أشارت الأبحاث الطبية إلى اختلافات في مواعيد الدورة الشهرية للأمهات بعد الولادة ويتأثر ذلك بشكل مباشر بنوع الرضاعة ، وفي الغالب تميل فترة الحيض أن تصبح متأخرة غير منتظمة عند اختيار الرضاعة الطبيعية بالأخص حين تكون بشكل حصري يعتمد الطفل اعتماد كلي على حليب الثدي في الحصول على احتياجاته الغذائية ، الأمر الذي يدعنا نسرد تفاصيل حول الدورة الشهرية بعد الولادة وكيف يؤثر نوع الرضاعة عليها ، فتابعونا عبر مجلة البرونزية .
محتويات المقال
هل تأتي الدورة الشهرية قبل الأربعين
لا تأتي الدورة الشهرية قبل الأربعين ، إذ يوضح الأطباء أن دم النفاس النازل على المرأة بعد الولادة يستمر من الوقت 4-6 أسابيع أي حوالي أربعين يوم ، وفي تلك الفترة يحدث تنظيف للرحم من متعلقات المشيمة عبر الدم المهبلي ، ولكن الدورة الشهرية بعد الولادة تتأخر بعض الوقت تحت تأثير التغير الهرموني بالأخص في حالة الرضاعة الطبيعية بسبب ارتفاع مستويات هرمون الحليب الذي يلعب دور في إيقاف فترات الحيض.
نزول دم بعد الأربعين بعشرة أيام
يرجع سبب نزول دم بعد الأربعين بعشرة أيام إلى الدورة الشهرية الأولى ، حيث يوضح الأطباء أن في الأغلب يحدث ذلك مع الأمهات اللواتي تعتمد على الرضاعة الصناعية الأمر الذي يسرع من استعادة الفترة الشهرية الأولى بعد انقطاع دم النفاس ، ويمكن توقع دم الحيض في أي وقت بعد انتهاء دم النفاس وتنظيف الرحم من بقايا المشيمة.
الدورة بعد الولادة الطبيعي والقيصري
يؤكد الأطباء أن لا يوجد اختلاف بين الدورة بعد الولادة الطبيعي أو بعد الولادة القيصرية لأن لا تتأثر الدورة بنوع الولادة لكنها تتأثر بنوع الرضاعة ، فهي تستغرق وقت قليل في حالة الرضاعة الصناعية بينما تستغرق وقت طويل عند الرضاعة الطبيعية.
يختلف موعد الدورة الشهرية بعد الولادة بين الأمهات بناءً على نوع الرضاعة (طبيعية – صناعية) كما يتداخل في ذلك عوامل أخرى مثل الحالة الصحية للمرأة والحالة النفسية وأسلوب التغذية ونمط الحياة.
حسب الدراسات الطبية أن الدورة الشهرية بعد الولادة في حالة الرضاعة الصناعية تأتي بعد 3 شهور من الولادة ، بينما تطول المدة في حالة الرضاعة الطبيعية لحوالي 6 شهور من الولادة ، وفي بعض الأحيان يؤدي حليب الثدي إلى تأخر فترة الحيض إلى 12 – 18 شهر.
يفسر الأطباء تأخر الدورة الشهرية بسبب الرضاعة الطبيعية إلى ارتفاع مستويات هرمون الحليب ( البرولاكتين) الذي يلعب دوراً في إيقاف فترة الحيض ، ولكن يبدأ ينخفض بعد مرور 6 أشهر من الولادة تحت تأثير دخول الطفل مرحلة الأطعمة الصلبة الأمر الذي يقلل من احتياج الطفل من حليب الثدي ، وبالتالي ينخفض هرمون الحليب مما يسمح باستعادة الجسم للتوازن الهرموني المنظم للفترات الشهرية.
يعتبر عدم انتظام الدورة الشهرية بعد الولادة من المشاكل الأكثر شيوعاً بين الأمهات حيث يرجع السبب بشكل أساسي إلى التغيرات الهرمونية الطارئة على الجسم الممثلة في استعادة الجسم للتوازن الهرموني بعد الحمل والولادة .
بالنسبة للأمهات المرضعات يلعب ارتفاع هرمون الحليب دوراً في تأخر الدورة الشهرية لمدة طويلة بعد الولادة تصل في المتوسط 6 أشهر ، كما تصبح الفترات الشهرية غير منتظمة في بعض الأحيان على أن تعود لوضعها الطبيعي قبل الحمل بمجرد الفطام.
عادة يحدث في المتوسط زيادة في الوزن ما بين 10-15 كيلو جرام بعد الولادة الأمر الذي يكون له تأثير سلبي على هرمونات الجسم المتحكمة في هرمونات الدورة الشهرية ، بالتالي يعتبر من أسباب عدم انتظام الفترات الشهرية ، وينصح بأهمية خسارة الوزن الزائد لتنظيم الدورة .
يوضح الأطباء بعض العوامل المؤثرة على فترات الحيض بعد الولادة مثل الحالة النفسية ، وأسلوب الحياة ، ونمط التغذية ، إلى جانب الحالة الصحية على سبيل المثال أن الأم المصابة ببعض المشاكل الصحية أكثر عرضة لمشاكل الفترات الشهرية الغير منتظمة مثل قصور الغدة الدرقية أو داء السكري أو متلازمة تكيس المبيض.
تغييرات الدورة الشهرية بعد الولادة
تغييرات الدورة الشهرية بعد الولادة أحد أبزر المتغيرات الشائعة بين الأمهات تظهر من خلال عدم انتظام الفترات الشهرية أو اختلاف في كمية تدفق الدم بحيث تصبح أقل غزارة أو أكثر غزارة ، إلى جانب تغير في تقلصات الفترة أما تصبح أقل إيلاماً أو أكثر إيلاماً.
وبناءً على ذلك لا يوجد نمط ثابت للفترات الشهرية الأولى بعد الولادة فقد تصبح خفيفة غير مؤلمة أو تصبح غزيرة مؤلمة ، ولكن مع مرور الوقت تعود إلى وضعها الطبيعي التي كانت عليه قبل تجربة الحمل والولادة.
يرجع الأطباء سبب ذلك إلى احتياج الرحم وقت لاستعادة وضعه الطبيعي بعد الولادة ، إلى جانب التغيرات في مستوى هرمونات الجهاز التناسلي (الاستروجين – البروجسترون) ، ولارتفاع هرمون الحليب المسئول عن الرضاعة الطبيعية.
ينصح الأمهات بعد الولادة بأهمية متابعة انتظام الدورة الشهرية على أن يتم مراجعة الطبيب المختص لفهم سبب عدم انتظام الدورة عند اختيار الرضاعة الصناعية ، ولكن تأخر الدورة عند اختيار الرضاعة من حليب الثدي مسألة طبيعية .
لا ينصح باستعمال السدادة القطنية لأنها تعوق تدفق الدم النازل أي تسبب تباطؤ في عملية تدفق الدم عبر منطقة المهبل ، ويتم استبدال ذلك بالفوطة الصحية لامتصاص الدم النازل في فترة الحيض لكونها الخيار الصحي.
ينصح الأطباء باستعمال وسيلة لمنع الحمل بعد مرور 21 يوم على الولادة سواء باختيار الرضاعة الصناعية أو الرضاعة الطبيعية لمساعدة على تحديد النسل ، ويجب عدم الانتظار إلى الفترة الشهرية الأولى للبدء في ذلك لأن المبيض يطلق البويضة قبل أسبوعين من أول فترة شهرية ، وعليه يمكن الحمل قبل دورة الطمث الأولى.
ينصح بأتباع بعض الإرشادات التي من شأنها استعادة انتظام الدورة الشهرية الممثلة في خسارة الوزن من خلال الرياضة البسيطة أو الحمية الغذائية الصحية ، إلى جانب إدارة التوتر النفسي ، وإدارة الحالات الطبية المؤثرة على الدورة الشهرية إن وجد ، كما ينبغي أتباع نظام غذائي سليم غني بالحديد وفيتامينات ب لدورهم في تعويض الدم المفقود وقت الدورة مما يساعد على الوقاية من مشكلة فقر الدم ومضاعفاتها الخطيرة.
هناك بعض الأعراض المقلقة التي تستدعي القلق تتطلب الرجوع إلى مقدم الرعاية الصحية في حالة النزيف المهبلي الغزير المستمر أكثر من سبعة أيام ، أو النزيف المهبلي بين الفترات الشهرية ، أو ظهور الدورة بأعراض مثل (الحمى – صعوبة التنفس – تسارع نبض القلب – الإفرازات كريهة الرائحة – تقلصات مؤلمة غير محتملة).
أسئلة شائعة
ما هو موعد اول دورة بعد الولادة؟
موعد أول دورة بعد الولادة يتراوح ما بين 6-8 أسابيع عند اختيار الرضاعة الصناعية ، بينما يتأخر إلى 6 أشهر في حالة الرضاعة الطبيعية.
هل أول دورة بعد الولادة مؤلمة؟
نعم أن أول دورة بعد الولادة مؤلمة ، إذ أشارت دراسة طبية أن الفترات الشهرية الأولى بعد الولادة تميل أن تكون أكثر إيلاماً على أن تعود بعد ذلك إلى حالتها الطبيعية قبل الحمل.
