نعرض لكم عبر هذا المقال قصة الاطفال مكتوبة ومفيده ، فالكثير من الأطفال يحبون القصص، ويتلذذون بالاستماع إليها لما يجدوا فيها المتعة، والمرح مع الاستفادة، والتسلية فتعد من الوسائل الترفيهية الهادفة.
وهناك العديد من الكُتاب، والأدباء الذين تفوقوا في مجال كتابة قصص الأطفال لما وجدوا فيها من عمل مميز، وهادف فتقوم بجذب انتباه الأطفال، وتوجيههم للطريق الصواب، ومن هؤلاء الأدباء طارق البكري _ أحمد محمود نجيب _ كامل الكيلاني، وغيرهم من الأدباء الذين اتخذوا من قصص الأطفال مسلك لغرس القيم، والآداب الحميدة داخل الأطفال منذ الصغر.
ومن خلال مقال اليوم على برونزية سنقدم مجموعة مختارة من القصص الهادفة، والممتعة التي يجمع الأطفال على حبها، والحرص على الاستماع لها.
محتويات المقال
كان يا مكان في أحد الغابات في فصل الربيع كانت تعيش نملة، ومعها صرصور، ومن الطبيعي أن يُخزن كل منهما الطعام قبل أن يأتي فصل الشتاء، ويزيد البرد فلا يستطيعون الخروج من جحورهم.
فذهبت النملة إلى الصرصور، وقالت له : هيا بنا نذهب لنُحضر الطعام، ونبدأ في التخزين فقال لها الصرصور ستبدأين من الآن معنا وقت طويل سأرتاح اليوم، وأبدأ من الغد، ولم تستمع له النملة، وسارت في طريقها تجمع الطعام، وتخزنه، والصرصور يتكاسل كل يوم، ولا يريد الذهاب بحجة أن هناك وقت على الشتاء.
ومرت الأيام، والصرصور لم يجمع الطعام، ومر الصيف، والربيع، وجاء الشتاء، واشتد البرد، وزادت الأمطار، ومكث كل منهما داخل جحره لا يخرج منه فأخذت النملة تتناول طعامها التي قامت بجمعه منذ وقت طويل استعدادًا لهذه اللحظة، ومكث الصرصور داخل جحره يتألم من شدة الجوع.
وفي يوم ذهب إلى النملة فوجدها منعمة، وتعيش في راحة، وهدوء، ولا تحتاج لشيء فأخذ يترجاها حتى تعطيه قدر من الطعام حتى لا يموت جوعًا، وأخذت النملة تؤنبه وتلومه لأنه لم يستمع إلى نصيحتها وقالت له : هذه عاقبة كسلك، ولكن بعد وقت أعطته الطعام، وقالت له : لا تفعل هذا مرة ثانية فالكسل عاقبته الندامة فلولا مساعدتي لكنت مت جوعًا، ووعدها الصرصور ألا يفعل هذا مرة ثانية، واتعظ من خطأه.
كان هناك شيخ عجوز لديه ثلاثة من الأبناء قام بجمعهم في يوم، وطلب من كل منهم إحضار مجموعة من الحطب، وقام بجمع الأحطاب، وربطها جيدًا، ومررها على أبنائه، وطلب منهم كسرها فلا أحد منهم استطاع أن يكسرها.
ثم قام بفك هذه الحزمة المكونة من الحطب، وجعل كل واحدة منفصلة، وأعطى كل واحد منهم واحدة فقط، وطلب منهم كسرها فاستطاعوا الثلاثة كسر الحطب بسهولة جدًا.
فقال لهم والدهم : أريد أن أعلمكم شيء من هذا الموقف، وهو أن تتحدوا، وتقفوا بجانب بعض في كل وقت حتى لا يستطيع أحد كسركم، أو أذاكم فالاتحاد قوة، والفرقة ضعف فأنتم أقوياء ببعض.
كان يا مكان كان هناك رجل يسمى عم سلطان يمتلك حمار يركبه ليتنقل من مكان إلى آخر، ويحمل عليه البرسيم، وبقرة يحلب منها اللبن، ويصنع من لبنها الجبن، والزبد، وأرنوب صغير.
وفي يوم من الأيام ذهب أرنوب إلى الحمار، وقال له : إن عم سلطان يحب البقرة أكثر منك لأنه يحصل منها على الألبان، والغذاء فحزن الحمار كثيرًا، وقال له : لماذا ؟ فأنا من يأتي بالبرسيم لها حتى تتغدى، وتأتي بالحليب.
وفي اليوم التالي ذهب الأرنوب إلى البقرة، وقال لها : إن عم سلطان يُفضل الحمار عنكِ فهو يستطيع التنقل به في كل مكان مما جعله رفيقه، والأقرب إلى قلبه فحزنت البقرة كثيرًا مما جعلها لا تدر الكثير من الحليب كعادتها.
تعجب العم سلطان من قلة لبنها، وسوء حالة الحمار، وفي لحظة ذهب الحمار إلى البقرة، وأخذوا يتشاجرون حتى فصل العم سلطان بينهم، وعرف منهم الحوار الذي قاله الأرنوب عن كل منهما للآخر فغضب العم سلطان من الأرنوب، وقرر أن يُعاقبه بطريقة حكيمة.
فطلب من الحيوانات ألا تتعامل معه حتى يعترف بخطئه، ويعلم قيمة المشكلة التي تسبب في حدوثها فخرج الأرنوب، وذهب إلى الحمار كي يلعب معه فرفض الحمار، وابتعد عنه، وعندما ذهب إلى البقرة أيضًا ليجلس معها أبت، وسارت، وتركته فعلم أن هناك شيء قد حدث صرفهم عن التعامل معه.
وعندما ذهب للعم سلطان، وحكى له عنَّفه، وواجهه بحقيقته، وقال له : عليك الاعتذار من الحمار، والبقرة، وعدم تكرار هذه الفعلة مرة ثانية حتى لا يكرهك الجميع.
كان يا مكان كان هناك طالبة متميزة في أحد المدارس تسمى ريم، والجميع يُقبل على حبها من الأصدقاء، والأساتذة، وفي يوم مرضت هذه الطالبة فاجتمع الأصدقاء، وقرروا زيارتها فزيارة المريض واجبة على المسلمين، ولها أجر عظيم.
فقامت إحدى الزميلات بالاتصال بأسرة ريم للاستئذان حتى يأخذوا موعد للزيارة، وبالفعل سمحت لهم الأسرة بالحضور، واتفقوا على موعد مناسب، واشتروا لريم هدية، وذهبوا لزيارتها ففرحت ريم بهذه الزيارة، وشكرتهم على الهدية، وعلى تعبهم، وحرصهم على زيارتها.
ونصحها الأصدقاء بإخراج صدقة بنية الشفاء لأن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم قال : ” داووا مرضاكم بالصدقة” وبالفعل قامت ريم بإخراج صدقة، وشُفيت بفضل الله، وعادت إلى مدرستها، فرحب بها أصدقائها، وفرحوا بعودتها الحميدة.
فزيارة المريض تُهون عليه التعب، والمرض، وتُحسن من حالته النفسية مما يجعله أكثر حرصًا على التعافي، والشفاء بسرعة إلى جانب فضلها عند الله، وثوابها الكبير.