مع انتهاء شهر رمضان يتساءل الكثيرون ماذا بعد رمضان وهل يكون بذلك انتهى شهر الرحمة، وهل تنتهي معه العبادات والطاعات التي كان يقبل عليها المسلمون طوال الشهر، حيث من المعروف أن السعي في العبادات والتسابق والتسارع نحو فعل الخير يكون طوال الشهر، ويزيد في الفترة الأخيرة من الشهر، وقد يتعرض الكثير من الأشخاص بعد رمضان إلى الانتكاسة والتي تجعلهم يقومون بترك كافة العبادات التي كانوا يواظبون عليها طوال الشهر، ولكن هذا الأمر من الأمور الغير مستحبة، وللإجابة على سؤال ماذا بعد رمضان عليكم بمتابعة النقاط الآتية:
استقبال العيد
يعتبر العيد هو من أجمل المناسبات التي ينتظرها المسلمون، وذلك بعد انتهاء شهر رمضان الكريم، حيث إن استقبال الشهر من السنن الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وكذلك الصحابة، وهو كان من مظاهر الاحتفال والفرحة، وذلك بعد شهر من العبادة، ولن يشعر بمذاق العيد وحلاوته، إلا من أقدم على العبادة في رمضان، ومن مظاهر استقبال العيد الآتي:
في البداية لا بد من أن يقوم المسلم بالعمل على إخراج الزكاة الخاصة بالفطر، والتي تكون في ليلة العيد.
وهو في اليوم الأخير من شهر رمضان، وآخر موعد للزكاة هو وقت شروق شمس أول أيام عيد الفطر، وهو أول شوال.
وبعد ذلك يتم العمل على تأدية صلاة العيد، وذلك في التجمعات مع الأهل والأقارب.
يتم تبادل التهنئة ما بين الأهل والأصدقاء، وتبادل السلام، وذلك لأنه من السنن.
من الأمور الهامة أيضًا هو أن يتم إظهار العديد من مظاهر الفرح المختلفة.
وتوزيع الحلوى والألعاب ما بين الأطفال وبعضهم البعض، والذهاب لتناول وجبة الفطور.
مع قراءة الأدعية والأذكار الخاصة بأول أيام العيد، والالتزام بأداء الصلوات في أوقاتها والنوافل، وذلك على نفس النهج الذي كان يسير عليه العبد في رمضان.
الاستعانة بالله على الطاعات
يجب أن يقوم العبد بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى على أداء نفس الطاعات والعبادات التي كان يؤديها في رمضان.
حيث إن الله الذي كان يعين العبد على طاعته في رمضان، قادر على إعانته على مدار العام
ولذلك يجب أن يتوكل العبد على ربه، وأن يطلب منه دائمًا العون على العبادة.
وذلك من خلال الدعاء باستمرار أن يثبته الله على عبادته وطاعته وأن يعينه على ذلك.
ويكون عون الله عز وجل للعبد على الطاعة، من بين الأمور التي تدل على محبة الله له، وعلى رضاه عنه.
فإن الله إذا كان راض عن عبده، فإنه يجعله يخرج من طاعة إلى طاعة أخرى.
ولكن يجب على الإنسان أن يعلم أن ذلك بفضل من الله وتوفيه فقط.
الثبات بعد رمضان
يعتبر الثبات بعد رمضان هو من الأمور التي يجب على المسلم أن يسعى إليها، وذلك لأنه من الأمور الهامة، والواجبة، والابتعاد عن اليأس، وهو ما يعرف بالانتكاسة، ويمكن للمسلم أن يحافظ على ثباته من خلال اتباع الخطوات الآتية:
يجب على المسلم أن يسعى إلى الثبات على الطاعات التي كان يفعلها في شهر رمضان.
ومن بينها التمسك بتأدية الصلوات الخمس الفرائص، وأيضًا صلوات النوافل.
مع الحرص على الاهتمام ببعض أنواع العبادات التي كان يسير عليها العبد.
ومن بينها مساعدة الفقراء والمحتاجين، أو صلاة قيام الليل، ولو بثلاثة ركعات فقط.
حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يدعو الصحابة أن يداوموا على الطاعات، حتى وإن كانت قليلة.
لأن العبادات التي يكون العبد مداوم عليها تكون عند الله أفضل في الثواب.
كما أن الله لا يكلف نفسًا إلا وسعها، وبالتالي يجب أن يحرص المسلم على العبادات التي تكون يسيرة عليه وفي قدر المستطاع.
ومن بينها الصلوات وقراءة القرآن الكريم، وتخصيص ورد يومي منه.
صيام ما بعد رمضان
ويعتبر الصيام هو أفضل العبادات التي لا بد أن يحرص عليها المسلم، وحتى بعد انتهاء شهر رمضان، حيث إن هناك سنة نبوية وهي الصيام لستة أيام من شهر شوال، والتي يعادل من صامها مع رمضان، بأنها كمن صام الدهر، أي العام بأكمله، وبالتالي يجب الحرص على الصيام، وذلك من خلال اتباع الآتي:
لا بد من أن يسارع المسلم في قضاء ما عليه من صيام، وذلك بالنسبة للحالات التي اضطرت إلى الإفطار في أيام رمضان المبارك، وذلك بسبب أحد الأعذار الشرعية.
بعد أن ينتهي رمضان يجب أن يمضي المسلم العيد، ويفرح مع المسلمين بالإفطار.
وبعد مرور أيام العيد، يمكن للعبد أن يبدأ بصيام الأيام التي يجب عليه قضائها.
وبعد ذلك يقوم المسلم بالانتهاء من تلك الأيام، وبعدها يبادر بصيام الست من شوال.
وذلك من خلال الاقتداء بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكلك الحصول على الثواب العظيم.
ويجوز للمسلم أن يقوم باختيار الأيام التي يصوم بها، سواء متفرقة أو متواصلة على حسب رغبته.
كما أنه يحرص على أن تكون نيته خالصة لوجه الله، وأن يعقد النية في الصوم من أجل الحصول على الثواب.
وعليه أيضًا أن يحاول أن يتبع تلك العبادة في باقي أيام العام، وذلك من خلال صيام مثلاً الاثنين أو الخميس.
أو من الممكن اختيار الأيام القمرية، وذلك من أجل الثبات على عبادة الصوم.
الاستقامة بعد رمضان
وتعد الاستقامة هي من الأمور التي يجب أن يحرص عليها كل مسلم بعد انتهاء رمضان المبارك.
حيث إنه لا بد من حدوث الاستقامة، أن يكون الإنسان في جهاد مستمر مع نفسه.
وأن يجاول قدر الإمكان أن يبتعد عن المعاصي والذنوب التي كان يفعلها قبل رمضان.
وأن يعلم جيدًا أن عبادة الله تكون في رمضان، وفي غير رمضان، وبالتالي فإنه يجب عليه أن يحاول المحافظة على النفس المستقيمة التي كان عليها خلال فترة رمضان.
وأن يحاول أن يهذب نفسه، وأن يجعلها دائمًا تخشى الله في كل وقت.
وهي واحدة من الأمور التي تساعد على إصلاح حاله بعد رمضان، وتقيه من حدوث الانتكاسة في العبادة التي قد تحدث مع بعض فور انتهاء شهر رمضان.
نصيحة بعد رمضان
يجب أن يعلم المسلم جيدًا، أن الالتزام بالطاعات سواء في رمضان أو من دون رمضان أو أمر واجب عليه.
كما أنه لا بد من المداومة على أعمال الخير، والعبادات التي كان يحرص عليها في شهر رمضان، حتى لو لم تكن بنفس القدر.
إن كافة الأعمال والذنوب التي كان يبتعد عنها المسلم في صيامه هي أمر محرم.
وبالتالي يجب الامتناع عنها أيضًا بعد انتهاء رمضان، والتوبة النصوحة عنها، ومحاولة التقرب من الله.
كما يمكن أن يخصص المسلم ورد يومي من القرآن، حتى لو كان قليل، ولكن عليه أن يتذكر أن هجرة القرآن من الأمور المكروهة.
تمسك بالعبادات والنوافل مثل الصلوات، والصيام في الأيام القمرية، وذلك لانعاش القلب بالعبادة باستمرار، حيث إ العبادة تساعد على تهذيب النفوس.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية إجابتنا عن سؤال ماذا بعد رمضان وما الذي يكون على المسلم اتباعه بعد انتهاء الشهر، وذلك عبر مجلة برونزية.