مفهوم تطفيف المكيال والميزان تعرف عليه بالتفصيل من خلال موقع برونزية، حيث يتساءل الكثير من الأشخاص عن مفهوم تطفيف المكيال والميزان والذي يعد واحد من بين الأمور التي حرمها الله سبجانه وتعالى، وجاءت بها بعض السور القرآنية، والتي أطلق عليها سورة المطففين، حيث يعتبر التطفيف هو واحد من بين الأمور المحرمة التي نهانا الله عنها، ومن خلال السطور القادمة سوف نستعرض لكم المفهوم الخاص بالتطفيف في المكيال والميزان.
محتويات المقال
مفهوم تطفيف المكيال والميزان
يعتبر مفهوم التطفيف هو واحد من بين المفاهيم التي تخص النقص في الميزان.
حيث يقوم البائع بالعمل على النقص في الكيل والميزان.
وفي اللغة العربية يكون المفهوم الخاص بالتطفيف هو المشتق من كلمة طف، والذي يكون معناه الشخص الذي يتعدى على حقوق الآخرين.
ويمكن القول عنها أنها من المعاني التي تقوم بمنع العطاء عن الآخرين، أو يقلل من حقوقهم.
ولقد تم اختصاص تلك الكلمة في الأشخاص الذين يقومون ببس الناس في الكيل والميزان والذي يستخدم في عملية البيع والشراء.
حيث يقوم الأفراد بوزن كمية أقل من الكمية التي يكون عليها الميزان.
وبعض البائعين يقومون باستخدام العديد من الحيل المختلفة التي تساعدهم على عملية التطفيف.
حيث يقوم البعض بإرفاق بعض المور على الميزان، والتي تزن شيء بسيط، إلى جانب البضائع الخاصة بالمشتري.
والبعض الآخر يسارعون في تطفيف الكيل باليد، وذلك حى يظهر أمام البائع أن الميزان صحيح.
وبكل الطرق فإن مفهوم التطفيف واحد في الكيل.
والذي يعني أن يقوم البائع بإنقاص بضاعة المشتري أثناء الوزن.
معنى التطفيف في الميزان
يعتبر التطفيف في الميزان هو واحد من بين الأمور التي يتم احتسابها في الدين الإسلامي بأنها من الكبائر.
حيث توعد الله سبحانه وتعالى، لمن يقومون بإنقاص الكيل والميزان عن إرادتهم بالعذاب الشديد.
وذلك على حسب ما جاء في سورة المطففين، والتي توعد الله لهم بالويل.
كما جاءت بعض الآيات القرآنية الأخرى التي توضح معنى التطفيف في الميزان.
والتي تدل على أنه بخس للناس بأشيائهم.
كما أنه يمكن القول بأنهم يخسرون الناس في كيلهم، وينقصون منه شيئًا.
والتطفيف هو نقص الأشياء التي يشتريها الفرد، من دون علمه، وذلك من خلال جعل الميزان يبين القيمة.
وهي تعد واحدة من بين مظاهر الفساد في الأرض، وأكل حقوق الغير.
ولذلك خص الله من يفعل ذلك بأن له عذاب عظيم.
معنى التطفيف في القرآن
وهناك العديد من الآيات القرآنية التي أوضحت معنى التطفيف في المكيال والميزان، والتي بينت أيضًا العقوبة التي سوف يتم معاقبة بها من يقومون بذلك، ومن بين الآيات القرآنية التي توضح معنى التطفيف ومفهومه الآتي:
قال الله عز وجل في كتابه الكريم: “وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)”.
وترمز تلك الآية القرآنية أن معنى التطفيف هو أن يقوم الفرد بالغش في الكيل والميزان، ويخسر المشتي منه، وذلك بهدف أن يزيد في الكيل من دون علمه، بحيث يستوفي الكيل من دون حق.
وقول الله سبحانه وتعالى: “وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَان”.
وهي من الآيات القرآنية التي تدعو المسلمين أن يقوموا بتحسين الميزان وأن لا يغشوا به، ولا يخسروا الناس من ميزانهم.
وهي من الآيات القرآنية التي يوجهها شعيب إلى قومه مباشرة، حيث كانوا يطففون الكيل والميزان.
وتدل على أنه من شروط الإيمان بالله أن يبتعد الناس عن بخس بعضهم البعض لأشيائهم.
حيث يكون عليهم أن يوفوا في كيلهم، وإلا سوف يكونوا من المفسدين في الأرض، ويكون لهم عذاب كبير في الدنيا والآخرين.
وآيات أخرى توضح عقوبة التطفيف وأيضًا توضح معناه في القرآن الكريم، وهذا من الأمور التي تدل على أنه من الأمور المحرمة ولا جدال فيها.
حيث نهى الله عز وجل عن هذا الفعل بشكل صريح من خلال عز وجل: “ألا تطغوا في الميزان”، وقوله: ” ولا تبخسوا الناس أشيائهم”، وقوله : “لا تخسروا الميزان”.
بالإضافة إلى الآيات القرآنية الأخرى التي أوضحت أمر الله عز وجل بالوفاء بالميزان ومن بينها قوله تعالى: “أوفوا الكيل إذا كلتم”، وقوله عز وجل :”أقيموا الوزن بالقسط”، “زنوا بالقسطاس المستقيم”.
أحاديث عن الكيل وَالْمِيزَانَ
وتعتبر صفة التطفيف في المكيال والميزان هي واحدة من بين الصفات التي تحدث فيها الدين الإسلامي باستفاضة، وتم تحريمها بشكل صريح وواضح، وذلك من خلال الآيات القرآنية، أو الأحاديث النبوية العظيمة، ومن بين الأحاديث التي وردت عن الكيل والميزان الآتي:
أَخبرنا الكَرُوخِيُّ، قال: حَدَّثنا الأَزدِيُّ، والغُورَجِيُّ، قالاَ: حَدَّثنا ابن أَبِي الجَراحِ، قال: حَدَّثنا ابن مَحبُوبٍ، قال: حَدَّثنا التِّرمِذِيُّ، قال: حَدَّثنا سَعِيدُ بن يَعقُوب الطالقانِيُّ، قال: حَدَّثنا خالِدُ بن عَبدِ الله الواسِطِيِّ، عَن حُسَينِ بنِ قَيسٍ، عَن عِكرِمَةَ، عَن ابنِ عَباسٍ، قال: قال رَسول الله صَلى الله عَليه وسَلمَ لأَصحابِ الكَيلِ والمِيزانِ: «إِنَّكُم قَد وُلِّيتُم أَمرَينِ هَلَكَت فِيهِ الأُمَمُ السالِفَةُ قَبلَكُم».
عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما – قال: أقبل علينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فقال: (يا معشر المهاجرين، خمسٌ إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قوم قطُّ حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا، ولم يُنقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المؤونة وجور السلطان عليهم، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا، ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم، وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم).
وتلك الأحاديث النبوية الشريفة التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضح النهي عن البخس والتطفيف في الكيل والميزان.
من هم القوم المطففين
والكثير منا يتساءل من هم القوم المطففين الذين نزلت فيهم السورة القرآنية الشهيرة المطففين، والتي تم تسميتها بهذا الاسم.
والسبب الرئيسي وراء نزول تلك الآية هو أن النبي عندما وصل إلى المدينة وجد بعض الأشخاص الذين يغشون في الكيل والميزان.
ولذلك نزلت تلك السورة من أجل تحسين الكيل ومنع التطفيف.
وبعض الروايات الأخرى تشير بأن المطففين من السورة التي نزلت بسبب فرد كان يدعى أبي جهينة.
وكان يملك صاعان، ويقوم بأخذ بأحدهما ويوم بالإعطاء بالصاع الأخر، ولذلك تم نزول الآية القرآنية.
والقوم المطففين بشكل عام هم القوم الذين يقومون ببخس الناس حقوقهم، سواء في المكيال أو الميزان بشكل عام.
كما نجد أن التطفيف ورد أيضًا في القرآن الكريم في قصة نبي الله شعيب عليه السلام.
حيث كان قومه قد كانوا من الأقوام التي كانت تبخس في الكيل، وكان يدعوهم إلى الامتناع عن هذا الفعل لكنهم لم يهتدوا.
حيث جعل الله سبحانه وتعالى قلوبهم مثل الحجارة وأشد منها، ولم يهتدوا إلا أن يروا العذاب الأليم.