من احكام الميم الساكنة هي واحدة من بين الأمور التي زاد البحث عنها في الفترة الأخيرة، وذلك لأنها تضم بعض الأحكام الخاصة بها، والتي تختلف في النطق، حيث من المعروف أنها من الأنواع التي يتم كتابتها من دون حركات، سواء فتح أو ضم، ولها مواضع محددة، ولذلك يجب أن يتم تعريف تلك الميم، وكافة الأحكام الخاصة بها، وذلك من خلال متابعة الآتي:
تعريف الميم الساكنة
تعتبر الميم الساكنة هي الميم التي يتم كتابتها من دون أي نوع من الحركات.
حيث إنها لا تحتوي على فتح أو لا تنطق بحركة الضم، أو الكسر.
ويتم وقوع الميم الساكنة في بعض المواضع الخاصة بها، ومن بينها التي تقع قبل جميع الحروف الهجائية.
ولكنها لا تأتي في الحروف الخاصة بالمدود الثلاثة التابعة للغة العربية، سواء المد بالألف أو الواو أو الياء.
وذلك يكون من أجل عدم التقاء السواكن، وفي تلك الحالة لا يمكن النطق بها.
وتضم الميم الساكنة الكثير من الأحكام الخاصة بها، والتي تميزها عن غيرها من الكثير من مواضع الميم الأخرى.
شرح أحكام الميم الساكنة
وهناك الكثير من الأحكام الخاصة بالميم الساكنة، والتي تتعلق بحرف الميم، وما يأتي من بعده من الكثير من الحروف الأخرى، ومن بين تلك الأحكام الآتي:
الإخفاء
يعتبر الإخفاء هو واحد من احكام الميم الساكنة وهو يكون من خلال حرف واحد فقط من حروف اللغة العربية.
ويكون ذلك الحرف هو حرف الباء، وذلك من خلال تواجد الميم الساكنة في آخر الكلمات.
ويليها كلمة أخرى تبدأ بحرف الباء، فإنه في تلك الحالة لا بد من الإخفاء، وهذه الحالة من أحكام الميم التي يطلق عليها إخفاء شفوي.
ويعود تسمية الحكم الخاص بالإخفاء الشفوي، لأن الميم يتم اختفائها عند التقائها بالباء في الكلمة التي تليها.
وذلك بسبب اتحاد الحرفين في المخارج، وأيضًا التشارك في بعض صفاتهما، وهذا ما يجعل الإخفاء واجب.
وذلك من أجل تسهيل النطق لتلك لكلمات، وتم إطلاق أيضًا كلمة شفوي، وذلك لأنهما من الحروف التي تنطق بالشفاه.
ومن أبرز المواضع التي يأتي فيها الإخفاء الشفوي قول الله تعالى: “يخشون ربهم بالغيب”.
وفي ذلك الموضع السابق، يتم ملاحظة أن كلمة ربهم تنتهي بالميم الساكنة، وكلمة بالغيب تبدأ بالباء.
وفي تلك الحالة يتم إخفاء حرف الميم، ومن ثم يتم الانتقال إلى الحرف الذي يليها.
الإدغام
كما يعتبر الإدغام هو واحد من بين أنواع الأحكام الخاصة بالميم الساكنة.
وهو من أنواع الأحكام التي تـأتي في الحرفي المتماثلين.
في حالة إن كانت الميم الساكنة في أحد الكلمات، وجاء بعد منها ميم متحركة في بداية الكلمة التي تليها.
وفي تلك الحالة يكون لا بد من وجود غنة، والتي يتم النطق بها، في حالة التلفظ بتلك الكلمة.
ويطلق على هذا الإدغام هو إدغام متماثلين، ويتم تسميته بالإدغام، لأنه في تلك الحالة يتم إدغام كلًا من الساكنة والمتحركة.
بالإضافة إلى أنه يتم تسميته متماثلين، وذلك لأنه متكون من اثنان من الأحرف المتحدة في المخرج، وكذلك في الصفات.
حيث يتم في ذلك الحكم إدغام الحرف الأول في الحرف الثاني، ويكون الحرف الأول على وضع السكون.
بينما يكون الحرف الثاني من الحروف المتحركة، وهذا الأمر الذي يكون ناتج عنه الإدغام.
ومن أمثلة الإدغام للميم في القرآن الكريم قوله سبحانه وتعالى: “خيرٌ أم من أسس”.
وكما في قوله تعالى أيضًا: “ولهم ما يشتهون”، وغيرها من الكثير من المواضع المختلفة الأخرى.
الإظهار
يعتبر الإظهار هو واحد من احكام الميم الساكنة الشهيرة، والتي تضم كافة الحروف الهجائية، ولكن ما عدا حرفي الباء والميم.
حيث إن الحروف الخاصة بالإظهار هي عبارة عن ستة وعشرون حرف مختلف من حروف الهجاء.
وفي حالة إن تم تواجد أحد الحروف الهجائية الخاصة بالإظهار، والتي تكون ما دون حرفي الباء والميم.
وذلك بعد حرف الميم الساكنة، فإنه في تلك الحالة يجب أن يتم الإظهار.
وأطلق على ذلك الحكم الخاص بأحكام الميم كلمة الإظهار لأنه يتم من خلاله إظهار حرف الميم، وذلك في حالة التقابل مع الحروف الخاصة بالإظهار.
وأطلق أيضًا عليه الإظهار الشفوي، وذلك لأن حرف الميم الساكن هو من الحروف التي تنطق من الشفاه.
ويتم إطلاق الإظهار على حرف الميم، وليس على الحروف الخاصة بالإظهار التي تم ذكرها.
وذلك لأن الحروف الخاصة بالإظهار لا يمكن أن يتم حصرها في مخرج من المخارج الواحدة.
ولكن يتم نسبها إلى المخرج لخاص بالحرف الظاهر، وذلك من أجل التمكن من القدرة على ضبط ذلك الحرف.
ويوجد أيضًا إظهار حلقي، والذي يتم فيه النسب إلى مخرج الحرف الذي يظهر عنده التنوين، أو حرف النون.
ومن أمثلة الإظهار الشفوي في الميم الساكنة، هو في قول الله سبحانه وتعالى: “يجعل لكم أنهارًا”.
كما أن الإظهار الشفوي تم تقسيمه إلى اثنان من الأقسام، والتي سوف نشرحها لكم في الفقرة التالية.
حروف الإظهار الشفوي
ويضم الإظهار كما ذكرنا عدد ست وعشرين من الحروف الهجائية، وهو ما جعله من أحكام الميم الساكنة الشهيرة، والتي يمكن شرح تلك الحروف من خلال متابعة النقاط الآتية:
القسم الأول
يكون القسم الأول بالحروف الخاصة بالإظهار الشفوي، هي تلك الحروف التي يتم وقوعها بعد حرف الميم.
وتكون تلك الحروف في كلمة أو في كلمتين، وأما عن عدد تلك الحروف، فيكون عبارة عن ثمانية عشر حرف.
وتكون تلك الحروف عبارة عن حرف الزاي، وأيضًا العين، والألف، والحاء، وحرف النون، وكذلك اللام، وأيضًا الهاء، والثاء، والدال، وحرف الشين، والسين، وأيضًا الطاء.
كما تضم أيضا حرف الضاد، وأيضًا الواو والياء، والتاء، كذلك حرف الراء.
القسم الثاني
وأما عن القسم الثاني من أقسام حروف الإظهار، فهو يضم حوالي ثمانية أحرف.
وتلك الحروف لا يتم وقوعها بعد حرف الميم، إلا في كلمتين فقط.
وأما عن تلك الحروف فتكون عبارة عن حرف الظاء، وأيضًا حرف الصاد، وكذلك الخاء.
كما تضم أيضًا حرف الجيم، والغين، والذال، والقاف، وأيضًا الفاء.
حكم الميم الساكنة قبل الفاء والواو
وأما عن الحكم الخاص بالميم الساكنة، والتي تأتي قبل حرف الفاء والواو، فهو من الأمور التي يبحث عنها البعض أيضًا، وذلك لمعرفة كيفية نطق تلك الحروف، وذلك في حالة مقابلة حرف الميم مع حرف الفاء أو الواو ويكون الحكم كالآتي:
لو جاءت الميم الساكنة في ذلك الموضع، أي قبل أي حروف من حروف الفاء أو حرف الواو.
فإنه في تلك الحالة يكون هناك إظهار للميم، ويكون شديد.
وذلك خشية من أن يسبق اللسان إلى الإخفاء، وذلك لأنهما من الحروف القريبة جدًا في المخارج.
في تلك الحالة يتم تسمية ذلك إظهار شفوي في أشد حالاته، ورأى بعض العلماء أن الإظهار يأتي مع التحذير من إخفاء حرف الميم.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا من احكام الميم الساكنة وكافة المعلومات الخاصة بها، ومواضعها المختلفة، وذلك من خلال مجلة البرونزية.