2022-08-14T00:39:26+00:00
متى فرض الصيام
فرض الصيام على المسلمين بشهر شعبان في العام الثاني من الهجرة.
ففي العام الثاني من الهجرة أمر الله عز وجل المسلمين بصيام شهر رمضان، وانزل قوله تعالى:
“يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ ۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ ۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ ۚ وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ”.
وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه من قبل يقومون بصيام يوم عاشوراء مع يوم بعده أو يوم قبله.
وبعد ذلك فرض الله الصيام في شهر رمضان، فأصبح صيام عاشوراء سنة وليس فرض ولا واجب.
وامتثل المسلمين لأمر الله عز وجل وأصبحوا يصومون شهر رمضان احتساباً وإيماناً لله عز وجل.
حيث أخبرهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن صيام شهر رمضان كامل واحتسابه لله سبحانه وتعالى يغفر لهم ما فعلوه من ذنوب.
كما أن الصيام يكون عبارة عن جنة تحمي المسلم الذي قام بتأدية عبادته خالصة لوجه الله تعالى من دخول النار.
متى فرض الصيام ومن أول من صام
يتساءل العديد من الأشخاص عن الوقت الذي فرض فيه الصيام وأول من صام، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على إجابة هذا السؤال:
لقد جاء في كتاب الوسائل لمعرفة الأوائل للإمام السيوطي بأن آدم عليه السلام هو أول من صام من البشر.
حيث أنه كان يصوم ثلاثة أيام في الشهر، وذلك تبعاً لما رواه ابن عساكر والخطيب عن الصحابي عبد الله بن مسعود.
وقد قال ابن أبي حاتم عن الضحاك بأن نوح عليه السلام هو أول من صام، وتبعه الناس حتى وصلوا إلى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
فكان يصوم ثلاثة أيام من كل شهر حتى وقت العشاء، حتى فرض الله صيام شهر رمضان في القرآن الكريم.
وقد قال مجاهد بأن صيام شهر رمضان فرض على كل الأمم السابقة، وقد قال أهل التاريخ بأن صوم نوح عليه السلام بعدما خرج من السفينة في رمضان.
وقد سبق نوح عليه السلام أمم أخرى كانت تصوم، وقد قال الفقهاء والرواه بأن أول من صام هو آدم عليه السلام.
وذلك شكراً لله تعالى لأنه قبل توبته، وبعد آدم صام نوح شكراً لله لأنه نجاه بالسفينة.
وبعد ذلك وصلنا إلى صيام سيدنا محمد صلى الله عليه.
ومن أبرز أنواع الصيام الأخرى هي الإمساك عن الكلام، وهذا الأمر التزم به زكريا عليه السلام بأمر من الله عز وجل.
والتزمت بهذا الأمر أيضاً مريم عليها السلام، حيث قال تعالى في مريم عليها السلام:
“فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَداً فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيّاً”.
معنى الصوم والصيام
الكثير من الأشخاص يقومون بالبحث عن المعنى المقصود من الصوم والصيام، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على هذا المعنى بالتفصيل:
الصيام يكون عبارة عن عبادة عظيمة وقربة من القربات الجليلة التي قام الله عز وجل بفرضها على كل المسلمين.
والصيام يكون عبارة عن ركن من الأركان الخمسة التي يقوم عليها ديننا الإسلامي.
فالصيام يكون عبارة عن مكانة عظيمة عند الله عز وجل.
وقد قام أهل العلم بأن الصيام يكون عبارة عن الامتناع عن كل مفطر، والإمساك عن المفطرات بداية من طلوع الفجر حتى غروب الشمس مع توافر نية.
والصيام لم يكن في يوم من الأيام عبادة للمسلمين فقط، لكن الصيام عبادة قام الله عز وجل بفرضها على الأمم.
والصيام يتمتع بالكثير من الفضائل أهمها قبول الطاعات وغفران الذنوب واستجابة الدعوات.
وفي يوم القيامة يقوم الله عز وجل بإدخال الصائمين من باب الريان جزاءً لما قاموا بفعله في الحياة.
فالصيام حماهم من نار جهنم وقام بإدخالهم الجنة.
اقرأ أيضًا: الا اخبركم بافضل من درجة الصيام
صيام الأقوام السابقة
أما بالنسبة لصيام الأقوام السابقة سوف نقوم بالتعرف عليه الآن بالتفصيل:
النصارى
لقد أمر الله عز وجل النصارى بصيام رمضان، وصيامهم كان عبارة عن عدم تناول الشراب أو الطعام بعد النوم بالإضافة إلى عدم ملامسة النساء.
وكان النصارى غير قادرين على صيام رمضان بسبب تغيره مع فصول السنة فيمكن أن يأتي في الشتاء ويمكن أن يأتي في الصيف.
كما أنهم زودوا عليه عشرون يوم لكي يكفروا عن فعلتهم، وقد قال السيوطي:
“نّهم إنّما زادوا هذه العشرين يومًا لئلّا يخطئوا؛ فجعلوا عشرة أيّام قبل الشهر وعشرة بعده، ولكنّهم قد ضلّوا”.
اليهود
اليهود كانوا يصومون يوم عاشوراء، حيث يعرف يوم عاشوراء بأنه اليوم الذي نجى الله عز وجل سيدنا موسى من فرعون.
فكان اليهود يقومون بصيام يوم عاشوراء لأن موسى عليه السلام كان يصوم هذا اليوم شكراً لله عز وجل.
وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يصوم عاشوراء وأمرنا بمخالفة اليهود من خلال صيام يوم قبله أو يوم بعده.
وكان اليهود يصومون لبعد الغروب حتى تظهر النجوم في السماء.
وصيامهم كان يكون بدون سحور حيث قال عليه السلام:
“فَصْلُ ما بيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الكِتَابِ، أَكْلَةُ السَّحَرِ”.
مراحل فرض الصيام
لقد تم فرض الصيام على ثلاثة مراحل سوف نقوم بالتعرف عليهم الآن:
المرحلة الأولى
المرحلة الأولى من مراحل الصيام تتمثل فيما يلي:
هذه المرحلة تعرف باسم مرحلة التخيير، فيها تم تخيير المسلمين في صيام شهر رمضان أو القيام بدفع فدية لمن لا يريد الصيام، حيث يقوم بدفع فدية عن كل يوم فطر فيه.
وقد قال الله تعالى في سورة البقرة:
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).
وتم شرح هذه المرحلة بشكل تفصيلي في حديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه الذي جاء في صحيح الإمام مسلم عندما نزلت هذه الآية:
(وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ).
المرحلة الثانية
أما بالنسبة لثاني مرحلة فهي تتلخص فيما يلي:
بعدما كان الصيام اختياري عند المسلمين، صار فرض على كل بالغ عاقل راشد.
وكان يبدأ الصيام مع طلوع الفجر وحتى غروب الشمس.
فعندما تغرب الشمس يكون من حق المسلم أن يأكل ويشرب إلى أن ينام.
فعندما ينام يحرم عليه الأكل والشرب حتى غروب شمس اليوم التالي.
ودليل على ذلك ما جاء عن البراء بن عازب رضي الله عنه حيث أنه قال:
(كانَ أصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ الرَّجُلُ صَائِمًا، فَحَضَرَ الإفْطَارُ، فَنَامَ قَبْلَ أنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ ولَا يَومَهُ حتَّى يُمْسِيَ).
المرحلة الثالثة
المرحلة الثالثة هي المرحلة الأخيرة من مراحل الصيام، لهذا السبب سنتعرف عليها الآن:
تعرف هذه المرحلة بأنها المرحلة التي تم فيها فرض الصيام المعروف في وقتنا الحالي.
ومعناه يكون ابتعاد المسلم عن الشراب والطعام وفعل الشهوات بداية من طلوع الفجر حتى وقت غروب الشمس.
فإذا نام المسلم واستيقظ قبل الفجر يحق له أن يتناول الطعام والشراب حتى وقت الفجر.