وفقاً للأبحاث تعتبر متلازمة جوسكا أحد الاضطرابات النفسية الشائعة الخطيرة في حالة أن يتطور المرض ولم يؤخذ محمل الجد لأنه يؤثر على حياة الفرد بشكل عام ، ويفسر الأطباء خطورة المشكلة بأنه يدفع الفرد لخلق أحاديث افتراضية مع النفس في العقل الباطن ، ويرتبط بخلق عالم وهمي يؤثر على الحياة المهنية والحياة الاجتماعية ، وإليكم التفاصيل عبر مجلة البرونزية ، فتابعونا.
محتويات المقال
ما هي متلازمة جوسكا
متلازمة جوسكا هي واحدة من الاضطرابات النفسية المعروفة أيضاً باسم (الحديث مع الذات) يقوم فيها الشخص بخلق حالة افتراضية داخل عقله يجعله يتحدث مع نفسه لفترات طويلة وبشكل متكرر ، وذلك يمكن أن يكون بصوت صامت ، وفي حالات أخرى يمكن أن يكون صوت مرتفع مما يجعل المحيطين به يلاحظون ذلك مع الوقت ومع تطور الحالة.
يخلق الشخص حوار افتراضي طويل بينه وبين نفسه يكون هو المتحدث والمستمع في نفس الوقت ، وفي الأغلب يؤدي تطور المرض إلى العزلة الاجتماعية وتجنب إفصاح الفرد عن مشاعره وأفكاره لأنه يناقشها مع نفسه داخل عقله الباطن .
الحديث مع النفس يدل على متلازمة جوسكا
ليس دائماً يكون الحديث مع النفس يدل على متلازمة جوسكا ، وبالتالي لا يكون دائماً علامة على مشكلة نفسية ، إذ يقول أطباء علم النفس أن العديد من الأشخاص يتحدثون مع الذات ولا يعانوا من اضطرابات نفسية وذلك في حالة أن لا تتجاوز مدة الحديث مع النفس دقائق معدودة ولا تؤثر على حالته الاجتماعية ، ولكن في حالة أن تصبح بشكل متكرر وتتجاوز من دقائق لساعات طويلة هنا يبدأ القلق لأنه أصبح نوع من الاضطرابات النفسية ، وتؤثر مع الوقت على الحياة الاجتماعية والحياة المهنية للشخص ، وبالتالي يتطلب الخضوع للعلاج.
كيف أعرف أني مصاب بمرض متلازمة جوسكا
يساعد اختبار متلازمة جوسكا الذي يتم إجرائه بواسطة أخصائي الأمراض النفسية على تأكيد أو نفي الإصابة بالمرض لأن لا يكون دائماً الحديث مع النفس علامة أكيدة على المرض ، ويعتمد الاختبار على توجيه بعض الأسئلة وإجراء حوار مع الفرد ، ويمر الاختبار بمجموعة من المراحل ، ويتم تقييم حالة الفرد من مراقبة دقيقة من الطبيب المختص للأعراض الظاهرة والانفعالات والسلوكيات ، وبالتالي ينصح عند الحديث مع الذات مراجعة طبيب أمراض نفسية لتأكيد أو نفي الإصابة ، وهو ما يساعد على التشخيص وبدء العلاج قبل أن تتفاقم الحالة لوضع أسوء يكون له تأثيرات سلبية على الحياة اليومية.
أعراض تدل على متلازمة جوسكا
ترتبط متلازمة جوسكا ببعض العوارض الظاهرة التي تدل على الإصابة بالمرض لكونها تؤثر على الحياة الشخصية والحياة الاجتماعية والحياة المهنية للفرد ، ويظهر ذلك من خلال الميل للعزلة والانسحاب التدريجي من الحديث مع الآخرين ومن التواصل مع الأصدقاء.
يميل الفرد للانعزال وخلق أحاديث افتراضية والتوهم بمواقف خيالية في العقل الباطن الأمر الذي يجعله يتحدث مع أشخاص غير موجودين ، وفي الأغلب تستمر الأحاديث لساعات طويلة .
كراهية شديدة للتجمعات العائلة والمناسبات السعيدة لأنها تشعر الفرد بأنها تعزله عن الأحاديث مع النفس التي تعتبر مصدر للارتياح ، وذلك لأنه يناقش أفكاره مع العقل الباطن وبالتالي لا يحتاج للتواصل مع الآخرين.
يرتبط المرض بتضييع الوقت وإهمال المسئوليات بسبب الانشغال لفترات طويلة مع الحديث مع النفس بشكل يتعارض مع الحياة اليومية ، وعادة يميل الفرد للشعور بالارتياح بالرغم من ذلك.
قد يتطور المرض للنظرة السلبية للحياة وذلك يدفع للاكتئاب والتوتر والقلق ، وفي حالات أخرى يصبح الفرد مائل للعنف تجاه نفسه أو الآخرين ، بالإضافة للتدقيق بصورة مفرطة وبشكل مرضي في التفاصيل الصغيرة.
أشارت الإحصائيات أن متلازمة جوسكا واحدة من الاضطرابات النفسية الشائعة حول العالم وتزيد نسبة الإصابة بها بين الشباب ، كما تعتبر الأكثر شيوعاً بين السيدات مقارنة بالرجال ، ويرجع الأطباء تلك المتلازمة لعدد من الأسباب والعوامل المؤدية لتطور المرض المتعلقة بالتعرض للضغوط النفسية والمواقف الحياتية ، بالإضافة للشعور بالعجز والضعف تجاه المواقف وعدم القدرة على إيجاد حلول للأزمات.
هناك بعض عوامل الخطورة التي تزيد من فرصة الإصابة بالمرض مثل العامل الوراثي العائلي والصدمات العاطفية والعنف الأسري والانطوائية والاكتئاب ، بالإضافة للضغوطات النفسية التي يشعر فيها الفرد بأنها تفوق قدرة التحمل . وأيضاً الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى مثل انفصام الشخصية والوسواس القهري.
متلازمة جوسكا هل يعتبر خطير
نعم أن متلازمة جوسكا يعتبر خطير في حالة أن يترك بدون علاج ولم يؤخذ محمل الجد ، لأنه يترك تأثيرات سلبية ناتجة عن تفاقم الأعراض وتطور المرض ، إذ يوضح أطباء الأمراض النفسية أنه يؤدي للقلق والاكتئاب والإيذاء بالنفس والإيذاء بالآخرين ، وفي الحالات المزمنة يصاب الفرد بالجنون وبعض الاضطرابات النفسية الآخرين مثل القلق وانفصام الشخصية.
أشارت الأبحاث الطبية وجود علاقة بين تلك المتلازمة وبين ارتفاع خطر الإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل داء السكري والضغط المرتفعة وانعدام الشهية والخلل الإدراكي وانعدام الشهية ، وهو ما يجعله من الاضطرابات النفسية الخطيرة.
يرتبط المرض بخداع الذات الأمر الذي يجعل الفرد يعيش في أوهام متعلقة بالعالم الافتراضي الذي يخلقه في العقل الباطن ، وأن لم يدرك الفرد أنه مجرد وهم قد يؤدي به لحالة من الانفصال الكامل عن الواقع الحقيقي بشكل غير إرادي ، كما ينطوي المرض على زيادة مخاطر التوتر والاكتئاب لأن في الأغلب ترتبط الأحاديث مع النفس بأفكار سلبية تزيد درجات الخوف من الحياة ومعدلات القلق من المستقبل بسبب تخيل أحداث لم تقع في الواقع.
يختلف طريقة علاج متلازمة جوسكا من شخص لأخر باختلاف شدة المرض والأعراض المصاحبة وتأثير المرض على الحياة اليومية والحياة الاجتماعية ، بناءً على ذلك يحدد الطبيب النفسي الطريقة الأمثل للعلاج وفقاً للخيارات التالية:
العلاج السلوكي
العلاج السلوكي أول طريقة علاجية يتم إجرائها تحت إشراف طبيب الأمراض النفسية الذي يحاول أن يساعد المريض الانخراط في المجتمع بشكل يسمح بالتقليل من الأحاديث مع النفس بصورة تدريجية ، بالإضافة لأهمية التعبير عن المشاعر والأفكار من خلال حوارات حقيقية مع الأشخاص الآخرين.
وعي الفرد
يعتبر وعي الفرد بالمرض ومخاطره من العوامل الرئيسية التي تساعد على العلاج لأنها ترتبط باعتراف الفرد بالمعاناة من تلك المشكلة ، ويفتح له المجال للبحث عن الأسباب الحقيقة الكامنة للمرض مما يساعد على العلاج من خلال معالجة السبب الكامن في الإصابة بالمرض ، وهو مما يدفعه لمراقبة الذات لتجنب الأحاديث مع النفس وفتح حلقة للحوار مع الآخرين.
الأدوية الطبية
هناك بعض الأدوية الطبية التي يتم وصفها بغرض تسريع العلاج وإدارة الأعراض ، كما تلعب دوراً كبيراً في الوقاية من تطور المرض والتقليل من خطر التوتر والقلق والاكتئاب وانفصام الشخصية.
الدعم المعنوي
يحتاج الشخص المصاب بتلك المتلازمة للدعم المعنوي من الأسرة والعائلة والأصدقاء لمساعدته على التعبير عن مشاعره وأفكاره معهم ، الأمر الذي يساعد على التقليل من العزلة التي يخلقها لنفسه لخلق أحاديث مع الذات ، بالإضافة لأهمية خلق بيئة نفسية مريحة للمريض خالية من الاضطرابات الأسرية والعنف.
تجربتي مع متلازمة جوسكا بدأت حين تعرضت لصدمة نفسية أدت مع الوقت إلى التحدث مع النفس بشكل غير إرادي استمرت الأحاديث لبعض دقائق ثم أصبحت تطول لعدة ساعات في اليوم ، ومع الوقت بدأت انعزال عن المجتمع مع زيادة درجات القلق من الحياة ، حتى ذات مرة رأيتني والدتي أحوار نفسي في الغرفة وقامت بمتابعتي لفترة طويلة ، ومن هنا قررت أمي الذهاب معي لطبيب نفسي حتي صدمت أنه ليس أمر طبيعي بل مرض نفسي.
تجربتي مع متلازمة جوسكا بدأت بعد وقت قليل من وفاة والدي كانت صدمة نفسية كبيرة ولم أكن قادرة على تحمل الحياة من بعده ، وأدي ذلك لخلق عالم افتراضي للحديث مع النفس وأحياناً أتوهم بالحديث مع والدي المتوفي وخلق سيناريوهات غير حقيقة ، ولقد تطور الأمر للتقصير في الحياة المهنية والانعزال عن المجتمع ، ولقد خضعت للعلاج النفسي والسلوكي حتى استطاعت الخروج من الوهم والعالم الافتراضي.
أسئلة شائعة
كيف أعالج نفسي من متلازمة جوسكا؟
تعالج متلازمة جوسكا باتخاذ خطوات للتفاعل مع الآخرين ومراقبة النفس لتقييد الأحاديث مع النفس وزيادة الاهتمام بالمسئوليات اليومية والحياة المهنية.
هل يمكن الشفاء من متلازمة جوسكا؟
نعم أن يمكن الشفاء من متلازمة جوسكا ، وينصح البحث عن بدائل عن الحديث مع النفس مثل تدوين الأفكار في ورقة ، والتعبير عن المشاعر للأشخاص المقربين.