إليكم قصص تربوية للاطفال. على الرغم من أن الهدف الأول الذي ترغب فيه الأطفال استماعهم إلى قصص وروايات قبل النوم هو التسلية فقط. لكن على الأهل أن يكونوا أكثر ذكاءً من هذا التفكير المحدود ويقوموا باختيار واحدة منهم صاحبة قيم أخلاقية حتى إن كانت بسيطة. لهذا من خلال هذا المقال من برونزية نعرض عليكم أحد القصص الجميلة والمسلية والتي أيضاً تحمل معاني جميلة وأخلاقيات يجب على الجميع التحلي بها.
محتويات المقال
في يوم من الأيام كانت هناك غابة كبيرة جداً، ومتسعة، وبها العديد من الحيوانات المختلفة. وكانت تعيش في هدوء تام، ويحب الجميع بعضهم البعض، ويساعد كلاً منهم الآخر. كان الجميع أصدقاء ويتسامرون كل ليل كعادتهم منذ الصغر. وفي يوم مشؤوم جاءت قبيلة من الأفراد الأشرار الذين يسعون دائماً وراء خراب البلاد، وتفكك أي مجموعة متحابة.
وقامت بحقن الأسود جميعها ببعض الأدوية المؤذية التي جعلتهم دائماً يريدون الهجوم على الحيوانات الأُخرى، وقاموا بالعديد من المعارك معه، وخططوا لكثير من الحيل حتى يبتلعوهم ولكن استطاعوا أكثر من مرة أن يهربوا جميعاً بسلام. ولكن بعد أن رأت تلك الحيوانات أنه لا مفر من الهروب، وأنه من الأفضل أن يتركوا الغابة بأكملها بعد أن كانت كل شئ بالنسبة لهم. فكانت تحوي طفولتهم الجميلة مع الأهل والأحباب، ومرحلة نضجهم وتعرفهم على بعض، وترحيبهم بأي زائر جديد عليهم. ولكن فكروا أنه في يوم من الأيام سيتمكن الأسود من ابتلاعهم وخسارة الكثير منهم.
فكرت الحيوانات في أن تنتظر الليل وتقوم بالهرب سريعاً، ولم يخبر أي أحداً بمكان الآخر، وبالفعل هربوا وتفرقوا لأماكن بعيدة جداً.
ولكن كان هناك غزالة جميلة جداً لها صديق يدعى سفروت وهو حصان. تفرقا عن بعضهما البعض، ولكن أصبحت الغزالة تبحث عنه في كل مكان. فلا يمكنها العيش بدونه حيث كان صديقها الوحيد، فلا أب ولا أم لها. وبالفعل في يوم كانت في مسيرتها التي تبحث فيها عن سفروت وجدته أنه كان يعيش في بلدة بعيدة إلى حد ما عنها.
ومنذ اللحظة الأولى التي وجدا بعضهما فيه فرحا فرحاً سعيداً، وذلك لأنهم اجتمعوا مرة أُخرى بعد كل الأحداث المرعبة التي صارت معهم من قِبل الأسود. وبدأ سفروت يخبرها عن حيلته للهروب من الغابة، وأنه يعيش وسط مجموعة من الحيوانات الطيبة. فأخبرها أن الساكن بجواره هو النمر، وفي البيت المقابل له الذئب. ولكنها فزعت كثيراً منذ أن عرفت بجيرانه الجدد.
ولكنه طمأنها بأنهم اتفقوا ثلاثتهم مع بعضهم البعض على أن يعيشوا في أمان وسلام، دون إيذاء أي أحد للآخر. فجميعهم أقوياء ولكن العيش بسلام هو أفضل شئ. ولكن مازال الخوف بداخلها ولا تريد أن تظهره لسفروت.
وبينما هو كان في السوق ذهب لشراء كل ما ترغب الغزالة في أكله، وجدت أن الباب يطرق، وعندما سألت من الطارق أخبرها الذئب بأنه جارها جاء مسرعاً منذ أن عرف بالخبر أنها ستسكن معهم ليرحب بها، ويرسل لها بعض من الطعام الذي تفضله. ولكنها رفضت وقالت لن أفتح الباب حتى يأتي صاحب البيت، لأنها تعلم أن هذا الجار ينوي بها الشر. ولا يرغب في أن يُطعمها بل أن يأكلها.
كانت الغزالة تراقب الذئب من بعيد لتجده يجلس أمام المنزل، ويسيل لعابه حيث أنه يريد أن يأكلها. فكرت سريعاً في أحد الحيل. وقامت بالبحث في المنزل عن فرو مثل النمر وبالفعل وجدته، ووضعته على جلدها وقامت بفتح الباب. جاء الذئب مسرعاً، وصُدم عندما جاء ووجد أن النمر هو الموجود ليست الغزالة. فسأله عنها فقال اذهب سريعاً بدلاً من أن التهمك. قال تحت أمرك مولاي، ولكن أرغب في أن أعرف أين ذهب. ردت الغزالة مقلدة لصوت النمر أنها ذهبت إلى بيتي كي تعيش فيه وأنا سأجلس مع الحصان سفروت. تأسف الذئب منه وقال (اعتذر عن تواجدي هنا، واستأذن منه). بعدها ذهب مسرعاً إلى بيت النمر ليأكل الغزالة
ذهب بالفعل الذئب إلى بيت النمر، وأخذ يطرق على الباب كثيراً حتى فتح له. وظن أن الغزالة ارتدت هكذا تختبأ منه. فقال له أنا جائع منذ يومين ولا أرى أفضل منك طعاماً في هذا اليوم. ضحك النمر كثيراً على هذا الكلام، وقال إن كنت تقوى على طعامي فتعالى حتى تأكلني سريعاً. ولكن شك الذئب قليلاً بأن المتحدث هو النمر الحقيقي، وبالفعل أراد أن يتراجع إلى منزله.
ولكنه من المؤسف لا يستطيع أن يتحرك إلى أي مكان حيث أن النمر قد هجم عليه بصورة سريعة جداً، تكاد تكون في لمح البصر. وعرفت القرية كلها بموت الذئب وفرحوا كثيراً حيث كان يضايق الجميع بتصرفاته المزعجة. وفي اليوم التالي سردت الغزالة القصة كاملةً لسفروت وظلوا يضحكون كثيراً على هذا الذئب الذي اعتقد أنه لا يوجد أي حيوان آخر في الغابة أكثر ذكاءً منه. وظلت الغزالة تعيش مع صديقها يتقاسما الحياة، وسعدا فيها كثيراً لأنهم متفاهمين ومتحابين ولا ينوي أياً منهم بالآخر الغدر.
نتعلم من هذه القصة أن نكف عن إيذاء الحيوانات فهي أيضاً كائنات حية لها أسلوب في الحياة، ولها أماكن مخصصة للعيش لابد من عدم الاقتراب منها. كما أننا لابد من أن ندرس أن كل شخص ذكي يوجد آخر أفضل منه وأكثر ذكاءً منه. فلابد من الكف عن المكر والخبث لأنه دائماً يقع بصاحبه في المشاكل والمصائب.