إليكم قصص اطفال للقراءة ، جئنا اليوم لكم بقصة بها الكثير من الدروس المستفادة، ولا يقتصر على الطفل فقط. بل سيتعلم منها الآباء أيضاً، والهدف منها هو عدم إعطاء الحرية الكاملة للطفل منذ الصغر، وبشكل مبالغ فيه. وأيضاً بأن يحتفظ الابن بالآداب العامة. إليكم تلك القصة الجميلة التي يمكنكم قراءتها من على برونزية.
محتويات المقال
في قصراً ما كان يعيش ملك وزوجته وابنه الرضيع. الذي أُنجب بعد العديد من العلاجات الطبية والطرق واتباع الوصفات. حيث كانت الأم لا تنجب، ولكن أراد الخالق سبحانه وتعالى أن يُرزقهم بذرية. وكان هذين الزوجين طيبين جداً، ولا يعرضوا سوى المساعدات والمساندات للجميع.
كما أنهم كانوا أصحاب أخلاق راقية، وسمات فُضلى. الجميع حولهم يحبوهم، ويتمنون لهم كل الخير. وبعد أن علمت الأم أنها حامل قامت بتفريق العديد من الهدايا والخيرات المتواجدة لديها على جيرانها والشعب كله. ولهذا كانت دعوات الأشخاص بأكملهم بأن تكون هذه الذرية صالحة ترعاهم وتحبهم وتحو عليهم كما يفعلوا مع الأفراد جميعهم.
أنجبت الأم ولد جميل لا يوجد مثله في الجمال، وكانت تتمنى له مستقبل باهر، وأن يكون أمير جيد. يحكم البلاد من بعد أبيه بشكل حكيم وعاقل، وأن يتميز بالحنكة ويبهر الجميع بشخصيته الجذابة، وأن يتزوج من فتاه جميلة أيضاً ويعيشا في سعادة كبيرة.
كان الولد مدللاً للغاية، حيث كان يجد كل ما يحتاج إليه، بل وبالزيادة. فلا يمكن لأحد أن يرفض له مطلب مهما كان بعيداً أو صعباً. ولهذا لاحظوا على الولد أنه سيصبح متنمر وذو أخلاق صعبة كثيراً. ولهذا كانت نشأته معقدة، حيث كانوا يأتوا إليه بأفضل المعلمات التي لابد أن تدرّس له، وتعلمه الكثير من العلوم المختلفة. كان يمتنع عن التعليم، ويرفض على الرغم من أن الجميع كانوا يشيدوا بذكاء الباهر. إلا أن كثرة الدلع الذي حصل عليها جعلته يتدلل كيفما يشاء علماً بأنه لا يوجد أحد في هذا القصر بأكمله يستطيع أن يثير غضبه أو يصيح عليه. كانت الناس تنفر من أسلوبه ومعاملته المتكبرة على الرغم من صغر سنه.
ويوماً بعد يوم كان يزيد في هذا الطبع السئ الذي يسلكه، ومحاولات المعلمين لا تنتهي معه. ولكن الأمر كان لا يقتصر فقط على التعليم، حتى أن طريقة المأكل والشرب والملبس مختلفة تماماً عن تلك التي تمنت الأم أن تراها في أبنها. كانت تحزن والدته في كل يوم على تصرفات وسلوكيات هذا الولد. وكانت دائماً تدعو الله سبحانه وتعالى أن يهديه لطريق الصواب. وفي تلك الفترة ظل يصيح هنا وهنا، ويسب ويشتم كل الخدم، وحتى مدربي فنون القتال لن يسلموا من لسانه. ولم يكن يتعلم منهم أي شئ حتى يصبح فارساً مغواراً كما تمناه والده.
كانت كل هذه التصرفات لا يعلم عنها الأب أي شئ، ولكن بعد أن علم ورأي بعينه هذه السلوكيات التي يتبعها. كان الغضب يخرج من عينيه موجهاً إلى هذا الولد الفاسد الذي لا يصلح أن يكون ابن ملك مطلقاً. تحدث معه في البداية بالهدوء وأمره بأن يستمع إلى معلميه، وأن يتناول طعامه بالشكل الذي من المفترض أن يليق بمكانته في المجتمع.
ولكن كان المقابل أنه كان يعاند، وبعد أن استشاط الأب غضباً صاح في وجهه بشكل لم يكن يراه من قبل. وأمر ان يجلس في أكثر الغرف اتساخاً، وأن يعطى له ثياب الخدم، وأن الجميع يتعامل معه بشكل غير لائق. حيث قال له (كما أنك لا تحترم هذه المكانة الراقية التي حصلت عليها، وتمناها الجميع بأن يصبحوا مكانك. أنا أيضاً سأتعامل معك وكأنك لست ابني من هذا اليوم). كن الولد في البداية يتحداهم، ويرى أن والدته ستنقذه وأنه سيخرج من هذه الفترة. ولكن كانت الأم أيضاً موافقة على تصرفات الأب جميعها، فهي ترغب في أن تجد الولد ذو أخلاق راقيه مثلها ومثل أبيه.
عوقب الطفل بطريقة لم يكن يتخيلها يوماً، فقد حرمه والده من كل شئ في هذه الحياة يمكن أن توفر له أحد سبل الترفيه والراحة. وكان يترجى والده بأن يعيده لمكانته المرموقة مرة أُخرى، ولكن كان يجد أن الرد هو رفض الأب. مبرراً هذا الرفض بأنه تمادى فيها كثيراً، وأن الدلال الذي حصل عليه من المفترض أن يجعله شخص حامد لله وشاكراً له. فكثير من الأبناء يتمنون أن يعيشوا مثله.
وبعد أيام عديدة قد تصل إلى الشهر، ومحاولات الابن المستمرة التي لا تنتهي بأنه فعلاً قد فهم الدرس جيداً وافق الأب. ولكن جعله تحت الملاحظة، وعرف أن العقاب قد جاء بالنتائج المرضية معه. فالولد تغير في كل سلوكياته تماماً، وأصبح كما كانت تتمنى الأم بل وأفضل. وأصبح أميراً متعلماً ناجحاً، وكان الجميع يتحدث عن سلوكياته التي تم تعديلها بشكل لا يمكن للجميع أن يصدق هذا الذي يحدث معه.
وفي النهاية أطفالنا الأعزاء يجب علينا أن نفهم الدلال الذي نحصل عليه من قِبل الوالدين يجب علينا أن نستغله بالشكل الأمثل، بحيث نكون أكثر احتراماً، وخُلقاً ولا نتعدى حدود الأدب والأخلاق الذي نعلمها جميعنا.