الفرق بين العينة والتورق هو واحد من بين الأسئلة التي طال البحث عنها، وذلك لأنها تعتبر واحدة من بين المصطلحات التابعة إلى الشريعة الإسلامية، وهما من الأمور التي تتعلق بأحكام الربا، ومن المعروف أنها من الأمور المحرمة في الدين الإسلامي، ولكن هناك بعض الاختلافات الخاصة بتلك المصطلحات، والتي سوف نذكرها لكم من خلال النقاط الآتية:
مفهوم العينة
تعتبر العينة والتي تنطق من خلال كسر حرف العين، بحيث تقال في اللغة العربية العيِنة، مت الكلمات العربية والتي تتعلق بالبيع.
وأما عن المعنى الذي تعنيه تلك الكلمة في الشريعة الإسلامية، هو أن يقوم المشتري بالعمل على بيع السلع أو البضائع.
ولكنه يقوم ببيعها لنفس الجهة التي قام بشرائها منها، أي يبيع بضائع اشتراها من بائع إلى نفس البائع.
ولكن في تلك الحالة يقدم على بيعها، ولكن مع التقليل في السعر الخاص بها، وهذا هو مفهوم العينة.
مفهوم التورق
أما عن التورق، فهي واحدة أيضًا من الكلمات العربية، والواردة في اللغة العربية، ولكنها تختلف بشكل كبير عن العينة.
حيث إنها تعني في الشريعة الإسلامية، أن يقوم الفرد بالعمل على بيع سلع أو بضائع والتي كان قد اشتراها.
ولكنه في تلك الحالة يقبل على بيعها إلى شخص آخر أو بمعنى إلى جهة أخرى، وذلك غير الجهة التي قد كان سبق له الشراء منها.
وتتم تلك البيعة التي يقوم ببيعها الفرد، وذلك على طريقة مفهوم التورق، وذلك من أجل الاستفادة للشخص.
مفهوم العينة والتورق في الشريعة الإسلامية
ومن المعروف أن الشريعة الإسلامية تحمل الكثير من الأحكام المختلفة، وذلك باختلاف الأئمة، فلكل واحد رأي محدد في الكثير من الأمور الدينية، وإليكم ما ذهب إليه جمهور الحنابلة، وذلك فيما جاء عن التورق والعينة، وهو الآتي:
يكون مفهوم كلمة التورق من حيث رأي الحنابلة، أنه هو العملية التي يتم فيها شراء الفرد لسلعة، ولكنها لا تكون جيدة.
ومن ثم يقبل على شرائها، ولكنها يقوم بشرائها بالديّن، أي أنه يشتريها مثلًا تقسيط، ومن ثم يقوم ببيعها إلى فرد آخر، وذلك من أجل الحصول على المكسب المالي من تلك العملية.
وأما عن المفهوم الخاص بالعينة من وجهة نظر الحنابلة، هو أنها عبارة عن بيع الفرد إلى سلعة معينة، ولكنه يقوم ببيعها بالديّن.
وبعدها يقبل على الشراء لنفس السلعة، ولكنه في تلك الحالة تتم عملية البيع.
ولكن بسعر أقل من السعر الذي تم بيعته به.
حكم بيع العينة والتورق
وأما عن الحكم الخاص بالعينة أو التورق، فهو من الأمور التي اختلف عليها الكثير من علماء الإسلام رحمهم الله، وقد استندوا إلى الكثير من المواقف التي حدثت في عهد الرسول، وكذلك الأحاديث النبوية الشريفة، وأما عن الآراء الخاصة ببيع العينة أو التورق فهي كالآتي:
حكم التورق
يعتبر بيع التورق هو من الأمور التي اختلف عليها الكثيرون، فإنه في يعتبر من البيعات التي أطلق عليها جمهور الحنابلة التورق.
حيث ذهب ابن تيمية رحمه الله إلى تحريم بيع التورق، وأيضًا ابن القيم، وذلك لأنه من أنواع البيع المضطر.
ولكن بالنسبة لجمهور الحنابلة، فإنهم قد أجازوا بيع التورق، وجاءوا بذلك استنادًا إى قول الله عز وجل: “وأحل الله البيع”.
ولقد كان هناك اختلاف كبير على بيع التورق بين الكثير من العلماء.
فالبعض يرون أنه لا علاقة له بالربا الذي حرمه الله.
حكم العينة
أما عن الحكم الخاص ببيع العينة، فهو من الأمر التي اتفق عليها عدد كبير جدًا من العلماء.
حيث يرى الكثير منهم أن بيع العينة هو من الأمور المحرمة بشكل صريح جدًا في الشريعة الإسلامية.
وأما بالنسبة للآراء التي اجتمعت على تحريمه فهم عائشة وابن عباس، والأوزاعي، وابن سيرين، ومالك، والحسن.
وكذلك الثوري، وأيضًا إسحاق، وأبو الزناد، وغيرهم من الكثير من الأفراد الذين ذهبوا إلى عدم جوازه وتحريمه.
أما عن الإمام الشافعي، فلقد أجازه، وبالتالي فإن هناك اختلاف أيضًا كبير على بيع العينة.
والبعض ذهب إلى تحريمه، وذلك من خلال الرواية الواردة عن عائشة رضي الله عنها.
والتي دخل عليها سيدة، وقالت لها أنها باعت غلاماً من زيد.
وحددت أنها باعته بثمانمائة درهم، وبعدها أقبلت لتشتريه منه بستمائة درهم فقط.
وهنا كان ردت عائشة بئس ما اشتريت.
ووجهت لها وقالت أبلغي زيد أنه بذلك قد أبطل جهاده مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك حتى يتوب.
وبالتالي فإن الكثير ذهبوا إلى التغليط الذي أقدمت عليه عائشة رضي الله عنها، وهو ما يكون نابع من رأي الرسول عليه الصلاة والسلام.
وذلك لأن هذا البيع يكون داخل في الربا، ومن المعروف أن الربا هو بيع محرم في الشريعة الإسلامية، والأولى للإنسان أن يبتعد عن تلك الطرق في البيع والشراء، وذلك اتقاء للشبهات.
الفرق بين العينة والتورق في الموسوعة الفقهية الكويتية
أما عن الفرق ما بين بيع العينة والتورق، فهو من الأمور التي تحدث بها الكثير من العلماء واختلف عنها، وأما عن الفرق بينهما بحسب ما جاء من الموسوعة الفقهية، فإنه يكون على هذ النحو الآتي:
يمكن تعريف العينة في اللغة الخاصة بالسلف، أنها يقوم الفرد ببيع سلعة.
ومن ثم يقوم بشرائها أي أنفس البائع، ولكنها تكون بثمن أقل من الثمن الأول.
ولا يوجد هناك أي علاقة تربط ما بين البيع بالتورق، أو بيع العينة.
وذلك إلا في حالة إن كان الفرد يحصل على المال نقدًا.
وهذا الأمر الذي يعني أن العينة تعتمد على رجوع نفس السلعة إلى البائع الأول.
لكن التورق يكون ليس به رجوع إلى نفس البائع.
ولكنه يعتمد على التصرف في السلعة، ولكن إلى أي بائع آخر.
وهو تصرف خاص بالمشتري الذي يقوم ببيع شيء ملكه، وهو حر التصرف به كيف يشاء.
مثال على بيع العينة
يعتبر بيع العينة هو واحد من بين البيوع التي يقبل عليها وذلك عند الحاجة إلى المال.
ومن أمثلة ذلك أن يقوم أحد الأشخاص بالذهاب إلى أحد البائعين، والذي يكون على هيئة بيع مؤجل.
وفي هذه الحالة يطلب من هذا الشخص أن يبيع له جهاز مثلًا وليكن هاتف، ومع العلم أن الثمن يكون مؤجل، ويكون بقيمة ألف درهم.
وبعد أن يحصل على الجهاز فإنه يكون عليه تسديد المبلغ إلى البائع وليكن على عام، وبعدها يقوم ببيع الجهاز إلى النفس البائع الذي اشتراه منه ولكن بسعر أقل.
أي يقول له اشتريه مني مرة أخرى، ولكن بمبلغ سبعمائة درهم، أو ما شابه ذلك، وبالتالي يتم الحصول على المبلغ فوري في نفس اللحظة.
ويتم ذلك من خلال الحصول على المال، وهو عند الاحتياج، ولكنه يختلف لكونه يباع إلى نفس البائع.
وهو ما يكون من الأمور الداخلة في الربا، وبالتالي تم تحريمه في الكثير من الآراء.
مثال على التورق
أما عن بيع التورق فهو من البيوع التي تتم بشكل كبير، ولكنه في الكثير من الأوقات جائز، وبالأخص عند الحاجة.
في حين أن البعض قام بتحريمه وعدم جوازه، وأما عن المثال الخاص بالتورق، هو أن يقوم الشخص بشراء جهاز مثلًا وليكن هاتف أيضًا.
ولكن يقوم بتسديد ثمنه على عام، أي شراء مؤجل، وبعدها يقوم بأخذ هذا الهاتف، ويقوم ببيعه إلى شخص آخر.
كأن يعرضه للبيع ولكن بسعر أقل من السعر الذي سوف يقوم بتسديده للبائع الأصلي.
والهدف من ذلك هو أن يقوم بالحصول على المال الفوري في نفس الوقت، وذلك يتم في حالة الحاجة إلى المال.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، والذي أوضحنا من خلاله الفرق بين العينة والتورق وحكم كل منهما على حدى في الشريعة الإسلامية، وذلك من خلال مجلة البرونزية.
