يعتبر حديث من صام رمضان هو واحد من بين الأحاديث النبوية الشريفة، والتي توضح الثواب الذي يعود على المسلم عند الصيام في ذلك الشهر الكريم، حيث إن هذا الشهر من أجمل شهور العام، حيث تتنزل فيه الرحمات من الله سبحانه وتعالى، واختصه بالرحمة والغفران، وكذلك العتق من النار، وغيرها من الأفضال المخصصة لهذا الشهر، وسوف نذكر لكم الحديث الخاصة بكلمة من صام رمضان وشرحه، وكل ما يتعلق به، وشروط الصيام الواردة في هذا الحديث.
حديث من صام رمضان
ويعتبر حديث من صام رمضان هو من بين الأحاديث النبوية الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والتي تؤكد على أهمية الصوم، وعلى فضله العظيم، وهو من الأحاديث الصحيحة والمتفق عليها، وهو من رواية أبو هريرة، إليكم نص الحديث وهو:
بعد أن تعرفنا على الصيغة الخاصة بالحديث الشريف من صام رمضان الذي يوضح أهمية وفضل صيام شهر رمضان إيمانًا واحتسابًا، فالآن سوف نذكر لكم الشرح الخاص بهذا الحديث، وذلك حتى يسهل فهمه على كافة المسلمين، وكذلك الأطفال، ويكون الشرح كالآتي:
إن الحديث الشريف يوضح أن كل مسلم ومؤمن بالله يقبل على صيام شهر رمضان، ويحرص على ذلك، ويبتعد عن تركه.
ولكن هنا المقصود بالصيام، أن يكون نابع عن الإيمان، وليس صيام بالمظهر فقط.
أن يكون المسلم مؤمن بأهمية الصيام وفضله، ويصوم من أجل نيل الثواب، ومن دون أن يكون في ضيق من ذلك.
وكذلك يكون محتسب الأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى، وأن يكون مخلص في عمله.
وكذلك يصوم مع النية الخالصة لله، وأن يكون عمله نابع عن طلبه من الله الثواب.
إن كل مسلم يصوم مؤمن ومحتسب نية الصيام إلى الله عز وجل، فإنه ينال مغفرة الذنوب.
حيث قال صلى الله عليه وسلم، غفر الله له ذنبه، وتجاوز له عن سيئاته، فالنص واضح وصريح بالوعد لمغفرة الذنوب كاملة.
أما عن الرواية الأخرى، فهي تجمع قيام شهر رمضان، وذلك من خلال القيام بالصلاة في تلك الليالي..
وقد اختص الرسول صلى الله عليه وسلم، ليلة القدر، بشرط أن يكون المؤمن محتسب الأجر.
فإنه ينال أيضًا مغفرة الذنوب، وفي كلتا الحالتين سواء الصيام أو القيام في شهر رمضان فيه مغفرة للذنوب.
معنى من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا
وأما عن المعنى الخاص بالكلمتين التي تم ذكرهم في الحديث النبوي الشريف، والذي تم وضعهما كأنهما شرط من شروط مغفرة الذنوب، أو من شروط الصيام الصحيح أيضًا، وهما الإيمان والاحتساب، ومعناهما كالآتي:
معنى إيمانًا
المعنى الذي يأتي عليه كلمة إيمانًا، هو الإيمان بالله تعالى.
ومن المعروف أن الإيمان يختلف عن الإسلام.
فالإيمان هو أن يؤمن المسلم بكافة الأمور المتعلقة بالدين.
وكذلك الاعتقاد الكامل في داخل خاطره، أن الله سبحانه وتعالى هو من فرض الصوم.
وكذلك أن يكون مصدق بالثواب العظيم الذي سوف يحصل عليه من الله عند الصيام.
كما يجب أن يكون المؤمن لديه اليقين التام بأن الصيام حق من حقوق الله، وعليه أن يقوم بتأديته.
ويشعر المؤمن بأهمية تلك العبادة، وعدم الابتعاد عنها أو تركها، والحزن إن اضطر لعدم تنفيذها.
معنى احتسابًا
أما عن معنى الاحتساب، فهي من الكلمات التي تحمل الكثير من المعاني المختلفة.
وهي تعني أن يصوم المؤمن، وهو محتسب للأجر والثواب عند الله سبحانه وتعالى.
أي أنه يصوم ويعلم أن الله عز وجل سوف يكافئه على هذا الصيام، بأجر عظيم.
كما أنه يصوم طالب الأجر من الله، وأنه يفعل تلك العبادة، وذلك من ج رضا الله والحصول على ثوابه.
ولكن الخطابي كان له رأي آخر في كلمة الاحتساب، وهو أنها تعني عزيمة الفرد على الصوم.
أي يصوم وهو كله عزيمة على فعل تلك الطاعة، وذلك من أجل نيل رضا الله والثواب.
إضافة إلى ذلك ألا يكون المسلم في نفسه حاجة، أو يشعر بالاستثقال من هذا الصوم.
أو يظل ينتظر الوقت الذي سوف ينتهي منه من الصيام، أو ينتظر انتهاء الشهر حتى يتخلص من تلك العبادة.
فإن كان المسلم مستطيل لأيام الشهر، أو يشعر بأن الصيام ثقيل، فإنه في تلك الحالة لا يتوافر به شرط الاحتساب.
شروط الصيام الصحيحة
وهناك بعض الشروط الهامة التي وردت في ذلك الحديث النبوي الشريف، والتي يجب أن تكون متوافرة في العبد، وذلك عند الإقدام على العبادة، وفي حالة عدم توافرها، فإنه بذلك لا يكون مكتمل للإيمان والاحتساب الذي ذكرهما رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام، ومن بين تلك الشروط الآتي:
لا بد أن يعقد المسلم النية على الصوم، حتى من قبل بداية الشهر.
كما أنه لا بد من أن يكون مخلص في عمله، وأن يكون ذلك ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى فقط.
ألا يكون الصيام خوفًا من كلام الناس، أو نفاق ليظهر أمام الناس بفعله للعبادات فقط.
يجب أن يخلو الصيام من النفاق أو الرياء، وأن يكون خالص لوجه الله.
أن يكون المسلم لديه الاعتقاد واليقين التام بأن الصوم مفروض من الله، والحصول على ثوابه.
أن يبتعد الإنسان عن كل شيء حرمه الله خلال فترة الصيام، ويبتعد عن فعل المعاصي.
أن يهتم بفعل الخيرات، والابتعاد عن الطعام والشراب، والشعور بمعاناة الفقراء.
فضل صيام رمضان
وهناك العديد من الأفضال التي تعود على المسلم، وذلك في حالة إن صام شهر رمضان المبارك، وكان مخلص في صيامه، ومن بين تلك الأفضال الآتي:
الحصول على الثواب العظيم من الله، ومن بينها مغفرة الذنوب كما ورد في الحديث الشريف.
ولكن العلماء قد اختلفوا على مغفرة الذنوب، فمنهم من يرى أن مغفرة الذنب الصغير من دون الكبير، إلا إن تاب المؤمن منه.
الصيام فيه تهذيب للمؤمن، وذلك من خلال تعويد النفس على الابتعاد عن المعاصي وتركها، واستبدالها بفعل الطاعات.
التقرب من الله سبحانه وتعالى، بواحدة من العبادات التي يفضلها، حيث إن الصلاة والصيام هما من أسمى العبادات.
وكذلك يكون وقت الصيام من بين الأوقات التي يكون بها الدعاء مستجاب، وبالتالي ينال المسلم استجابة الدعاء من صيامه.
الإحساس بالفقير، وبالتالي ترقيق القلوب، والعطف على كل من يحتاج إلى الطعام، وذلك عند الشعور بمعاناتهم.
ينال المسلم رحمة الله، وذلك لأنه من الشهور التي تتنزل فيها رحمات من الله، وكذلك مغفرة الذنوب.
في العشر الأواخر من شهر رمضان لو صام العبد وقام بهما يكون الثواب مضاعف.
قدمنا لكم شرح حديث من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، وأوضحنا لكم معنى الحديث بالتفصيل، وكافة المسائل المذكورة به، وذلك من خلال مجلة البرونزية.