ما هو عمود النار الذي اهتم الكثيرون بالبحث عنه في الفترة الأخيرة، والذي تم ذكره في بعض الأحاديث النبوية الشريفة الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهل هذا الحديث صحيح أم ضعفه العلماء؟ وعلام يدل هذا العمود من النار؟ كل هذا سوف نجيبكم عليه من خلال السطور القادمة، ونوضح لكم الحديث المذكور به عمود النار وأهم المعلومات عنه.
محتويات المقال
ما هو عمود النار
يعتبر عمود النار هو واحد من بين الأمور التي تحدث عنها نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم في بعض أحاديثه النبوية الشريفة، ويكون عبارة عن خط يشبه العمود، ويكون باللون الأحمر، ولذلك أطلق عليه عمود النار، وتكون مواصفاته على هذا النحو الآتي:
يكون شكل عمود النار كبير الحجم، ويكون لونه اللون الأحمر الذي يكون نفس لون عمود النار.
كما أنه يكون شبيه بالأعناق الخاصة بالنجب، أو وصفه البعض بأنه شبيه إلى العمود المصنوع من الحديد.
يعتبر عمود النار من الأعمدة التي تظهر في السماء، ولكن في موعد محدد، حيث إنه يظهر في قبل طلوع الشمس، ويمكن للناس رؤيته بسهولة.
يعتبر ذلك العمود من الأعمدة التي يستمر ظهورها في السماء لمدة ثلاثة أيام، وقج يستمر ظهوره إلى سبعة أيام.
ولا يكون هناك أي صوت لعمود النار عند ظهوره في السماء.
كما أنه عمود يظهر فقط في السماء، ولا يكون له أي ضرر على الأرض، ولا يسبب أي نوع من الدمار عليها.
وهذه هي كانت الإجابة عن سؤال ما هو عمود النار وشكله، ويمكن التعرف عليه أكثر من خلال الأحاديث النبوية الشريفة الوارد بها، والتي سوف نوضحها لكم في الفقرات التالية.
حديث عمود النار
وبعد أن تعرفنا على إجابة السؤال ما هو عمود النار فإن الكثير يرغبون في التعرف على الحديث النبوي الوارد به ظهور عمود النار في السماء ودلالاته، حيث إن النبي شبه ظهور العمود الأحمر الذي يظهر في السماء بالنار، بأنه يكون علامة على إصابة العالم بالجوع في هذا العام، ويكون نص الحديث الشريف كالآتي:
عن عبادة بن الصامت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا رأيتم عمودا أحمر قبل المشرق في رمضان، فادخروا طعام سنتكم، فإنها سنة جوع»
وهذا الحديث الشريف يوضح أنه عندما يرى المسلمين عمود باللون الأحمر الذي يشبه النار في السماء.
كما أنه حدد موعد لظهوره، وهو أن يكون قبل المشرق، أي قبل شروق الشمس، وأيضًا خلال شهر رمضان الكريم.
فإنه في تلك الحالة سوف يصاب المسامين بالجوع، ولذلك أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بأن يقوموا بادخار طعام.
ولقد أوضح الحديث النبوي أنه يتم تجهيز طعام العام، وذلك منا ورد في كلمة “سنتكم”، وأوضح أيضًا “إنها سنة جوع”.
وهذا كان التفسير الخاص بالحديث الوارد عن عمود النار وظهوره في السماء، وأيضًا دلالة ظهوره.
حديث عمود النار هل هو صحيح
وبعد أن ذكرنا لكم الحديث النبوي الشريف الذي يتحدث عن عمود النار، فإن الكثير من الأشخاص يرغبون في التعرف على مدى صحة هذا الحديث.
حيث إن حديث عمود النار من الأحاديث النبوية الشريفة المروية عن عبادة بن الصامت.
ولكن الكثير من العلماء ضعف ذلك الحديث الشريف، ومن بينهم العالم الكبير الإمام السيوطي.
في حين أن البعض يرون أنه من الأحاديث الصحيحة، وذلك لأنه روي عن بعض راوين الحديث.
ولكن عدة علماء آخرين رأوا أن الحديث ليس له مصدر، أو سنده ضعيف، وبالتالي يمكن تصنيف الحديث على أنه من الأحاديث الضعيفة.
هل عمود النار علامة على ظهور المهدي المنتظر
وقد يرغب الكثير في التعرف على إن كان حديث النار هو من الأحاديث النبوية التي تشير إلى اقتراب موعد ظهور المهدي المنتظر.
وذلك من خلال الأحاديث التي وردت عن ظهوره في الإسلام.
ولكن يعتبر حديث عمود النار هو من الأحاديث التي تم تضعيفها على يد مجموعة كبيرة من العلماء.
ولكن هناك أحاديث نبوية أخرى تشير بعلامات ظهور المهدي المنتظر، وعلامات الساعة.
وبالتالي فإن حديث عمود النار رأى الكثير من العلماء أنه يجوع بعده الناس عامًا، وبعدها يظهر المهدي المنتظر.
ولكن الحديث ضعيف، وبالتالي لا يكون له علاقة بظهور المهدي والله وحده هو من عنده علم الساعة وقيامها.
ظهور عمود النار في نهاية الزمان
ومن بين الأحاديث النبوية الشريفة مجموعة تشير إلى نهاية الزمان، والعلامات التي تحدث قبل قيام الساعة، والتي أوضحها النبي صلى الله عليه وسلم في الكثير من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي توضح علامات الساعة، ومن بينها ظهور عمود النار، ويكون الحديث النبوي كالآتي:
وفي هذا الحديث النبوي الشريف أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن النار تخرج من اليمن، لم يتم تحديد أي صفة لعمود النار.
كما أنها تكون عبارة عن علامة من بين علامات قيام الساعة.
كما بين النبي عليه الصلاة والسلام أن تلك العلامة تعتبر من آخر العلامات الخاصة بقيبام الساعة.
حيث أوضح النبي إن الساعة لن تقوم إلا في حالة ظهور عشرة من الآيات، أي العلامات.
كان أول تلك العلامات المذكورة في الحديث هي ظهور الدخان، والتي وردت في القرآن الكريم أيضًا.
كما أنه ذكر أيضا ظهور الدجال وكذلك الدابة التي تكلم الناس، وعلامة شروق الشمس من الغرب.
وبعدها يظهر سيدنا عيسى عليه السلام، وأيضًا يأجوج ومأجوج، وحدوث الخسوف، والخسف بجزيرة العرب.
وآخر علامة من علامات الساعة هي خروج نار هائلة من اليمن، والتي تطرد الناس إلى المحشر.
وهذا الحديث من الأحاديث النبوية الصحيحة، والتي وردت عن رواه معروفين، أسناديهم معروفة.
حديث الجوع والبلاء في آخر الزمان
كما أن هناك بعض الأحاديث النبوية الصحيحة التي وردت عن الجوع والبلاء الذي يحل على العالم في آخر الزمان، وهو من الأحاديث التي تكون بأسانيد قوية، ويكون الحديث كالآتي:
“إنَّ قبلَ خروجِ الدَّجَّالِ ثلاثَ سنواتٍ شِدادٍ، يُصِيبُ الناسَ فيها جُوعٌ شديدٌ، يأمرُ اللهُ السماءَ السنةَ الأولى أن تَحْبِسَ ثُلُثَ مَطَرِها، ويأمرُ الأرضَ أن تَحْبِسَ ثُلُثَ نباتِها، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ مَطَرِها، ويأمرُ الأرضُ فتَحْبِسُ ثُلُثَيْ نباتِها، ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثالثةِ فتَحْبِسُ مطرَها كلَّه، فلا تَقْطُرُ قُطْرةً، ويأمرُ الأرضَ فتَحْبِسُ نباتَها كلَّه فلا تُنْبِتُ خضراءَ، فلا يَبْقَى ذاتُ ظِلْفٍ إلا هَلَكَت إلا ما شاء اللهُ، قيل: فما يُعِيشُ الناسَ في ذلك الزمانِ؟ قال: التهليلُ، والتكبيرُ، والتحميدُ، ويُجْزِئُ ذلك عليهم مَجْزَأَةَ الطعامِ”
وأوضح النبي الكريم في هذا الحديث، أن الناس يجوعون لمدة ثلاثة أعوام، وليس عام واحد.
ويكون هذا الحدث قبل ظهور الدجال، أي قبل ظهور علامات الساعة الكبرى.
وبالتالي فإن الجوع الذي حذر منه النبي يفي هذا الحديث كان علامة من علامات الساعة.
وأمر النبي المسلمين أن يقوموا بتجزئة الطعام.
وبالتالي فإنه لم يذكر هنا أي علامة على وجود نار قبل ظهور الجوع.
ويجب على المسلمين أن يسعوا وراء الاستدلال بالأحاديث النبوية الصحيحة، والتأكد من صحتها قبل مشاركة بعض الأحاديث الضعيفة ونشرها بين المسلمين.
وإلى هنا نكون قد أجبنا على سؤال ما هو عمود النار وأوضحنا أن الحديث ضعيف، وذكرنا بعض الأحاديث الأخرى التي تتحدث عن النار، وأيضًا الجوع في نهاية الزمان، ولك من خلال مجلة برونزية.