قصص مصورة للاطفال. على الأغلب يفضل الصغار قراءة الكتب والروايات التي تحتوي فيها على كلمات سهلة وجميلة، وبجوارها صورة لكل ما يحدث. وذلك لأن الطفل لديه قدرة على التخيل ماهرة جداً، فيبدأ من خلال هذه الصور تخيل الأحداث وكأنها فيلماً سينمائياً داخل رأسه. ولهذا أعدت لكم موسوعة قصة كبيرة وأيضاً مصورة.
محتويات المقال
في بلد غريبة تبعد عن التعمير بمائة ألف كيلو كان هناك ملكان يعيشان في قصر فاخر، وبداخله العديد من الخدم. وكانوا أخان، ولكن غير متحابان. فهناك واحداً منهم غنياً، والآخر فقيراً جداً لا يملك في هذه الدنيا سوى القصر الذي يحويه ويعيش داخله. حتى أنه كان في بعض الأحيان لا يتناول الطعام لأيام عديدة بسبب نقص الأموال لديه.
وعلى العكس أخيه كان يعيش في رفاهية كبيرة، وأموال طائلة لا يعرف أين ينفقها، ولهذا كان يصرف على الخمور والفسق. ولكنه كان يمتنع تماماً عن مساعدة أخيه على الرغم من أنه يعلم عن شدة الفقر الذي يعيش فيه. كانت هناك خادمة تعيش في بيت الملك الغني تسمى ميمونة، كانت تعشق الملك الفقير. وهو أيضاً كان يحبها جداً، حيث كانت ترسل له كل يوم في خلسة بعض أنواع الأطعمة من القصر لذي تعمل فيه.
وفي يوم من الأيام كان يبحث هذا الملك عن أي وظيفة يعمل بها، فأخذ بضاعة من أحد التجار دون أن يدفع ثمنها. ولكنه وعده بأن يسدد له دينه بعد بيع هذه المنتجات، والكسب من وراءها. وبالفعل وافق التاجر حيث كان يعلم أن هذا الرجل مسكين وطيب لا يجد من يحنو عليه. وأن الظروف الصعبة التي يعيش فيها خارج عن إرادته، ولا دخل فيها.
أخذا الملك يبحث في الصحراء وغيرها عن أشخاصاً يقومون بشراء هذه البضاعة حتى الانتهاء منها، وتحقيق المكاسب. لكن من المؤسف أنه لا يرى أي شخص، وبعد ان تعب كثيراً من المشي على قدميه حيث كان لا يملك ولا حماراً ولا ناقة ولا أي شئ. أخذ يستقر وراء صخرة في وسط الصحراء، وذلك حتى يرتاح قليلاً، ويستمر في متابعة البيع والشراء. وجد بعض الاضطرابات التي تحدث بجانبه وبعض الأصوات التي تصدر عن أشخاصاً.
فألقى بنظرة إذ يجد مجموعة من الرجال الذي تظهر عليهم علامات الاحتيال والنصب يقومون بالتحدث مع صخرة في قلب الجبل، ويقولون لها (افتح يا سمسم). وإذ بها تنشق إلى اثنين ويدخلون فيها، وبعد فترة من الوقت خرجوا جميعاً، ومعهم كمية كبيرة من المجوهرات ومبلغ كبير من النقود. وبعد أن تأكد تماماً من اختفاءهم ذهب وقام بنفس الشئ، وفتحت الصخرة ودخل يأخذ من المال كيفما يشاء.
وبعد أن وجد معه كمية كبيرة من النقود والمجوهرات أمر تلك الخادمة التي تدعى ميمونة أن تأتي له بمكيال من عند أخيه دون أن يعلم. ولكن مع الأسف أن امرأته لاحظتها فأخذت تضع العسل في هذا المكيال حتى تعلم ما الشئ الذي يقوم بوزنه. وبالفعل التصقت قليل من النقود في هذا المكيال، فعلمت أن الملك أصبح لديه نقود كثيرة الآن. وأخذت تروي هذه القصة إلى زوجها. وأمرته أن يقوم بتتبع أخيه، وما المكان الذي يجعله يحصل من وراءه على نقود بشكل سريع هكذا.
بالفعل تحرك الملك سريعاً بعد كلام زوجته معه، وعاد مرة أُخرى معه الكثير من المجوهرات. وروى لها أنه بعد أن خرج تعقب أخيه ووجده يعرف مكان مغارة كبيرة بها الكثير من الأموال والذهب واللؤلؤ والمرجان، ولكن بشكل لا عد له ولا حصر. فرحت الزوجة كثيراً ولكنها قالت له أنه من المفترض أن نتخلص من أخوك حتى لا يقاسمنا في هذا الكنز، فهو شخص لا يسحق كل هذه الأموال. وللمرة الثانية اقتنع الرجل بكلام زوجته جداً. وفي مرة من المرات كان الملك الغني داخل المغارة يحصل على كثير من الأموال تعرض لمهاجمة من قِبل اللصوص. وأخبرهم أن السبب في معرفته لتلك المغارة أخيه، وقال أنه سيدلهم على مكانه إن تركوه على قيد الحياة. وأن أخيه هو الذي يحصل كل يوم على النقود والتي جعلتها قرب النفاذ.
وافق اللصوص على أن يقوموا بتركه مقابل أن يتعرفوا على مكان الملك الفقير. وخططوا لحيلة بأن يذهب أخيه لمنزله ومعه قدر كبير جداً من العسل ويعطيه له. وبالفعل ذهب واستقبله الملك الفقير بكل ذوق وروح جميلة، وشكره جداً على القدر الكبير، حيث كان متعجباً جداً من حجمه. وأراد أن يأكلا منه سوياً، وبينما كانت الخدم تفتح هذا القدر وجدوا بداخله اللصوص.
فأمر سريعاً بأن يضعوا أخيه معهم ويغلقوا عليهم جميعاً بقالب صخر كبير.وهكذا تخلص من شر أخيه واللصوص، وتزوج من ميمونة وعاشوا في سعادة ورخاء.
وتعلمنا هذه القصة بألا نطمع في كل شئ لأنفسنا، وأن نساعد كل من هو قريب وغريب عنا. وأن نحافظ على علاقة الأخوة، ولا نتأثر بحديث أحد مهما بلغت درجة قربه لنا.