أفضل قصص قصيرة جدا للاطفال. تعتبر أحد فروع الأدب، والتي تتواجد منذ آلاف السنين ولكنه ذاع صيتها وتطورت في القرن التاسع عشر. فهي تحقق المتعة والتسلية للأطفال من خلال بعض الحواديت البسيطة ولكن توفر له قسط من الهدوء وتقوّم من أخلاقياته. ففي برونزية تكتب لكم اليوم واحدة من أروع القصص التي من الممكن الاستعانة بقراءتها لطفلك قبل نومه.
محتويات المقال
في زمن قديم، وفي مملكة بعيدة عن عيون العالم كان هناك أمير وسيم يعيش في قصره الواسع ذو المناظر الخلابة التي لا يوجد مثلها في البلاد. وكانت معه زوجته؛ حيث اتصفت تلك المرأة بأنها طيبة لا تحمل في داخلها من مشاعر الكره والحقد لأحد. كانت تعامل كل الناس بطريقة سوية لا تحيز فيها لشخص على الآخر ،حتى أن الخدم كانوا يحبونها جداً لأنها تعاملهم بطريقة بسيطة، لا تكلف فيها ولا تكبر. كانوا يمتلكون الكثير من المال، والصحة الجيدة، فلا أحد يشتكي منهم من أي مرض مهما كان بسيط.
وكانوا واسعين الخير على كل أفراد المملكة، ولهذا كنا نعلم أن أبناء المملكة بأكملها يعيشون في رخاء وسلام وسعادة ولا يحتاجون لأي شئ. ولكن كان هناك مشكلة واحدة فقط هي التي تعكر صفو الحياة عليهما؛ أنهما لا ينجبا أطفال. فاستمروا على هذا الوقت ما يقرب من الخمسة أعوام. كانت الملكة تتمني أي طفل سواء إن كان صبي أو فتاه ولكن ترى بأعينها ذرية لها تلعب وتلهو في القصر، وتتمتع بخير والدها الواسع. ولكن من المؤسف أن الله _سبحانه وتعالى لم يقدر لهم حتى الآن.
في يوم من الأيام كانت الملكة تجلس على السرير الخاص بها، والذي كانت تتواجد بجواره شرفه واسعة يمكنها أن تنظر من خلالها على كل ما تشاء من طيور وأشجار جميلة وحدائق شاسعة. وكانت تبكي بشدة لأنها لا تزال ترغب في أن تصبح أم، ولكن لازالت عاقر. وبينما هي تبكي لتأتي إليها عصفورة صغيرة وجميلة جداً لم تجد مثلها يوم من حيث جمالها وشكلها. قالت لها مولاتي لماذا تبكين؟ أخبرتها بأنها تتمنى أن تصبح أم ولو ليوماً واحداً فقط قبل أن تموت، وأنها تنتظر هذا اليوم بفارغ الصبر ولكن من المؤسف أنه لم يأتي حتى الآن.
فأخبرتها أنها ستكون أم في أقرب وقت ممكن أن تتخيله. وأنها ستنجب طفلاً يفوق جمال هذه العصفورة المميزة، فرحت الملكة جداً بهذه الكلمات البسيطة وشكرت العصفورة على هذا الموقف الجميل حتى لو كانت تتحدث هكذا لتفرحها فقط ولكن تكفي هذه الكلمات الجميلة والنبيلة. وأخبرت زوجها عما حدث معها اليوم، ولكن قال لها إن شاء الله سيعطينا الخالق من فضله، ولكن لا تتعلقي بآمال وأوهام هي فقط مجرد عصفورة.
وفجأة بإرادة الله سبحانه وتعالى وجدوا أن رؤية العصفورة تتحقق، أن الله سبحانه وتعالى تقبل منها الدعاء ورزقها من فضله بطفلة. كانت تلك الطفلة جميلة لدرجة أن الجميع منذ أن رأوها لا يستطيعون أن يُسقطوا أعينهم من عليها. فجمالها كان مميزاً للغاية، حتى أن والدها ووالدتها كانوا يتعجبوا لهذه المخلوقة التي لا يوجد مثلها في البلاد.
أمر الأمير بأن تقام حفل كبير على شرف مولد هذه الأميرة الصغيرة، ذات الملامح الهادئة الجميلة التي لا يوجد مثلها. وكان الجميع من المدعوين يريد أن يحمل هذه الطفلة حتى يتمكن من النظر إليها بتمعن بسبب أنها تلفت انتباه الجميع بشكل غريب. وأمر الملك أيضاً أن يحضر الجنيات المتواجدين في البلدة حتى يتنبأوا لأبنته بالخير والحياة الجميلة.
وكان يوجد في البلدة عشرة من الجنيات الماهرين، وكانت من ضمنهم واحدة شريرة تتمنى الخراب والموت لأي شخص يرفض أن يعطيها المال. فدعا الملك تسعة من الجنيات فقط، ورفض أن يدعو تلك الشريرة التي تؤذي الجميع. خوفاً منه على ابنته الجميلة من أن يصيبها أي لعنة بسببها.
وبالفعل جاءوا إلى القصر وتمنوا لها أفضل الأشياء؛ مثل أن يكون لها صوت عذب تستطيع أن تُغني وتعزف وتكون موهوبة. وأُخرى قالت لها بأن يزيد جمالها أكثر من ذلك حتى تصبح أشب بحوريات العين، والأخيرة قالت أ، تكون متفوقة في دراستها أو تكون عالمة لا يضاهيها أحد في العلم.
في أجواء الفرح والسعادة التي كانت تغمر البلد بأكملها، دخلت الجنية الشريرة غاضبة لأن الملك لم يدعوها إلى هذا الحفل. وقامت بالإشارة بإصبعها على أن تموت تلك الفتاه وهي بعمر العامين بعد أن يزيد تعلق الوالدان بها. منذ أن سمعت الأم تلك الكلمات الجافة ولا تستطيع أن تقف عن الدموع والبكاء. فكانت متواصلة حتى أن الملك لم يستطيع أن يهدأها. ولكن مع غضبه الشديد ذهب بمجموعة من الرجال وقاموا بحرق المنزل الخاص بتلك الشريرة بأكمله وتخلص منها ومن شرورها. وقالت واحدة من الجنيات هكذا بطل السحر الخاص بها منذ أن تموت، فلا تخاف لن يحدث أي شئ لتلك الطفلة الجميلة.