جاء في رأي الشيخ ابن باز ركمه الله تعالى والذي أوضح فيه بأن الترحم على غير المسلم لا يجوز سواء كان غير المسلم هذا من النصارى أو اليهود.
وقد جاء هذا التوضيح استنادا إلى قول الله تبارك وتعالى في كتابه الكريم ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾.
وأيضا كما ثبت في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي اللَّه عنه-قال: قال رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم “اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي أَنْ أَسْتَغْفِرَ لأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي”.
فإن من مات على كفره دون الدخول إلى الإسلام لا يستغفر له ولا يجوز أن يدعى له.
هل يجوز تعزية غير المسلم
فإن كان لا يجوز الدعاء لمن مات على غير الإسلام فما حكم جواز تعزية غير المسلم في مصابه حيث سنتعرف معكم على الإجابة فيما يلي:
الإجابة في جواز تعزية غير المسلم هي نعم يمكن للمرء المسلم أن يؤدي واجب العزاء فيمن مات على غير الإسلام ولكن يجب أن يتذكر انه لا يجوز الترحم على غير المسلم أو الاستغفار له.
وذلك لأن تحريمها قد تم الإجماع بين علماء الفقه في الشريعة الإسلامية حيث ورد في كتاب المغني لابن قدامة المقدسي “أن المسلم إذا عزى كافرا بمسلم قال له “أحسن الله عزاءك وغفر لميتك”.
وإن عزى كافرا بكافر قال له “أخلف الله عليك ولا نقص عددك” وإن عزى مسلما بكافر قال له “أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك” والله تعالى أعلى وأعلم.
هل يجوز الترحم على غير المسلم
يكثر البحث في الآونة الأخيرة عن جواز ترحم المرء المسلم على غيره ممن لا يعتنقون دين الإسلام وفي خلال سطورنا التالية سنحاول جمع الأدلة الثابتة في محكم التنزيل أو الاي وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم.
حيث أن الدعاء لله هو الوسيلة السريعة في الاتصال بين العبد وبين خالقه سبحانه وتعالى وكما أمرنا الله بالتقرب له والإكثار من الدعاء فهو سميع قريب مجيب.
وكما نعلم بأن الترحم على الأموات هو من الدعاء التي يرفع الناس بها أيديهم إلى السماء طلبا للرحمة والمغفرة للمتوفى وقد أجاز الشرع مناجاة الله سبحانه في طلب الرحمة والغفران الميت.
لكن تتوقف إجازة الدعاء فقط على عقيدة المتوفى فإن دعاء المسلم لأخيه المسلم الميت جائز شرعا ولا خلاف على ذلك.
بينما أجمع علماء المسلمين على عدم جواز الترحم لمن مات على غير دين الإسلام من مات نصرانيا أو يهوديا أو على ملة غير دين الإسلام لا يجوز الترحم عليه.
ومن أنكر تشريع العبادات من صلاة وصوم ولم يؤدي حق الله عليه فالترحم عليه والاستغفار له غير جائز شرعا وبذلك لا يجوز الدعاء له.
حيث ورد ذلك في القرآن الكريم في قول الله تعالى ﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُوْلِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ﴾.
وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يناجي الله بأن له في الاستغفار لأمه حيث ماتت في الأيام ما قبل بعثته الشريفة ولكن الله تبارك وتعالى لم يأذن له بذلك.
وهي أمه صلى الله عليه وسلم فكيف الحال مع غير المسلم بالطبع لا يجوز الاستغفار له أو الترحم عليه والله سبحانه وتعالى أعلم.
الملحد هو ذاك الشخص الذي لا يعترف بوجود الله تعالى وينكره بل إنه يرفض أن يؤمن بأي قدرة إلهية ويدعي أنها بمحض الصدفة وبذلك فهو غير موحد أو مؤمن بالله او دين الإسلام فإن مات الملحد مات على غير الإسلام.
وإن من مات على غير التوحيد وغير دين الإسلام فإن الدعاء له بالرحمة أو الاستغفار له لا يجوز شرعا.
حيث قال الشيخ ابن تيمية في حكم الدعاء للكافرين “من الاعتداء في الدعاء أن يسأل العبد ما لم يكن الرب ليفعله مثل أن يسأله منازل الأنبياء وليس منهم أو المغفرة للمشركين ونحو ذلك”.
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في حديثه الشريف” والذي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بيَدِهِ، لا يَسْمَعُ بي أحَدٌ مِن هذِه الأُمَّةِ يَهُودِيٌّ، ولا نَصْرانِيٌّ، ثُمَّ يَمُوتُ ولَمْ يُؤْمِنْ بالَّذِي أُرْسِلْتُ به، إلَّا كانَ مِن أصْحابِ النَّارِ”.
وعليه فإن الاستغفار للمشرك أو الملحد وطلب الرحمة له من الأشياء التي لا يجوز للمسلم أن يطلبها من الله أو يدعو بها الله سبحانه وتعالى لأن الله لن يستجيبها والله أعلى وأعلم.
هل يجوز الدعاء لغير المسلم
هناك مواطن يجوز فيها الدعاء لغير المسلم ولا يجوز في أحوال أخرى حيث يقسم الدعاء لمن هو على غير الإسلام إلى عدة فروع وأقسام كما جاء في الشريعة الإسلامية وفقا لما يلي ذكره:
الدعاء بالمغفرة
قد يدعو المسلم لغيره ممن لا ينتمي للإسلام بالمغفرة دون أن يدري مدى جواز الدعاء بالمغفرة لمن هم على غير الإسلام وفيما يلي سنتعرف على مشروعية الدعاء بالمغفرة.
الدعاء لغير المسلم بالرحمة أو بالمغفرة غير جائز شرعا وقد أجمع على ذلك أهل العلم وذلك لأن الله تعالى أخبرنا بأنه يغفر جميع ذنوب العبا؟ لمن شاء منهم إلا الشرك لأنه يزج بصاحبه إلى النار.
كما ورد ذلك نصا في محكم الآيات من القرآن الكريم في قوله تعالى ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمً﴾.
الدعاء بالهداية
وفيما يلي سنتعرف على حكم الدعاء لغير المسلم بالهداية وما مدى مشروعيته في الإسلام فتابعوا معنا:
لا ضير إن دعا المسلم لغيره ممن هو على غير الإسلام بالهداية وخاصة إن كان ممن لا يقاتل الإسلام فإنه لمن المحبب أن يسأل الله له الهداية.
وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من موضع بأنه كان يسأل الله تبارك وتعالى الهداية للمشركين وقد كأن يسأل الله لأم أبي هريرة أن تدخل الإسلام قبل أن تدخل الإسلام.
الدعاء بالأمور الدنيوية
قد يدعو المسلم لغير المسلم بسعة الرزق أو بكثرة الأولاد أو بطول العمر وغير ذلك من الأمور الدنيوية وقد شكل هذا الأمر اختلاف بين أهل العلم في أراءهم حول الدعاء بالأمور الدنيوية لغيره من المسلمين:
حيث ذهب بعض العلماء إلى جواز الدعاء بمثل هذه الأمور ترغيبا لهم في اعتناق الإسلام أو زيادة الجزية المدفوعة للمسلمين أو غير ذلك من الأمور الأخرى.
والبعض الأخر ذهب إلى عدم جواز ذلك لأن زيادة الولد والرزق لغير المسلم سيزيد في تماديه بالطغيان والكفر ويرجح هذا الرأي بأنه القول الصحيح.
الدعاء على غير المسلمين
وعن رأي العلماء في الدعاء على غير المسلم فسنتعرف عليه معكم فيما يلي:
حيث رأى العلماء بأنه جائز حيث ورد عن النبي عندما اشتد عليه الأذى من الكافرين وقد ذهب الدعاء عليهم بين الهداية والهلاك وذلك على حسب شدة الأذى.
كما ينبغي ان يعلم المسلم بأنه لا يجوز أن يدعو على الكافر بالموت على كفره لأن ذلك يخالف جوة دعوة الإسلام.
