تعتبر صلاة التجهد هي واحدة من بين الصلوات التي يحرص عليها المسلم في شهر رمضان المبارك، وبالأخص في العشر الأواخر من الشهر، حيث تقبل المساجد على تأدية تلك الصلاة في جماعات، وذلك للحرص على اغتنام تلك الأيام المباركة، ولكن الكثير قد يرغبون في معرفة هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر الذي يؤديه خلال صلاة التراويح في المسجد أم لا:
صلاة التجهد من الصلوات التي تتم في نهاية الليل، وبالأخص في الثلث الأخير من الليل، وهو من الأوقات التي تكون الأفضل على الإطلاق لتأدية صلاة قيام الليل.
لذلك فإن المسلمين يحرصون على مضاعفة العبادات والصلوات خلال هذا الشهر الكريم، لنيل رضا الله ومغفرته، ويتوجهون بالقيام والدعاء والتضرع إلى الله عز وجل.
وقد يقوم الكثيرين بتأدية صلاة التراويح في جماعة في المساجد، ويقبل الإمام على إنهاء الصلاة من خلال تأدية ركعات الوتر.
ولكنهم يرغبون بعد ذلك في تأدية الصلاة مرة أخرى في الثلث الأخير من الليل، ولكن استنادا إلى قول الرسول صلى الله عليه وسلم لا وتران في ليلة، فإن هذا يعني أنه لا يجوز أن يعيد المسلم صلاة الوتر مرة أخرى.
وفي تلك الحالة إن صلى المسلم الوتر، فإنه يمكنه تأدية صلاة التجهد مثنى مثنى، ولكن لا يختمها بالوتر كما فعل في التراويح.
وبالتالي الإجابة عن سؤال هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر تكون نعم يجوز له أن يصلي التجهد بعد الوتر على قدر ما يرغب ويستطيع، ولكن لا يختم الصلاة بالوتر، وإنما يصلي ركعتين وركعتين على حسب ما يرغب وبعدها ينهي صلاته على الركعتين، وليس وترًا.
كيفية صلاة الوتر بعد قيام الليل
وبعد أن ذكرنا لكم الإجابة عن سؤال هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر فسوف نوضح لكم الطريقة الخاصة بتأدية صلاة الوتر، وذلك بعد الانتهاء من قيام الليل، والتي تكون على هذا النحو الآتي:
من المعروف أن صلاة قيام الليل، أو صلاة التهجد أو التراويح، وغيرها من المسميات الأخرى المختلفة تتم من خلال تأدية صلاة مكونة من ركعتين، وبعدها يسلم المسلم وينهي الصلاة.
وبعد ذلك يبدأ في ركعتين ويسلم، ويبدأ في الركعتين التي تليهما وهكذا، وبعد الوصول إلى ثمانية ركعات يتوجه المسلم إلى تأدية صلاة الوتر.
والبعض الآخر قد يزيد في صلاته عن هذا العدد، أو يقل عن ذلك على حسب مقدرته، ولكن يجب أن يطيل في صلاته وقراءة القرآن.
أما بالنسبة لصلاة الوتر فإنها تتكون من ثلاث ركعات، ويقرأ المسلم فيها بعض السور القصيرة، ومن الأفضل أن يصلي بسورة الأعلى في الركعة الأولى، وفي الركعة الثانية سورة الكافرون، وآخر ركعة بسورة الإخلاص.
وبعد أن ينتهي من قراءة سورة الإخلاص في الركعة الثالثة، يركع، ويرتفع من ركوعه، ويتوجه إلى الله بالدعاء، ويمكن أن يدعو الله عز وجل بالأدعية الواردة من القرآن والسنة النبوية، أو يتوجه إلى الله بأي دعاء يرغب به.
وبعد ذلك يسجد المسلم وينهي صلاته بالطريقة المعتادة ويسلم.
وبالنسبة لعدد ركعات صلاة الوتر، فإن العلماء اختلفوا عليها، فمنهم من قال أنها تكون عبارة عن ثلاث ركعات، والبعض الآخر استدل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في بعض الأحيان يصلي الوتر بركعة واحدة فقط.
ومن الأمور التي يرغب الكثير بمعرفتها عن صلاة الوتر، هي أنها من الصلوات التي يؤديها العبد خلال شهر رمضان بعد صلاة التراويح أم بعد التجهد، وهذا ما سوف نوضحه من خلال النقاط الآتية:
إن صلاة الوتر من الصلوات التي يفضل أن تتم في آخر الليل، أي عندما يفرغ المسلم من الصلاة، بحيث يختم بها صلاته، سواء كان تراويح أو تجهد.
ولكن في حالة إن كان المسلم يصلي التراويح بعد صلاة العشاء مباشرة، ويريد أن يصلي التهجد بعد ذلك في آخر الليل، فإنه عليه ألا يصلي الوتر، وأن ينتظر إلى حين الانتهاء من صلاة قيام الليل أو التهجد.
وذلك لأنه لا يمكنه أن يصلي الوتر مرتين في الليل، وذلك لقول النبي لا وتران في ليلة.
وبالتالي يمكنه أن يفرغ من صلاة التراويح، من دون أن يصلي الوتر، ويكون ذلك من خلال اتباع الإمام أثناء الصلاة، وعندما يقبل الإمام على قول التشهد في نهاية الوتر يقوم المسلم ويكمل ركعة حتى تكون مثنى وليس وتر.
أو يصلي المسلم ثمانية ركعات ويتوقف، وبعدها يكمل صلاة التهجد في الليل، وأن يوتر بعدها.
حكم من صلى الوتر ثم أراد أن يصلي القيام
أما في حالة إن كان المسلم يصلي صلاة التراويح في المسجد، وقام بتأدية الصلاة كاملة وأنهاها بالوتر، ورغب بعد ذلك في الصلاة في آخر الليل، فهل تكون صلاته صحيحة، وما هو حكمها، هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر أم لا:
يمكن للمسلم أن يصلي بعد صلاة الوتر، وتكون صلاته صحيحة ولها ثواب كبير.
فإن صلاة الوتر من الصلوات التي يفضل أن يختم بها المسلم، ولكن صلاة المسلم صحيحة في حالة إن صلى بعد الوتر.
فإن رغب المسلم في تأدية ركعات قيام الليل، وقد أوتر قبلها، فإن ثوابه عظيم لكونه يحاول الحفاظ على تأدية صلاة التهجد أو القيام.
وجاء ذلك استنادًا إلى حديث عائشة رضي الله عنها كما في مسند أحمد قالت ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس”.
ولقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: “أيُّكُمْ خافَ أنْ لا يَقُومَ مِن آخِرِ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ، ثُمَّ لِيَرْقُدْ، ومَن وثِقَ بقِيامٍ مِنَ اللَّيْلِ فَلْيُوتِرْ مِن آخِرِهِ، فإنَّ قِراءَةَ آخِرِ اللَّيْلِ مَحْضُورَةٌ، وذلكَ أفْضَلُ”.
وبعد التعرف على إجابة هل يجوز صلاة التهجد بعد الوتر فإن البعض قد يتساءل عن الوقت الأفضل لتأدية صلاة التهجد، وهل يمكنه تأديتها بعد التراويح مباشرة أو بعد العشاء:
بالفعل يمكن للمسلم أن يصلي التهجد بعد الانتهاء من صلاة العشاء مباشرة، حيث يكون معه وقت حتى أذان الفجر.
وأما عن أفضل الأوقات المستحب فيها تأدية صلاة قيام الليل أو التهجد، فهو الثلث الأخير من الليل، وذلك لأن الفضل يكون مضاعف.
كما أن في هذا الوقت يتنزل الله سبحانه وتعالى برجماته.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة، حين يبقى ثلث الليل الآخر إلى السماء الدنيا، فيقول: من يدعوني فأستجيب له؟ من يستغفرني فأغفر له؟ من يسألني فأعطيه؟”.
الفرق بين صلاة التراويح والتهجد
ومن بين الأمور التي يرغب الكثير في التعرف عليها هي الفرق ما بين صلاة التراويح وصلاة التهجد، ويمكن التعرف على الفارق بينهما من خلال النقاط الآتية:
لا يوجد فرق ما بين صلاة التراويح أو صلاة التهجد فتلك الصلوات تنتمي جميعها تحت مسمى واحد وهو صلاة قيام الليل.
حيث إن طريقة تأدية صلاة التراويح والتهجد تكون واحدة، ولكن الفرق بينهما في الوقت، وهو البدء في صلاة التراويح بعد الانتهاء من صلاة العشاء مباشرة.
أما صلاة التجهد فيتم البدء فيها في الثلث الأخير من الليل، ولكن يجب العلم أنه يجوز للمسلم أن يؤخر صلاة التراويح إلى الثلث الثاني أو الثالث من الليل على حسب رغبته، لأنها تعتبر صلاة قيام الليل، ويكون متاح للمسلم تأديتها من بعد صلاة العشاء، وحتى أذان المغرب.