المقصود بجوار من الشيطان هو طلب اللجوء إلى الله والاستجارة به تبارك وتعالى من كيد الشيطان وشركه وزيغه.
معنى الجوار في العموم هو الوقاية والأمان واللجوء وهي كلمة فعلية مصدرها جاور بفتح الواو والراء.
وقد وردت هذه الجملة في حيث عبدالله بن هشام قال: “كان أصحابُ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وآلِهِ وسلَّمَ يَتعلَّمونَ الدُّعاءَ كمَا يتعلَّمونَ القُرْآنَ إذا دخل الشَّهرُ أوِ السَّنةُ: اللَّهُمَّ أدْخِلْهُ علينا بالأمْنِ والإيمَانِ والسَّلامَةِ والإسْلامِ وجِوارٍ منَ الشَّيطَانِ ورِضْوانٍ مَنَ الرَّحمَنِ”
وهو المقصود جوار من الشيطان وقد ورد في روايات أخرى غير هذه الرواية بجواز من الشيطان.
معنى جواز من الشيطان
ورد حديث بداية دخول الأشهر والسنون في روايتين الأولى جوار من الشيطان والثانية جواز من الشيطان وسنتعرف معكم على معنى جواز من الشيطان التي وردت في صيغة الرواية للحديث:
الجواز من الشيطان يعني التخلص منه وتخطيه فمعنى جاوز أي تخطى وتعدى.
فعند جواز العمر أي أتم وأنهى وتخطاه.
وعند تجاوز الأمر فهو يعني انتهى منه وتجاوز الخطأ تأتي بمعنى سامح.
تجاوز الحد هو الخروج عن العرف والتقاليد المتبعة.
تجاوز الحافلة بمعنى تخطاها وسبقها إلى وجهتها.
الجواز من الشيطان في الحديث بمعنى التوسل إلى الله والدعاء له أن يكفي الإنسان شر الشيطان ووساوسه ونزعه وشركه.
مداخل الشيطان على الإنسان
وفي مداخل الشيطان ذكر ابن القيم لها 6 مراحل يمكن للشيطان أن يتدرج بها إلى أن يصل للسيطرة على الإنسان وهذه المراحل هي:
يظل الشيطان في سعي مستمر لأن يجعل الإنسان يكفر بالله أو يشرك به عز وجل.
تأتي المرحلة الثانية وهي البدعة ويصل فيها لأن يجعل المرء يختلق بدعة ومن ثم يطبقها فإن لم يقدر على ذلك ينتقل إلى المرحلة الثالثة التالية.
وهي مرحلة الدخول إلى المعاصي الكبرى فإذا كان ذلك الشخص معصوم من الكبائر وقد حفظه الله منها ذهب إلى المرحلة الرابعة.
مرحلة الصغائر من الذنوب حيث يتفنن في تزينها له وتقليلها وتصغير شأنها للشخص فإن كان أيضا من المعصومين ينتقل إلى المرحلة الخامسة.
حيث يبدأ في هذه المرحلة بشغل الإنسان بجميع المباحات فيضيع بذلك وقت الشخص.
وتأتي المرحلة السادسة التي يعمل فيها على شغل المرء بالعمل المفضول عن العمل الأفضل منه أي يشغل بعمل طيب عن عمل أخر يكون أطيب.
يجب على المسلم ان يعلم بأن الشيطان هو عدوه الذي يزرع في نفسه بعض الخواطر والأوهام التي من شأنها أن تؤذي الإنسان دون نفعه وذلك لأنه المخلوق الذي فضله الله على كثير من العالمين.
وعليك علاج كل هذه المنغصات والخواطر الشيطانية بالحرص على طلب العلم والاستفادة من كل ما منحه الله لك.
حارب تلك الخواطر بذكر الله دوما وان تكون على استعداد تام للقاء الله بالأعمال الصالحات.
اعلم ان أي نزغ يأتيك إنما هو من فعل الشيطان ليثنيك عن العبادة ويجعلك محبط فاستعذ بالله منه في كل أوقاتك.
أقبل على قراءة القرآن الكريم بقلب حاضر وعقل متدبر.
أكثر من ذكر الله عز وجل وانشغل بما ينفعك في دينك ودنياك لتحظى بأجري الدنيا والآخرة تضرع إلى الله بقلب وجل ورجاء لا ينقطع فتحصن بأمر الله من وساوس الشيطان.
وكن على يقين بما قاله الله تبارك وتعالى في محكم آياته: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾.
حيث وقعت مثل هذه الخواطر لبعض صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وشكوا إلى الرسول ﷺ هذا وقالوا: “يا رسول الله إن أحدنا يجد في نفسه ما لا أن يخر من السماء أحب إليه من أن ينطق به.
فقال عليه الصلاة والسلام: هي الوسوسة” وفي رواية أخرى: الحمد لله الذي رد كيده إلى الوسوسة وجاء في لفظ: ذاك صريح الإيمان وهذا ما يقع في قلب المؤمن حيث ينكر بعض الأشياء ويكرهها.
وقد كانت بعض خواطر الشيطان التي حذرنا الرسول صلى الله عليه وسلم منها التشكيك في وجودية الله تبارك وتعالى ولطرد هذه الخواطر هو تجديد الإيمان كما أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم.
حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم “لمن أتاه الشيطان فقال له: هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ قال النبي : من وجد ذلك فليستعذ بالله ولينتهه” وورد في رواية أخرى فليقل: آمنت بالله ورسله.
اطردها فورا واشغل بعدها عقلك بالذكر وقراءة القرآن الكريم أو توضأ وصلي ركعتين لعلاج هذه الخواطر العفنة.
دعاء الصحابة عند دخول الشهر
كان الصحابة رضوان الله عليهم في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يستقبلون دخول الشهور والسنين بدعاء للجوار من الشيطان وكان نص حديثهم كالتالي:
يرتبط وجود الشيطان على الأرض في الأديان بمعتقد ترسخ في أذهانهم منذ المهمد نرصد لكم أبرز هذه المعتقدات والثوابت الدينية:
كان لطرد الشيطان من الجنة في الإسلام وهبوطه إلى الأرض حدث جلل حيث رفض الشيطان الامتثال لما أمره الله به فحينما خلق الله سيدنا آدم أمرهم بالسجود له فعصى الشيطان أمر الله.
ليكون بذلك العصيان من المنظرين في الأرض إلى يوم البعث العظيم بعد ان رفعه الله إلى الملأ الأعلى وكرمه.
وقد ورد عصيانه لأمر الله في القرآن: ﴿وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ﴾.
بينما في المسيحية واليهودية كان يود الشيطان أن مثل الله سبحانه وتعالى كما جاء في سفر إشيعاء.
