كيف نستقبل رمضان المبارك هو واحد من بين الأسئلة التي تدور في ذهن الكثير من الأشخاص، وذلك مع اقتراب بداية الشهر، واستعداد كافة الدول للإعلان عن شعائر هذا الشهر الكريم، وهناك العديد من الطرق المختلفة التي يتم اللجوء إليها، وذلك من خلال استقبال الشهر، أو الاستعداد له، ومن بينها الآتي:
عزم النية على الصيام
تعتبر النية هي واحدة من أهم الأمور التي يجب أن تكون متوفرة قبل شهر رمضان.
وهي أن ينوي العبد أنه سوف يقوم بصيام هذا الشهر في ذلك العام.
ويجب أن يتم تجديد النية باستمرار في كل عام، على أنه سوف يصوم الشهر كامل.
وحتى في حالة إن تعرض للمرض ومنعه من الصيام في أي يوم من أيامه، فإن نيته هي التي ستبقى لصيام الشهر ويكون عليه الإطعام أو القضاء.
والنية هنا ليس المقصود بها أن يتم التلفظ في كل ليلة من ليالي شهر رمضان بأنه سوف يصوم اليوم الذي يليه من الشهر.
ولكن النية يكون محلها القلب، وهو ان يكون ناوي بالفعل على الصيام.
وأن يكون العبد متيقن بفائدة هذا الشهر عن باقي الشهور، والسعي وراء اغتنام تلك الفرصة من الطاعات والعبادات في رمضان.
دعاء استقبال رمضان
ومن بين الطرق التي يتم استقبال بها شهر رمضان المبارك هو أن يتم التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء، فهو من أعظم العبادات، والتي كان النبي يفعلها مع اقتراب الشهر، ومن أجمل أدعية استقبال رمضان هذه المجموعة الآتية:
اللهم إنا نسألك أن تبلغنا رمضان، ونحن في أتم صحة وأسعد حال.
يا رب سلمنا لرمضان، وسلمه لنا، اللهم اجعلنا من المغفور لهم، ومن المرحومين، والمعتوقين من عذابك يا أكرم الأكرمين.
اللهم إنا نسألك أن تبلغنا شهرك الكريم، ونحن بجوار عائلتنا وأحبابنا، وأن لا تجعلنا به فاقدين أحداً من أهلنا ولا مفقودين يا رب العالمين.
اللهم مع اقتراب شهرك الفضيل الذي جعلته شهر الرحمة بعبادك، اجعلنا من المغفور لهم ذنوبهم.
اللهم إني نويت صيام شهر رمضان، فاللهم أعده علينا بالخير، وبارك لنا به.
اللهم لا تدخل علينا رمضان إلا وقد محوت سيئاتنا، ولا تخرجنا منه إلا وأنت راض عنا يا واسع المغفرة والرحمة.
اللهم إنا نسألك العفو والعافية في شهر رمضان وأن تعيد علينا أيامه بالخير واليمن والبركة.
اللهم بلغنا شهر رمضان المبارك، ونحن في طاعتك، وفي عنايتك، اللهم اجعله شهر الخير علينا.
اللهم إنا نسألك أن تهل علينا شهر رمضان بالإيمان، والإسلام، اللهم بلغنا إياه ونحن في أحسن حال.
اللهم إنا نسألك أن تتقبل منا أعمالنا، وصيامنا وقيامنا، وأن تعنا على طاعتك في شهرك الفضيل، يا أكرم الأكرمين.
اللهم يا حنان يا منان يا واسع العطاء، امنن علينا برحماتك وغفرانك، وعتقك من النار، واجعلنا من المغفور لهم في رمضان.
تبليغ الناس عن شهر رمضان
ويعتبر تبليغ الناس عن موعد شهر رمضان المبارك هو واحد من بين الأمور التي لها ثواب عظيم.
حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم عند اقتراب شهر رمضان، كان يقوم بتبشير أصحابه به.
حيث ورد أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يقول لأصحابه: “جاءكم شهر رمضان، شهر رمضان شهر مبارك كتب الله عليكم صيامه فيه تفتح أبواب الجنان وتغلق فيه أبواب الجحيم”.
ولذلك يجب على المسلم أن يستعد لهذا الشهر، وأن يستقبله بالخير والفرح والسرور، ونشر قدومه إلى أهله وتبشيرهم به.
العزم على الطاعات وترك المعصية
من الأمور التي يقبل عليها فئة كثيرة من الناس هو أن يقوم بالامتناع عن بعض المعاصي خلال شهر رمضان الكريم.
والعودة إليها مرة أخرى، ولكن هنا يمكن أن نتساءل هل رب رمضان غير رب الشهور الباقية؟
لذلك يجب على المسلم أن يكون لديه العزيمة أن يستقبل شهر رمضان بالطاعات والعبادات.
وأن يحاول جاهدًا أن يكف عن المعاصي التي يفعلها، وذلك قبل قدوم الشهر، وأن يعزم على عدم العودة لها مرة أخرى بعد انتهاء رمضان.
الإخلاص في العمل
ومن بين الأمور التي يجب أن يستقبل بها المؤمن شهر رمضان المبارك، هو أن يكون مخلص في نيته وفي عمله.
فهناك بعض الأشخاص يقومون بفعل الخيرات وذلك ابتغاء مرضات الناس، أو حتى يظهروا أمام الناس بالمظهر الجيد، ولكن هذا ليس له أي أساس من الطاعة.
فالطاعة الصحيحة هي التي تأتي عن إخلاص، وأن يقبل المسلم على مساعدة غيره في السر.
وذلك من خلال توزيع المعونات على الفقراء، وأن يكون تفكيره الأول والأخير هو مرضاة الله سبحانه وتعالى.
التدريج في العبادات
ويعتبر ذلك الأمر من الأمور التي قد يغفل عنها الكثير من الأشخاص، وهو التدرج في العبادات.
والغرض من التدريج في الطاعات هو ألا يشعر المسلم بعد وقت قصير بالملل والفتور من العبادة، أو تسوء حالته النفسية لعدم قدرته على تأدية بعض الطاعات مثل غيره من المسلمين.
الله سبحانه وتعالى لا يكلف نفسًا إلا وسعها، لذلك على المسلم أن يعرف حدوده في الطاعات.
وعند اقتراب شهر رمضان لا يقبل على أخذ وعود على نفسه أنه مثلًا سوف يقوم بختم القرآن عشر مرات.
وفي الأيام العادية هو لا يقرأ القرآن، وبالتالي يشعر بالتعب والمشقة خلال القراءة، لذلك يجب أن يدرج في عبادته.
فمثلًا يقوم بقراءة صفحتان من المصحف قبل رمضان، وحتى يأتي رمضان يقرأ جزء في اليوم.
وكذلك مع الصلاة يقوم بتأدية ركعتان بعد صلاة العشاء، وذلك حتى يكون بوسعه أن يقوم بصلاة التراويح.
ومع هذا التدرج يشعر المسلم أنه قادر على تلبية الطاعات، وأيضًا لا يشعر بالفتور.
على أن يقوم بعقد نيته على عدم ترك تلك العبادات حتى بعد انتهاء شهر رمضان المعظم.
كيف نستقبل رمضان للأطفال
وأما بالنسبة للأطفال، فإنه من الأمور الهامة التي يجب أن يتم تعليمها للطفل، هو الفرح والسرور باقتراب ذلك الشهر، وأن يعمل جاهدًا على اغتنام تلك الفرصة من المغفرة والكرم من الله، ومن بين الأمور التي يمكن تعليمها للطفل عند اقتراب رمضان الآتي:
الدعاء إلى الله بأن يبلغنا الشهر ونحن في أحسن حال، والشكر له على تلك النعمة.
الإخلاص في العبادات، والعمل وكذلك الصيام، والشعور بالفقراء الذين ليس لديهم طعام، وتسليط الضوء على ذلك.
مشاركة الأطفال في تعليق الزينات الرمضانية، والأنوار للتعبير عن الفرح باستقبال أجمل ضيف وهو شهر رمضان.
تهنئة الأهل والأقارب والأصدقاء بحلول شهر رمضان، وذلك من خلال إرسال لهم أجمل الرسائل المعبرة عن الفرحة.
العزم على الإكثار من فعل الطاعات والعبادات في هذا الشهر، وذلك من أجل الحصول على الثواب العظيم.
استقبال رمضان بالفرحة، وعدم التخاصم مع أحد من الأصدقاء أو الأهل، وذلك حتى يكون من المغفور لهم في هذا الشهر.
تعويد النفس على اللوم والمحاسبة في حالة ترك طاعة أو التقصير في عبادة من العبادات الأساسية.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، والذي شرحنا لكم من خلاله كيف نستقبل رمضان بالعديد من العبادات والطاعات، وذلك من خلال مجلة البرونزية.