2022-07-04T14:22:29+00:00
ما هو حكم المبيت بمنى ايام التشريق
اختلفت الأقاويل عن حكم المبيت في منى أيام التشريق، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على هذه الأقاويل:
القول الأول
لقد قال الحنفية بأن المبيت في منى سنة، وكان برهانهم على ذلك هو أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم سمح للعباس بترك المبيت من أجل السقاية.
ودليل على ذلك الحديث الذي رواه عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
“اسْتَأْذَنَ العَبَّاسُ بنُ عبدِ المُطَّلِبِ -رَضِيَ اللَّهُ عنْه- رَسولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أَنْ يَبِيتَ بمَكَّةَ لَيَالِيَ مِنًى، مِن أَجْلِ سِقَايَتِهِ، فأذِنَ له”.
وقال أصحاب هذا المذهب بأن المبيت في منى إن كان واجباً لم يسمح الرسول للعباس بترك المبيت.
القول الثاني
اتفق الجمهور على أن المبيت في منى أيام التشريق واجب على الحاج.
ويلزم عليه الدم عند الحنابلة والشافعية بترك المبيت.
وقالوا بأن من ترك ليلة مد من الطعام، ومن ترك ليلتين مدين من الطعام.
لكن المالكية يرون بأنه يجب الدم على من قام بترك المبيت في منى أكثر من ليلة.
لكن المالكية رخصوا عدم المبيت بمنى لراعي الإبل وأصحاب السقاية، وذلك بعد قيامهم برمي جمرة العقبة في يوم العيد.
لكنه يعود في اليوم الثالث من أيام العيد، ويقوم بقضاء رمي الجمرات لليوم الأول والثاني وذلك لأنهما فاتا عنه، وكذلك الأمر لأصحاب السقاية.
واستند الجمهور بما جاء عن العباس بن عبد المطلب عندما طلب من الرسول المبيت في مكة من أجل السقاية فسمح له.
مدة المبيت في منى
يتساءل العديد من الأشخاص عن مدة المبيت في منى، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على إجابة هذا السؤال بالتفصيل:
المبيت في منى يعرف بأن الحاج يقضي فيها فترة تزيد عن نصف ليلة.
فيتم تحقق المبيت بقضاء أكثر الليل وليس كله، سواء كان هذا المبيت من أول الليل أو آخره.
وسواء نام الحاج أو لم ينم، لكن قد جاء عن ابن الأثير بأن المبيت يتحقق بإدراك الليل.
الحكمة من المبيت في منى
يتساءل العديد من الأشخاص عن الحكمة من المبيت في منى، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على هذه الحكمة:
أن الحكمة من المبيت في منى تكون عبارة عن حجة رمزية، وهو أن يتم مقاومة الشيطان الذي يشجع الإنسان على الوقوع في المعاصي.
كما أنها تكون اقتداء بفعل سيدنا إبراهيم عليه السلام وزوجته هاجر وابنه إسماعيل، وذلك عندما أوحي لسيدنا إبراهيم بذبح ابنه إسماعيل عليه السلام.
ففي وقتها كان الشيطان يوسوس له بعدم فعل ذلك، لكن قام سيدنا إبراهيم برمي الشيطان بحصوات حتى لا يستمع لوساوسه.
والمبيت بمنى يعتبر من أهم مناسك الحج، لهذا السبب لا يجب على الحاج ترك المبيت في منى.
حكم المبيت في منى لمن ليس له سكن
لقد اختلف أهل العلم في حكم المبيت في منى لمن ليس له سكن، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على هذا الحكم:
الرأي الأول وهو أن يقوم الحاج بالمبيت بخارج منى في العزيزية أو مزدلفة أو غيرهما، ولا يوجد حرج عليه.
وهذا الرأي خاص بابن باز حيث أنه استند على هذا القول بالكثير من الآيات التي تدل على أن الله لا يكلف المسلمين فوق طاقتهم.
حيث قال الله تعالى في كتابه الحكيم ما يلي:
(فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ”،[4] وقد قال رسوله الكريم – صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “إذا أمرْتُكم بأمرٍ فأْتُوا منه ما استطَعْتُم).
الرأي الثاني وفيه يقال بأنه يجب على الحاج أن يبيت في أقرب مكان إلى منى، وهذا قول ابن عثيمين.
وقال بأن المقصود من المبيت في منى هو أن يكون المسلمون مجتمعين كأمة واحدة.
فيلزم على الحاج أن يكون عند أخر خيمة لكي يكون مع الحجيج.
كما أن ابن عثيمين قاس امتلاء المسجد بامتلاء منى.
فعندما يمتلئ المسجد يلزم على المصلين أن يصلون حوله حتى تتصل الصفوف ويصبحوا أمة واحدة.
عدد أيام المبيت في منى
الكثير من الأشخاص يتساءلون عن عدد أيام المبيت في منى، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على عدد هذه الأيام بالتفصيل:
لا يوجد إثم على من تعجل وقام بالمبيت ليلتين فقط، أما الحاج الغير متعجل فعليه ببيات كل أيام التشريق.
لكن أيام التشريق التي يجب عليه أن يمكث فيها بمنى هي الحادي عشر والثاني عشر، أما الثالث لا يكون واجب لكن مستحب.
فبعدما يقوم الحاج برمي الجمرات في اليوم الثاني عشر بعد الزوال يجوز له التعجل.
فيقوم بأداء طواف الوداع ثم يرجع إلى بلده.
وإذا أراد أن يبيت في منى ليلة الثالث عشر فذلك يكون الأفضل.
حكم ترك المبيت في منى
أما بالنسبة لحكم من قام بترك المبيت في منى سوف نقوم بالتعرف عليه الآن:
في حالة ترك المبيت في منى بغير عذر عند العديد من الفقهاء يترتب عليه دم، ويتم ذلك إذا تم ترك المبيت أكثر من ليلة وذلك تبعاً لمذهب المالكية.
لكن عند الحنابلة والشافعية فالدم يكون لمن قام بترك المبيت كله.
وفي حالة ترك ليلة واحدة يجب أن يتم إخراج مد من طعام، لكم من ترك ليلتين فيجب عليه أن يخرج مدين من الطعام.
ومن شروط المبيت في منى هو أن يكون الحاج أحرم، فلا يصح أن يتم المبيت بدون إحرام.
وذلك لأن الإحرام يكون من أسس الحج، وبناء عليه تبنى جميع أعمال الحج.
لا يجوز المبيت دون أن يتم الوقوف بعرفة، كما أنه لا يصح المبيت في وقت غير الذي نص عليه الشرع وهي أيام التشريق الثلاثة لمن تأخر.
لكن لمن تعجل تكون اليوم الأول والثاني.
لا يجوز المبيت في غير حدود منى، ويتحقق المبيت عند جلوس الحاج أكثر الليل.
فإذا بقي في منى لأكثر من نصف الليلة فهو بهذا الشكل أدى ركن المبيت.
من المستحب خلال المبيت في منى أن يكثر الحاج من الذكر.
كما أنه يجوز للحاج أن يتعجل في اليوم الثاني من أيام الرمي، فسوف يسقط عنه المبيت في اليوم الثالث لقول الله تعالى:
“فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَىٰ وَاتَّقُوا اللَّـهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ إِلَيْهِ تُحْشَرُون”.
لكن يجب العلم بأن المبيت في منى ليلة الثالث عشر من شهر ذي الحجة ورمي الجمرات يعتبر أفضل وأعظم أجر.
لكن التعجل يكون رخصة لمن له عذر.
إكمال المبيت في منى يكون اقتداء بفعل الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد جاء عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت:
“فاض رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن آخِرِ يَومِه حين صلَّى الظُّهرَ، ثم رجَعَ إلى مِنًى، فمكَثَ بها لياليَ أيَّام التَّشْريق يَرمي الجَمرةَ، إذا زالتِ الشَّمْسُ”.
ومن الجدير بالذكر هو أن من غربت عليه شمس اليوم الثاني عشر وهو في منى يجب عليه المبيت حتى ليلة الثالث عشر ورمي الجمرات في هذه الليلة.