هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم هو واحد من بين الأسئلة التي تبحث عنها الكثير من السيدات، وذلك لأنه من المعروف أن الدين الإسلامي لا يسمح للمرأة بالسفر من دون محرم، وذلك سواء إن كان لأغراض الحج أو العمرة أو أغراض أخرى، ولكن هناك بعص السيدات اللاتي لا يتوافر لديهن المحرم، وهذا ما يزيد من التساؤل حول تلك النقطة، وهذا ما سو نوضحه لكم من خلال السطور القادمة.
محتويات المقال
هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم
لعل الكثير من السيدات يتساءلون هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم وذلك لأنها تعتبر واحدة من بين العبادات التي تهتم بها الكثير من السيدات وقد لا يتوفر محرم، فهل في هذه الحالة تعتبر المرأة محرومة من أداء فريضة العمرة أو الحج، وذلك لعدم اكتمال هذا الشرط، ولهذه المسألة كان هناك اختلاف في آراء العلماء، فمنهم من أجاز ذلك ومنهم يرى أنه غير جائز، ومن بين تلك الآراء الآتي:
الرأي الأول
لقد أجمع الكثير من العلماء على أنه لا يجوز للمرأة السفر لأداء فريضة الحج أو العمرة، أو السفر لغرض آخر إلا في وجود محرم.
والمحرم هنا يكون زوجها أو أخيها أو أبيها أو عمها وخالها، أي المقصود به هو كل ما يحرم عليها في الشرع.
حيث لا بد من أن يكون للمرأة مرافق للسفر، وذلك حتى يكون حامي لها من الكثير من المشاكل التي يمكن أن تتعرض لها خلال رحلتها للسفر.
وجاء ذلك الرأي استشهادًا بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم”.
بالإضافة إلى رواية أحد الصحابة الذين سألوا رسول الله عن زوجته التي تريد السفر لأداء فريضة الحج.
ولكن في الوقت نفسه كان زوجها يريد القتال مع الجيوش في سبيل الله تعالى، وما أعظمها من عمل وهو الجهاد.
ولكن رد النبي عليه الصلاة والسلام عليه،وقال له: “اخرج معها”. وهو أحد الأحاديث المروية عن البخاري.
وهذا ما يعني أن وجود المحرم هام جدًا مع المرأة، لدرجة أن النبي طلب منه ترك الجهاد والسفر مع زوجته.
كما وردت الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة التي توضح عدم إجازة السفر للمرأة من دون محرم.
ومن بينها الحديث المروي عن البخاري ومسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم”.
وبالتالي ذهب الكثير من العلماء إلى ذلك الرأي وهو عدم جواز سفر المرأة من دون محرم، وذلك لتشديد الرسول على تلك النقطة.
الرأي الثاني
وأما عن الرأي الثاني للعلماء حول سفر المرأة لأداء فريضة الحج أو العمرة، فإنه يجوز ولكن في حالات معينة.
حيث يسمح للمرأة السفر بشرط أن تكون في رفقة آمنة.
أي يجوز في حالة إن كانت المرأة تسافر مع مجموعة من السيدات، ويكون عليهم رجال يقومون بحراستهم.
وبالأخص إن كانت المرأة ليس لها محرم، فمن الممكن أن يكون زوج المرأة متوفي وأبيها ولا تملك محرم.
ففي تلك الحالة يكون مسموح لها السفر، ولكن إن توافرت سبل الأمن والسلامة لها.
شروط العمرة للمرأة من دون محرم
وهناك مجموعة من الشروط التي أعلن عنها العلماء والذين يرون أن سفر المرأة من دون محرم جائز، ولا بد من توافر تلك الشروط، وذلك حتى لا يكون على المرأة إثم أو وزر في سفرها هذا ومن بين تلك الشروط الآتي:
يمكن أن تسافر المرأة بدون محرم، ولكن في حالة إن تجاوز سنها الخمس والأربعون.
لا بد من موافقة المحارم الخاصة بها على السفر من دون محرم، وأن يتم توثيق الموافقة في المكاتب المختصة.
أن تكون المرأة مرافقة لمجموعة من النساء، والذي يكون معروف عنهم الأخلاق الطيبة والحميدة.
ويجب أن تكون المرأة في رفقة آمنة، أي يكون الطريق آمن، وكذلك الأمن في المكان الذي تقيم به خلال فترة أداء العمرة.
أما في حالة إن كانت المرأة أقل من سن الخمسة وأربعون ففي تلك الحالة لا يجوز لها السفر للعمرة أو لغيرها من دون المحرم.
هل يجوز للمرأة العمرة مع مجموعة نساء
ويعتبر ذلك السؤال من الأسئلة التي يبحث الكثير عن إجابة لها، والتي تتوافق مع الشريعة الإسلامية، حيث تكون الإجابة بحسب رأي الكثير من العلماء بنعم.
نعم يجوز للمرأة أداء فريضة العمرة مع مجموعة من النساء، ولكن لا بد من أن تكون رفقتها آمنة.
وأن تكون تلك الرفقة من النساء المعروف عنهم حسن الخلق، والتدين والتقرب من الله سبحانه وتعالى.
وأن يكون الطريق آمن أمامهن وكذلك السكن آمن ومريح بالنسبة إلى تلك المجموعة.
ولكن في حالة إن كان للمرأة محرم، فإنه عليها الالتزام بتعاليم الدين وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم.
أما إن كانت لا تملك محرم سواء زوج أو أب أو أخ، فيمكنها السفر برفقة مجموعة من النساء.
حيث إن العلماء يرون أن السبب وراء عدم سماح الرسول للمرأة أن تسافر من دون محرم هو من أجل حمايتها والخشية عليها من مشاكل الطريق.
ومن خلال ذلك يتم الاستدلال على أنه يجوز إن كانت رفقتها وطريقها آمنين.
هل تسقط العمرة عن المرأة بدون محرم
وقد تتساءل الكثير من السيدات اللاتي سافرن لأداء العمرة من دون محرم، على الرغم من توافر المحرم، فهل بذلك تكون العمرة غير محتسبة أو تسقط عنها.
وتكون الإجابة عن ذلك السؤال هي لا، لأن المرأة لا تأثم على تأديتها العمرة، ولكن يتم أخذ ثواب العمرة كاملة.
ولكن يكون الذنب على مخالفتها لأمر الله ورسوله، والسفر من دون محرم.
وبالتالي تكون عمرتها صحيحة، ولكن عليها التوبة من الذنب الآخر وهو سفرها من دون محرم.
وأن تحاول الاستغفار من ذلك الذنب، ولا تعود إلى ذلك مرة أخرى والتوية إلى الله.
سن المرأة للعمرة من دون محرم
ولقد اختلف أيضًا الكثير من العلماء حول تلك النقطة، والتي تكون عبارة عن السن المناسب الذي يمكن للمرأة السفر به من دون محرم، وذلك بالنسبة لمن يميلون إلى الرأي الآخر وهو جواز السفر للمرأة من دون محرم، وتكون الآراء المختلفة كالآتي:
الرأي الأول
يعتبر الرأي الأول هو الذي يجيز سفر المرأة من دون محرم في شروط معينة.
ومن بين تلك الشروط هو أن تكون المرأة في رفقة آمنة.
بالإضافة إلى أنه يجب أن يكون سن المرأة قد تعدى الخمس وأربعون عامًا.
الرأي الثاني
أما عن الرأي الثاني الذي لا يجوز فيه سفر المرأة من دون محرم، وذلك مهما اختلف سنها.
فيأتي ذلك استشهاد بحديث الرسول الذي طلب فيه من الرجل أن يذهب معها للحج ويترك الجهاد في سبيل الله.
لأن الرسول في تلك الحالة لم يسأل هذا الرجل عن سن زوجته، ولا عن جمالها، ولا أي أمر من الأمور الأخرى.
ولكن أمره بالذهاب معها، وهذا ما يكون دليل على التشديد في ضرورة وجود المحرم.
ويفضل للمرأة أن تتقي الشبهات وتحاول عدم السفر من دون محرم في حال توافره حتى لا يكون عليها إثم.
أما المرأة التي لا تملك محرم، أو محارمها غير ملائمين لتلك المهمة فيجوز لها السفر، مثال أن يكون المحرم أعمى، أو مريض وهكذا.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، قدمنا من خلال الإجابة الوافية عن سؤال هل يجوز للمرأة العمرة بدون محرم وكل ما يتعلق بهذه المسألة، وذلك من خلال مجلة البرونزية.