجلة البرونزية ، فتابعونا
محتويات المقال
طريقة الحساب لمنع الحمل بعد الولادة
تختلف طريقة حساب منع الحمل بعد الولادة عن طريقة حساب منع الحمل التي كان من الممكن أتباعها قبل الحمل ، ويرجع السبب لضعف فعاليتها لاسيما مع اختيار الرضاعة الصناعية للطفل المولود .
ويمكن تفسير ذلك بأن بقصد بحاسبة منع الحمل أن يتم متابعة جدول نزول البويضة بهدف عدم ممارسة الإيلاج عند ممارسة الجنس ، أو تجنب الجماع في ذلك الوقت ، أو استعمال وسيلة مانعة للحمل مثل الواقي الذكري في ذلك الوقت ، الأمر الذي يعكس أنها وسيلة غير فعالة بعد الولادة.
بالتالي لا يمكن إجراء حاسبة منع الحمل بعد الولادة لأن الدورة الشهرية تصبح متأخرة لعدة شهور بعد الإنجاب ولا يمكن تعيين وقت محدد لنزولها ، إذ أن تعيين أوقات نزول البويضة يرتبط بشكل خاص بطبيعة الدورة الشهرية (منتظمة أو غير منتظمة) كما يرتبط بالفترة الزمنية الواقعة بين دورتين شهريتين متتاليتين ، وبالتالي لا تعتبر حاسبة الحمل طريقة مضمونة وأنما يتم اللجوء للطرق الطبية المانعة للحمل.
نسبة فعالية حاسبة منع الحمل بعد الولادة
يوضح أطباء النساء أن نسبة فعالية حاسبة منع الحمل بعد الولادة أقل من 40% ، وبالتالي تعتبر وسيلة غير مضمونة لا ينصح بها ، لأن من الممكن أن تؤدي لوجود حمل بالخطأ بسبب عدم التمكن من تعيين موعد دقيق لأول دورة شهرية بعد الولادة ، ولكن يمكن تأجيلها حتى انتظام الدورة الشهرية بعد الولادة التي تستغرق من الوقت حوالي 6-12 شهر لاسيما في حالة اختيار الرضاعة الطبيعية.
ترتبط حاسبة منع الحمل بأن تكون الدورة الشهرية منتظمة حتى يكون احتساب مواعيد نزول البويضة بدقة ، ونظراً لأن التغييرات الهرمونية بعد الولادة والمتعلقة بشكل أساسي بارتفاع هرمون الحليب له تأثيرات سلبية على فترة الحيض ، وبالتالي لا يمكن توقع موعد نزول أول فترة شهرية ، وفي الأغلب تستمر الدورة الشهرية لعدة شهور غير منتظمة الأمر الذي يكون معه تعيين حاسبة منع الحمل بعد الولادة مباشرة بدون أدوية أمر مستحيل.
تجربتي مع حاسبة منع الحمل بعد الولادة أثبتت أنها طريقة غير مضمونة وقد تؤدي إلى حمل مفاجئ ، وذلك ما توصلت إليه بعد مناقشة مع دكتورة نسائية حول إجراءات منع الحمل بعد الولادة ، وبناءً على ذلك أتبعت حبوب منع الحمل بعد مرور 21 يوم من الولادة لتحديد النسل بشكل مضمون.
ولقد أدركت ان حاسبة منع الحمل تعتمد على تجنب الجنس نهائياً في الأوقات التي ترتفع فيها فرصة الحمل وعادة يكون من اليوم 8 – 19 للدورة الشهرية لأن في ذلك الوقت من المتوقع نزول البويضة ، وبالتالي يؤدي ممارسة الجنس إلى احتمالية تلقيح الحيوان المنوي من البويضة وحدوث حمل .
ونظراً لأن الحمل والولادة والتغييرات الهرمونية المرتبطة بالرضاعة الطبيعية تؤدي إلى تأخير الدورة الشهرية بعض الوقت ، وبالتالي يكون من المستحيل تقييم موعد نزول أول دورة شهرية بعد الولادة ، ويترتب على ذلك عدم ملائمة حاسبة منع الحمل خلال فترة ما بعد الولادة.
يعتمد أفضل مانع للحمل بعد الولادة على الطرق الطبية على أن يتم البدء في استعمالها بعد مرور 21 من الولادة ، ويمكن تأجيلها إلى بعد مرور 40 يوم في حالة اختيار الرضاعة الطبيعية ، ولكن من الضروري مناقشة الطبيب المختص لوصف أنسب طريقة للحمل بناءً على الحالة الصحية ، وسوف نوضح دليل أفضل خيارات مانعة للحمل بعد الولادة :
حبوب منع الحمل
تعتبر حبوب منع الحمل أفضل مانع للحمل بعد الولادة ، ولقد أشارت الأبحاث أنها وسيلة فعالة بنسبة 99.9% ، ولكن يجب الالتزام بمواعيد استعمال الحبوب على ان تكون الفرق الزمني بين حبة وأخرى 24 ساعة للحصول على أفضل فعالية لتحديد النسل ، ولكن في حالة اختيار الرضاعة الطبيعية يتم اختيار حبوب منع الحمل الأحادية الهرمونات لأن ليس لها تأثيرات سلبية على تركيبة حليب الثدي.
حقن منع الحمل
يوصى الأطباء بحقن منع الحمل بعد الولادة لعدم وجود أي تأثيرات سلبية تجاه الرضاعة الطبيعية ولا تؤثر في إنتاج أو تركيبة حليب الثدي ، وينبغي للحصول على أفضل فعالية منها أن يتم البدء فيها بعد مرور 21 يوم من الولادة مع الالتزام بمواعيد الحقنة فور انتهاء مدة الفعالية تبعاً لنوع الحقنة ، لأن تتراوح مدة الحقنة الواحدة ما بين شهر أو شهرين أو ثلاثة أشهر.
اللولب الرحمي
يعتبر اللولب الرحمي أحد وسائل تحديد النسل التي تستمر فعاليتها لفترة طويلة تصل إلى 5 سنوات في الحد الأدنى ، ويتم تركيبها بعد مرور 4 – 6 أسابيع من الولادة بواسطة أخصائي طب النساء ، ولقد أشارت الأبحاث أنها لا تشكل أي تأثيرات سلبية أثناء فترة الرضاعة ولا تؤثر على إدرار حليب الثدي.
شريحة منع الحمل
تعتبر شريحة منع الحمل خيار مناسب للأمهات بعد الولادة ويتم تركيبه بعد مرور 21 يوم من الولادة ، ولم يوجد منه قلق في حالة اختيار الرضاعة الطبيعية لأنه لا يؤثر على حليب الثدي ، ويتم وضعه من قبل أخصائي طب النساء تحت الجلد في الجزء الأعلى من الذراع بواسطة حقنة .
لصقة منع الحمل
لصقة من الحمل يتم وضعها على منطقة من الجلد مما يسمح بإفراز الهرمونات التي تخترق الجسم عبر الجلد الأمر الذي يحدث تغير هرموني يؤدي لمنع الحمل ، ويجب مراعاة أن مدة فعالية اللاصقة الواحدة تدوم لمدة أسبوع ، ويجب استبدالها بجديدة لاستمرارية فعاليتها في تحديد النسل.
هناك بعض الشروط التي في حالة توافرها عند المرأة بعد الولادة يمكن أن تقوم باحتساب حاسبة منع الحمل بدون أي طرق طبية لتحديد النسل ، وذلك يرتبط بأن يكون قد مر على موعد الإنجاب فترة زمنية طويلة لعودة الدورة الشهرية من جديد ، ولتقييم طبيعة الدورة الشهرية بعد الولادة ، والمدة الزمنية بين فترتين شهريتين متتاليتين ، وبالتالي يمكن احتساب الموعد المتوقع لنزول البويضة لاتخاذ التدابير الوقائية لعدم تلقيح البويضة ولتفادي حمل مفاجئ.
وهنا يمكن إتباع حاسبة منع الحمل لكن يتم الوضع في الحسبان أن لها سلبيات لكونها ليس مضمونة الفعالية ويمكن أن تؤدي إلى الحمل المفاجئ ، كما أنها لا تحمي من الأمراض المنقولة جنسياً، ولا تعتبر طريقة فعالة في حالة عدم انتظام الدورة الشهرية التي يكون فيها المدة الزمنية بين فترتين متتاليين أقل من 28 يوم أو أكثر من 38 يوم ، فهي قاصرة على الدورة الشهرية المنتظمة.