كان لأهل العلم رأيًا حول حكم تزيين البيت احتفالا بشهر رمضان الكريم حيث أكد العلماء بأنه لا حرج من إظهار الفرح والابتهاج بقدوم الشهر المبارك مع وضع مجموعة من الضوابط الشرعية التي على أساسها يُزين المسلمون بيوتهم للاحتفال ومن هذه الضوابط ما يلي:
الالتزام بتزيين البيت لرمضان هي مجرد عادة اجتماعية من أجل إظهار الفرح والبهجة وليست وجه من أوجه الطاعة أو العبادة.
مراعاة عدم الإسراف والمغالاة في شراء الزينة والفوانيس لأن ذلك يدخل تحت بند التبذير والإسراف.
الحرص على ألا تكون الفوانيس محتوية على صور لذوات الأرواح لأن ذلك محرم.
ينبغي عدم تزيين دور العبادة والمساجد حتى لا تؤدي إلى انشغال المصلين عن الصلاة.
عدم مرافقة الزينة أي من المعازف والأغاني والموسيقى وغيرها من المحرمات.
حكم الفوانيس في رمضان
شهر رمضان من الشهور المباركة التي ينتظر المسلمون فضلها بكل شغف وحب حيث يأتي رمضان ويزرع في قلوب المسلمين العبادات الطيبة والطمأنينة وفيها تكثر الطاعات من صيام وقيام وصلاة التراويح:
وفي شهر رمضان يحرص الكثير من المسلمين على تعليق الزينة الملونة والفوانيس والتي تعتبر من أبرز مظاهر الاحتفال بقدوم الشهر الكريم.
وقد أوضح العلماء إن كان الأصل في تعليق الفوانيس هو إظهار البهجة بحلول شهر رمضان فهو جائز ومباح ولا حرج في ذلك.
حيث يدخل الأمر تحت نطاق العادات الاجتماعية المحمودة في الشهر الكريم حيث أن العادات يُنظر إلى معناها كما أوضح ذلك الفقهاء من أهل العلم.
حيث جاء عن الإمام الشاطبي “الأصل في العبادات بالنسبة إلى المكلَّف التعبد دون الالتفات إلى المعاني، وأصل العادات الالتفات إلى المعاني”.
فلا هناك حرج في أن يعلق المسلمين فوانيس رمضان ابتهاجا برمضان إن لم يكن يصاحبها أي شيء من المحرمات مثل الموسيقى والأغاني والتبذير أو المغالاة.
وقد جاء في قوله تعالى (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).
كما ينبغي ألا يُقصد بتعليق الفوانيس التعبد أو اعتبارها على أنها نوع من العبادة أو الطاعة لله والله تعالى أعلم.
حكم تخصيص طعام ولباس لشهر رمضان
من عادة المسلمون خلال شهر رمضان المعظم أن ينتقوا أفضل الطعام والشراب والحلوى وأيضا اختيار الملابس ذات المظهر الجيد كونه نوع من الاحتفال بقدوم شهر رمضان المبارك وكان لأهل العلم حول ذلك الأمر رأي وهو:
لا حرج على المسلمين ما دام لا يفعلون ذلك من مبدأ التقرب إلى الله حيث أن ذلك لا يُعد من البدع التي حرمها الله تعالى.
حيث ورد في الأثر أن واحدة من الصحابيات الجليلات كان تُعد طعام مخصص ليوم الجمعة.
كما أن الصحابة رضوان الله عليهم يفرحون بحصولهم على الطعام الذي كانت تعده لهذا اليوم.
علاوة على ذلك فقد أوصانا النبي صلى الله عليه وسلم ارتداء أفضل الثياب يوم الجمعة وفي العيدين.
ونقيس على ذلك أن تخصيص طعام وشراب وملبس لشهر رمضان ليس محرما أو فيه حرج.
حكم تعليق زينة رمضان في المسجد
الكثير من الأفراد يقومون بتعليق الزينة للاحتفال بقدوم رمضان داخل المساجد وعليه فقد أصدر علماء الدين والفقهاء الفتوى التي تخص هذا الأمر:
يعتبر تعليق الزينة داخل المساجد من الأمور الغير جائزة والتي ينبغي على المسلم عدم القيام بها.
لأن الأصل في النهي عن تزيين المساجد هو عدم إشغال المسلمين عن الصلاة والعبادة.
حيث أن الزينة والنقوش المبالغ بها تساهم بشكل كبير في تشويش أذهان المصليين.
كما أنها بدعة مضللة وليس لها صحة في الدين.
لأن الاحتفال بقدوم شهر رمضان في المساجد يكون من خلال تنظيف وتطييب المسجد وعقد النية الصادقة للصلاة والقيام في هذا الشهر المبارك.
حكم زينة رمضان
اتفق العلماء على جواز زينة رمضان وإباحته طالما أنها تتم وفقا للضوابط الشرعية إلا أن هناك رأي في ذلك:
حيث أنه من الأفضل لجميع المسلمين عدم الانشغال بإعداد زينة رمضان بشكل مبالغ فيه والحرص على اغتنام هذا الشهر الكريم في العبادات و الطاعات والعمل الصالح.
لأن واجب المسلم تجاه هذا الشهر استقباله بالروحانيات والرجوع إلى الله بقلب صادق والحرص على اغتنام كل لحظة في الشهر الكريم في الطاعات.
فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم “إذا كان أولُ ليلةٍ من شهرِ رمضانَ صُفِّدتِ الشياطينُ ومردةُ الجنِّ وغلِّقتْ أبوابُ النارِ فلم يُفتَحْ منها بابٌ وفتِّحَت أبوابُ الجنةِ فلم يُغلَقْ منها بابٌ وينادي منادٍ يا باغيَ الخيرِ أقبِلْ ويا باغيَ الشرِّ أقصِرْ وللهِ عُتَقاءُ من النارِ وذلك كلَّ ليلةٍ”.
لذلك ينبغي على المسلم أن يتقي الله في هذا الشهر المبارك ويحفظ أوقاته للعبادة وفعل الخيرات والإكثار من الطاعة والعمل على إخراج الصدقات والزكاة الواجبة.
كما ان قراءة القرآن الكريم والاستغفار والذكر أفضل ما يمكن أن يعتاد عليه المسلم في حياته وبالأخص في الشهر المبارك.
الأصل في تعليق زينة رمضان للاحتفال جاء بالجواز والاباحة حيث لا يوجد حرج في ذلك على المسلمين مع اشتراط عدم دخول أي من المحرمات والمحظورات كما ينبغي الانتباه إلى ضوابط الزينة الشرعية التي نوضحها لكم فيما يلي:
الحرص على عدم اعتبار أن تعليق الزينة من أجل شهر رمضان على أنها عبادة تقرب المسلم من الله تبارك وتعالى وإنما كونها عادة من العادات المحمودة والتي من خلالها يحرص المسلمون على إظهار الفرح والاحتفال بقدوم الشهر الكريم.
عدم التبذير والإسراف في شراء الزينة أو تعليقها أو شراء الأضواء والفوانيس لأن في مثل هذه الحالة يكون التصدق بالمال المهدور في شراء الزينة هو الأولى.
حيث نبذ الله عز وجل المبذرين ووصفهم بأنهم إخوان الشياطين كما جاء في قوله تعالى (إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا).
الحرص على خلو زينة رمضان من الصور لكل ما له روح لأن ذلك محرم في الإسلام.
الحرص على ألا تضر الزينة أو تأذي الجيران أو تشغل الشوارع والطُرق أو تسبب الضرر بأي شكل من الأشكال.
ينبغي الحرص على خلو زينة رمضان من أي شئ من المحرمات مثل الموسيقى والأغاني التي ترافقها.
من غير الجائز بشكل مُطلق تعليق زينة رمضان في المساجد حتى لا تكون سببا في شغل المسلمين عن أداء الصلوات في تدبر وخشوع.
أسئلة شائعة
هل فانوس رمضان حلال ام حرام؟
إذا خلت الفوانيس من الأمور المحرمة التي تصاحبها وكانت مجرد لمبات أو شرائط دون تبذير أو مغالاة فلا حرج في ذلك إن كان القصد من وجودها إظهار الفرحة بقدوم الشهر المبارك ولم يُقصد بوجودها التعبد.
هل تزيين البيوت حرام؟
يكره تزيين البيوت لمجرد الزينة بينما في حال كان التزيين للسُقف فلا حرج في ذلك أما تزيين جدران البيوت فهو مكروه.
ما حكم تزيين البيوت في رمضان؟
ليس هناك حرج من إظهار الابتهاج والفرح بدخول شهر رمضان مع مراعاة عدة أمور من أهمها (عدم المغالاة والإسراف في الزينة، عدم اعتبارها نوع من العبادة، خلو الزينة من صور كل ما يحوي روح أو المعازف)
