ما هي عاشوراء عند المسلمين ؟ مع بداية كل عام هجري هناك من يرغب في التعرف على قصة يوم عاشوراء، وما حكم صيامه وما فضل صيام ذلك اليوم، وما الفرق بين يوم عاشوراء عند المسلمين وعند الشيعة ؟ وغير ذلك من الأسئلة الكثيرة التي تطرأ في الأذهان.
شهر محرم هو أول شهور السنة الهجرية وهو من الشهور المحرمة التي حرم فيها القتال وله مكانة كبيرة عن المسلمين وفضل عظيم والدليل على ذلك هو قول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، فقد روى النسائي عن أبي ذر رضي الله عنه أنه قال: {سألتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أيُّ اللَّيلِ خيرٌ، وأيُّ الأشهُرِ أفضَلُ؟ فقال: خيرُ اللَّيلِ جَوفُه، وأفضَلُ الأشهُرِ شَهرُ اللهِ الذي تَدْعونَه المُحَرَّمَ}، وخلال الفقرات التالية والتي نقدمها لكم عبر موقع البرونزية نقدم لكم الإجابة على ذلك السؤال وفضل صيام يوم عاشوراء وغير ذلك المعلومات عنه يوم عاشوراء.
محتويات المقال
ما هي عاشوراء عند المسلمين
مع بداية العام الهجري يبدأ المسلون في حساب الأيام ومعرفة تاريخ كل يوم منها استعدادًا لصيام يوم تاسوعاء وعاشوراء فقد ورد الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة عن فضل صيام يوم عاشوراء.
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم الشهر الأول من السنة الهجرية.
سمي (عاشوراء) بذلك الاسم نسبة إلى أنه اليوم العاشر من شهر محرم والبعض يكتبها (عشوراء) بحذف حرف الألف بعد العين:
وهي تعني في اللغة العربية الترتيب العاشر.
بالرغم من اختلاف المسلمين حول تسمية سبب يوم عاشوراء بذلك الاسم إلا أنهم يتفقون على فضل ذلك اليوم وأهمية الصيام فيه.
حدث في ذلك اليوم عدد من الأحداث التي صادف حدوثها في نفس اليوم منها:
نجى الله سيدنا موسى عليه السلام من فرعون.
قتل الحسين بن على بن أبس طالب في معركة كربلاء.
يعد يوم عاشوراء إجازة رسمية في عدد من الدول الإسلامية وهي:
دولة إيران _ دولة باكستان _ دولة البحرين _ دولة لبنان _ دولة الهند _ دولة العراق _ دولة المغرب _ دولة الجزائر.
سبب صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء
تعود أهمية يوم عاشوراء عند المسلمين إلى عهد سيدنا موسى رضي الله عنه وقومه بني إسرائيل عندما نجاه الله سبحانه وتعالى وقومه من بطش فرعون ومن معه.
صيام يوم عاشوراء مستحب عند أهل السنة والجماعة وذلك لما رواه البخاري عن بن عباس رضي الله عنه حيث قال:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال رسول الله: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه.
يعتبر المسلمون صيام يوم عاشوراء من أفضل الأيام التي يصومونها فصيام يوم عاشوراء يكفر ذنوب سنة ماضية وسنة وقادمة وذلك لما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال:
روى مسلم عن رسول الله أنه قال: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ.
روى البخاري عن عبد الله بن عباس قوله: مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَهَذَا الشَّهْرَ يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ.
أما صيام يوم تاسوعاء فقد جاء عن رسول الله في أخر عمره أنه كان ينوي صيام يوم تاسوعاء العام المقبل حتى يخالف أهل الكتاب في صومهم:
روى بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَئِنْ بَقِيتُ أو لئِنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسِعَ.
حكم صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء
صام سيدنا موسى عليه السلام يوم عاشوراء ليشكر الله عز وجل وذلك لأن الله نجاه هو وقومه من بطش فرعون في ذلك اليوم، عندما جار سيدنا محمد إلى المدينة المنورة وعلم بصيام اليهود لهذا اليوم فقد صامه وقال نحن أولى بموسى من اليهود، وقد روي الكثير من الأحاديث عن صيام سيدنا محمد ليوم عاشوراء، فقد كان له في صيام يوم عاشوراء 4 حالات وهم:
الحالة الأولى
كان رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يوم عاشوراء في مكة ولكنه لم يأمر المسلمين بصيامه.
روى البخاري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
من شاء فليصُمْ، ومن شاء أفطر
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها في ذلك:
كانت عاشوراءُ يومًا تصومُه قُرَيشٌ في الجاهليةِ، وكان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يصومُه، فلمَّا قَدِمَ المدينةَ صامه وأمر الناسَ بصيامِه، فلمَّا نزلت فريضةُ شهرِ رمضانَ كان رمضانُ هو الذي يصومُه، فترك صومَ عاشوراءَ، فمن شاء صامه، ومن شاء أفطر.
الحالة الثانية
عندما قدم رسول الله إلى المدينة ورأي اليهود يصومون يوم عاشوراء وأنهم يعظمون ذلك اليوم ويفضلونه، وقد كان رسولنا الكريم يحب اتباع أهل الكتاب فيما أمروا به حتى وإن لم يأمره به الله فصامه وأمر المسلمين بصيامه.
وفي ذلك روى البخاري عن بن عباس رضي الله عنه حيث قال:
قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء فقال: ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجَّى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى، قال رسول الله: فأنا أحقُّ بموسى منكم، فصامه وأمر بصيامه.
الحالة الثالثة
أن رسولنا الكريم كان يصوم يوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان المبارك وعندما فرض صيام رمضان قال لأصحابه من يرغب في الصيام فليصم ومن لم يرغب فيتركه.
وفي ذلك جاء ما رواه مسلم عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
إنَّ عاشوراءَ يومٌ من أيَّامِ اللهِ، فمن شاء صامه، ومن شاء تركه.
فمن أحَبَّ منكم أن يصومَه فلْيَصُمْه، ومن كَرِه فلْيَدَعْه.
الحالة الرابعة
قرر رسولنا الكريم ألا يصوم يوم عاشوراء منفردًا وأنه سوف يصوم اليوم التاسع أو الحادي عشر معه وذلك من أجل مخالفة أهل الكتاب.
وفي ذلك قد روى بن عباس عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال:
حين صام رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عاشوراءَ، وأمر بصيامِه، قالوا: يا رسولَ اللهِ، إنَّه يومٌ تُعَظِّمُه اليهودُ والنَّصارى! فقال رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: {فإذا كان العامُ المُقبِلُ إن شاء الله صُمْنا التاسِعَ}، قال: فلم يأتِ العامُ المقبِلُ حتى توفِّيَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم.
وفي رواية أخرى {لأن عشت إلى قابل لأصومن التاسع}.
روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: صوموا يومًا قبله ويومًا بعده ، وفي رواية أخرى: يومًا قبله أو يومًا بعده.
فضل صيام عاشوراء عند المسلمين
يعتبر صيام يوم عاشوراء وتاسوعاء من السنن التي يحرص عليها المسلمون باستمرار وذلك لما لها من فضل كبير وخلال هذه الفقرة سنتعرف على فضل صيامها.
فضل صيام شهر محرم
جاء عن رسول الله أفضل الصيام هو شهر محرم بأكمله ولمن لم يصمه فمن الممكن أن يصوم يوم عاشوراء وتاسوعاء أو اليوم الحادي عشر.
روى مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال في صيام شهر محرم:
أفضَلُ الصِّيامِ بعد رمضانَ شَهرُ اللهِ المُحَرَّمُ.
وقد اختلف العلماء في تفسير ذلك الحديث هل المراد منه صيام الشهر بأكمله أم صيام أيام منه؟ ومن أراءهم في صيامه:
صيام الشهر كامل.
جاء الحديث بهذه الصيغة للترغيب في صيام الشهر أو الإكثار من الصيام فيه لما له من فضل عظيم.
ذهب معظم العلماء إلى الرأي الثاني وذلك لما جاء عن السيدة عائشة رضي الله عنها فقد روي مسلم عننها أنها قالت:
ما رأيتُ رسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم استكمَلَ صيامَ شَهرٍ قَطُّ إلَّا رمضانَ، وما رأيتُه في شهرٍ أكثَرَ منه صيامًا في شعبانَ.
فضل صيام يوم عاشوراء
روي أبو قتادة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال عندما سئل عن فضل يوم عاشوراء فقال:
أحتَسِبُ على اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنةَ التي قَبْلَه.
من صام يوم عاشوراء منفردًا فله الأجر العظيم ولكن من صام معه اليوم التاسع كان ذلك الفضل الأكبر لأنه اتباع لقول رسولنا الكريم والذي لم يتمكن من تحقيقه حيث توفاه الله:
روى بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لَئِنْ بَقِيتُ أو لئِنْ عِشْتُ إلى قابلٍ لأصومَنَّ التاسِعَ.
لا توجد هناك روايات لذها الحديث إلا عن بن عباس لذا فيمكن صيام يوم عاشوراء فقط أو صيام عاشوراء وتاسوعاء معًا.
إلى هنا نكون قد وصلنا لختام حدينا عن يوم عاشوراء وحكم صيامه وكذلك فضل صيام يوم عاشوراء وما السبب وراء صيام يوم عاشوراء، كل ذلك وأكثر قدمناه لكم بعنوان ما هي عاشوراء عند المسلمين ؟