والسعة هنا تعني الغنى، ولا يوجد فرق في الأضحية بين المرأة والرجل، وذلك لأن حكم الأضحية ينطبق عليهما.
ففي حالة سكن المرأة بمفردها مع أطفالها تجب عليها الأضحية وذلك إن كانت مقتدرة.
فالذكورة ليست من شروط الأضحية، فهي تجب على الذكور والإناث.
حكم من لم يضحي وهو قادر
يتساءل العديد من الأشخاص عن حكم من لم يضحي وهو قادر عن ذلك، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على إجابة هذا السؤال:
لا يوجد شيء على من لم يضحي وهو قادر فليس عليه حرج.
وذلك لأن الأضحية تعتبر من السنن المؤكدة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وليست واجب ولا فرض.
وهذا ما وضحه لنا حديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك ما تفق عليه الفقهاء.
لكن في تلك الحالة فإن المسلم يكون ضيع عن نفسه ثواب وأجر كبير من الله عز وجل.
حكم الأضحية عن الميت
لقد تعددت الآراء عن حكم الأضحية عن الميت، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على هذه الآراء بالتفصيل:
النصوص الشرعية تدل على ثواب وصول الأضاحي والأعمال الصالحة إلى الميت، كما أنه يجوز أن يتم الصيام له في حالة إن كان عليه أيام من الصيام.
ويجوز أيضاً للحج للميت ، وثبت ذلك من خلال الأحاديث الشريفة، لهذا السبب يجب العلم بأن صدقة وثواب الأضحية للميت تكون من باب أولى حتى وإن لم يوصى بها الميت.
أما عن عائشة رضي الله عنها قالت بأن سيدنا محمد جاء بكبش حتى يضحي به، وقال:
وقد رأى العلماء بأنه يجوز أن يتم التضحية عن الميت، وذلك لأنه من أمة محمد، وقد جعل رسولنا الكريم الأضحية لجميع الأمة الإسلامية.
لهذا السبب نجد أن هذا الرأي يدل على جواز الأضحية عن الشخص الميت.
لكن البغوي قال بأنه لا تصح الأضحية عن الميت إلا في حالة توصية الميت بها.
أما بالنسبة للشافعية فهم رأوا جواز الأضحية عن الشخص الميت وحتى وإن لم يوصينا بها.
لكنهم أجمعوا بأن ثوابها سوف يصل إليه، لهذا السبب تجوز الأضحية.
كما أن الإمام النووي قام باعتماد رأي أبو الحسن العبادي وهو أنه قد تكون الأضحية عن الميت جائزه، وذلك لأنها تعد من الصدقات، والصدقات تنفع الميت وسوف يصل إليه ثوابها.
لكن الحنابلة قالوا بأن الأضحيةة عن الميت تكون أحسن من الأضحية عن الحي، وهذا الرأي دليل على أن الميت يحتاج للثواب والصدقة.
رأي المالكية بأنه يكره أن يتم التضحية عن الميت، وذلك خوفاً من الرياء والمباهاة.
لكن إذا قام الميت بالتوصية على ذلك فيجب على الورثة أن يفعلوها.
لقد اختلفت الآراء حول حكم الأضحية في عيد الأضحى، لذل جئنا لكم الآن لكي نتعرف على أبرز هذه الآراء:
القول الأول
اعتمد فيه الحنفية على قول الله عز وجل، حيث أنه قال:
(فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ”، لذلك يعتمدون أنها واجبة عند المسلمين، وذلك أيضاً لقول رسول الله في حديثه الشريف “مَنْ كَانَ لَهُ سَعَةٌ، وَلَمْ يُضَحِّ، فَلَا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانَا).
وهذا خير دليل على أن الأضحية واجبة على كل مسلم قادر عاقل.
القول الثاني
اتفق في هذا الرأي الحنابلة والشافعية وقالوا بأنها سنة مؤكدة، واستدلوا في ذلك على الحديث الشريف عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنه قال:
ومن لم يتمكن بعذر أو بغير عذر فيتمكن من أن يوكل غيره، ويكون من الأفضل أن يرى المضحي ذبح أضحيته، حيث حكى جابر بن عبد الله رضي الله عنه في الحديث الصحيح المطول ما يلي:
(فَنَحَرَثَلَاثًاوَسِتِّينَبيَدِهِ،ثُمَّأَعْطَىعَلِيًّا،فَنَحَرَماغَبَرَ، وَأَشْرَكَهُ في هَدْيِهِ).
لقد قال المالكية بأنه لا يجوز أن يتم دبح الأضحية في بلد أخرى إلا إذا كانت أكثر حاجة من بلده.
لكن الشافعية والحنابلة قالوا بأنه يجوز أن يتم ذبح الأضحية ونقلها إلى مسافة أقل من مسافة القصر من البلد أو المكان المتواجد به مال المضحي.
وقد اتفق المعاصرين من العلماء بأن الأضحية تجوز في بلد آخر إذا تم إعطائها للمسلمين الفقراء والمحتاجين.
حكم الأضحية في الإسلام
أما بالنسبة لحكم الأضحية في الإسلام سوف نقوم بالتعرف عليه الآن بشكل موضح:
تعتبر الأضحية من السنن المؤكدة في الإسلام، وهذا ما اتفق عليه أغلب أهل العلم.
لكن إذا كانت واجبة فيوجد اختلاف بينهم، وذلك لأن البعض يراها سنة واجبة وهذا عند الحنفية.
لكن عند باقي الفقهاء فهي ليست واجبة وليست فرض، فقد ذكر في سنن الترمذي مال قالته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم:
“ما عَمِلَ آدَمِيٌّ من عملٍ يومَ النَّحْرِ أَحَبَّ إلى اللهِ من إهراقِ الدَّمِ إنه لَيَأْتِي يومَ القيامةِ بقُرونِها وأشعارِها وأظلافِها وإنَّ الدَّمَ لَيَقَعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ من الأرضِ فطِيبُوا بها نَفْسًا”.
شروط صحة الأضحية
الأضحية الصحيحة يكون لها مجموعة من الشروط التي سوف نقوم بالتعرف عليها الآن:
يجب أن يتم الذبح في الوقت الشرعي الخاص بالذبح.
إذا كانت الأضحية من الغانم أو الماعز فلا يجوز أن يشترك فيها أكثر من فرد، لكن إن كانت من البقر أو الإبل فيجوز الاشتراك فيه.