حيث قام خالد بن الوليد بتأدية تلك الفريضة بشكل سري، ولم يقوم بإخبار أحد من المسلمين، وكان ذلك الأمر في عهد الخليفة أبي بكر الصديق، ولقد ذكرت العديد من الكتب القديمة هذا الأمر، على الرغم من محاولة خالد أن يكون هذا الأمر بشكل سري وغير معروف.
قصة الصحابي الذي حج سرًا
وبعد أن أوضحنا لكم الإجابة عن سؤال من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا فإن الكثير يرغبون في معرفة القصة وراء الحج بشكل سري، وكيف تمت؟، وهذا ما سوف نوضحه لكم من خلال النقاط الآتية:
كانت القصة في فترة خلافة أبو بكر الصديق رضي الله عنه، حيث كان في تلك الفترة المسلمين يحاربون الفرس والروم، وكان ذلك بقيادة خالد بن الوليد.
وهو الصحابي الذي لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم باسم سيف الله المسلول.
وكان الصحابي خالد بن الوليد منشغل في تلك الفترة بالجهاد في سبيل الله، وكان ذلك في العام الثاني من الهجرة.
ولكنه بالرغم من المشاغل الواقعة عليه، إلا أنه كان متعلق بالحج والمسجد الحرام، ومن شدة اشتياقه لتأدية فريضة الحج، أقدم على تأدية تلك الفريضة، وذلك بشكل سري، وبالأخص بعد أن كان اعتقد بأن المسلمين انتصروا.
فقام خالد بن الوليد بالتخفي، وقام بأمر جنوده بأن يقوموا بالتوجه إلى مدينة الحيرة، وقام بالتظاهر بأنه سوف يكون بقيادة الجيش.
ولم يقم خالد بن الوليد بإخبار أبو بكر الصديق عن أنه يرغب بالحج، أو أنه سوف يقدم على تلك الخطوة.
وقام بالسير من خلال الطرقات الموجودة في الصحراء، وذلك حتى لا يأخذ وقت طويل في الرحلة، وعلى الرغم من أن طرقات الصحراء كانت موحشة، وبها الكثير من المخاطر، إلا أنه صمم على ذلك من أجل تأدية فريضة الحج.
وكان الهدف من تلك العجلة هو ألا يلاحظ أحد غيابه عن الجيش، وكذلك حتى يتمكن من الإلحاق بمؤخرة الجيش، والذي كان قد أمره بأن ينتقل إلى الحيرة.
وبالفعل عندما تمكن الجيش من الوصول إلى الحيرة كان خالد قد ألحق بمؤخرة الجيش، وذلك بعد أن كان قد أتم المناسك.
وبعد أن علم الخليفة أبو بكر الصديق هذا الأمر، فإنه شعر بالغضب والاستياء من ذلك الأمر، وقام بتوجيه اللوم على خالد.
وبعدها أقدم على إرساله إلى الشام، وذلك بسبب الموقف السيء الذي كانت به.
وأما عن رأي عمر بن الخطاب فكان أنه لا بد من أن يتم عزل خالد، بدلًا من أن يتم إرساله إلى الشام، وذلك لأنه قام بتأدية مناسك الحج من دون إخبار الخليفة، وهذا يعتبر من الأمور العظيمة، والتي لا بد من أن يعاقب عليها خالد.
ولكن أبو بكر الصديق كان يتمتع بالحكمة الشديدة، فعلى الرغم من الغصب والاستياء الذي كام يملأه تجاه تصرف خالد، إلا أنه أصر على إرسال خالد إلى الشام.
وهنا قد يتساءل الكثير من الأشخاص عن السبب الذي جعل ذلك الصحابي وهو خالد بن الوليد أن يقدم على تأدية الحج في سرية تامة، ولك يقم بإخبار أحد، ويمكن التعرف على السبب من خلال النقاط الآتية:
وكان السبب الرئيسي وراء إخفاء خالد بن الوليد أنه سوف يقدم على الحج، هو أنه كان قلبه معلق بالمسجد الحرام.
وعلى الرغم من أنه كان منشغل بالجهاد في سبيل الله، إذ أنه كان قائد الجيش الخاص بالمسلمين في تلك الفترة، إلا أن ذلك لم ينسيه رغبته الملحة في الحج.
ولكنه لم يقدم على تلك الخطوة إلا بعد أن اطمئن قلبه بأن جيش المسلمين قد انتصر.
ولذلك أقدم لتحقيق رغبته في الحج، وذلك بشكل سري، وذلك حتى لا يشعر أي حد بغيابه، وبالأخص من جيش الأعداء، ففي حالة إن كان علم أحد من الأعداء أن خالد وهو قائد الجيش غير موجود، فإن ذلك قد يضعف موقف المسلمين.
كما أنه كان من الممكن أن يستغل الأعداء غيابه، ويقوموا بمهاجمة المسلمين، أو أن يقوى موقفهم.
لذلك فضل خالد بن الوليد أن يتم الحج بشكل سري، كما أنه اختار الطريق الأقصر على الرغم من صعوبته وشدة خطورته، وذلك حتى لا يتغيب عن الجيش فترة طويلة.
حيث كان الطريق الذي سلكه في الصحراء، وأقدم في آخر خمسة أيام من شهر ذو القعدة.
وقام بأمر الجيش أن يتوجه إلى الحيرة، وتخفى هو حتى يشعر الأعداء أنه موجود في مؤخرة الجيش، وبالفعل لحق بهم بعد أن أنهى مناسكه بشكل عام.
ولقد نجح خالد بالفعل في هذا الأمر، وتمكن من لحاق الجيش، ولم يشعر بغيابه أحد.
وبعد أن أوضحنا لكم الإجابة عن سؤال من هو الصحابي الجليل الذي حج سرا وذكرنا لكم قصة حجه السرية، فسوف نوضح لكم مجموعة من المعلومات التي تعلق بهذا الصحابي، والتي تكون على هذا النحو الآتي:
يعتبر الصحابي الجليل خالد بن الوليد، هو من الصحابة المميزين، حيث إن له تاريخ كبير من الإنجازات الخاصة به، ولقد لقبه الرسول صلى الله عليه وسلم باسم سيف الله المسلول.
تمكن من تحقيق العديد من الانتصارات لجيش المسلمين، حيث إنه شارك في الكثير من الغزوات.
كما أنه شارك في عدة فتوحات، وكان من أكبر القادة الذي يصعب هزيمتهم.
دخل خالد الدين الإسلامي، وذلك في العام الثامن من الهجرة، وبعدها قام بالمشاركة في الكثير من الأعمال التي خلدها التاريخ.
كان يتمتع خالد بالذكاء الشديد والفطنة، وقدرته على التخطيط الجيد الذي ساعده في تحقيق الكثير من الانتصارات المختلفة في الكثير من الفتوحات، وأيضًا في الغزوات الإسلامية.
وكان قلبه متعلق بالمسجد الحرام، لذلك أقدم على الذهاب لتأدية الحج بشكل سري، من دون علم أحد.