إليكم قصة مفيدة للأطفال مكتوبة ، لابد من قراءة تلك القصص للأطفال حتى يحصلوا على بعضاً من القيم الأخلاقية الراقية. والتي ستشكل منهم أشخاصاً أسوياء، يعتمدون في مسيرتهم الحياتية على بعض الصفات السامية والراقية التي يحتاج إليها المجتمع في الفترة الأخيرة. نقدم لكم قصتان مفيدتان جداً من برونزية متمنين بأن تنول إعجابكم.
محتويات المقال
يُحكى أنه في قديم الزمان كان هناك رجلاً كبير في العمر لديه ثلاثة أبناء. كان كلاً منهم يعيش في بلد بمفرده وبعزلة تامة دون السؤال عن أخيه أو عن أبيه، على الرغم من أنه كان شيخاً كبيرا يقدر على خدمة نفسه ولكن ماذا سيفعل هذه هي الحياة أحياناً تكون قاسية على بعض البشر.
شعر الأب بالمرض وأنها ستكون آخر أيامه في هذه الحياة، وأراد أن يرى أولاده للمرة الأخيرة. فأرسل لكلاً منهم رسالة يكتب فيها (أُريد أن أراك للمرة الأخيرة يا بني أنا مريض وسأموت خلال أيام). وبالفعل اجتمع الثلاث أخوات من جديد في منزل والدهم. وبدأوا في الحديث ورأوا أن الحياة قد فرقتهم ولكن جعلت منهم أشخاصاً متبلدة المشاعر وقاسية القلب. ولكن كان الأب سعيد جداً لاجتماعهم أمامه وهم يصدرون بعض الضحكات أثناء الحديث. فقال الوالد ( يا أبنائي لقد كبر عمري، وأنا أشعر بأن الله سبحانه وتعالى سيسترد أمانته خلال أيام، وأريد أن أُبلغكم بأمر فأنا لدي كنز كبير خبأته في مكاناً ما. قوموا بالبحث عنه بعد موتي كي تصبحوا أغنياء كما تُريدون منذ الصغر). وبعد أن قال تلك الكلمات، لفظ الشهادة وتوفاه الخالق فوراً.
على الرغم من أنها كانت لحظة مؤثرة كثيراً إلا أنها لم تشغل بال أولاده بنفس المقدار الذي شغلهم بالكنز. فبدأوا بالتساؤل إلى أي مكان قد وصل به أبوكم كي يخبأ كنزه، وكم ستكون تلك الثروة التي نقوم بتوزيعها على ثلاثة كي نصبح أغنياء. شعروا الأولاد بحماسة كبيرة وبدأوا في البحث هنا وهناك.
من أول يوم توفى فيه الوالد قاموا بالبحث والسعي كثيراً. وكان كلاً منهم يملأ قلبه الطمع والرغبة في الوصول إلى هذا المال ليصبح ثري في أقرب وقت.
كان هذا الشعور هو السبب الأول في نشب خلافات ونزاعات كبيرة بين الأخوات الثلاثة، وكانوا يتحدثون مع بعضهم البعض وكأنهم رجال أعمال في مجلس عمل يعقدون الصفقات طوال حديثهم دون انقطاع. دون رحمة أو رأفة أو لين في القلب أو تحريك مشاعر الأخوة بداخلهم. فتلك هي ضريبة الغربة أم أن هؤلاء الأفراد خُلقوا هكذا أم نتيجة لسوء التربية؟.
كان البحث مستمر لمدة شهر، ولكن كان الجميل أنهم متواجدين في بيت واحد. يناولوا طعامهم في نفس الوقت ومع بعضهم البعض. على الرغم من نزاعاتهم إلا أنه مع مرور الأيام بدأت المشاعر تتحرك قليلاً وتكثر مع مرور الوقت. وبدأوا في الاتفاق وعدم الاستغناء عن بعضهم البعض. وقاموا بالدفاع عن بعضهم أثناء هجوم أي فرد غريب عليهم.
بعد مرور شهرين كاملين من البحث والتنقيب عن الكنز دون ملل أو الشعور بتعب أو إرهاق. حتى أن رغبتهم بدأت في التقلص لإيجاده بعد محبتهم لبعضهم البعض. في النهاية وجدوا ورقة مكتوب عليها (الكنز الحقيقي موجود هنا، فقط افتح هذا الظرف). الكنز كان عبارة عن نصيحة ألا وهي أن وحدتكم واجتماعكم مع بعض في الشدائد والأفراح هي الثروة الحقيقية التي لم يمكّني الزمان من صنعها معكم. وأنا اعترف بأن السبب وراء حدوث هذا معكم هو سوء تربيتي لكم). وبالفعل شعور بذلك وظلوا الباقي من عمرهم ملتصقي الأيدي، وكتفهم دائماً بجوار بعض.
كان هناك فتاة في العاشرة من عمرها في غاية الجمال والأناقة، وفي البداية أحبها الجميع لطريقة كلامها ونطقها للحروف المميزة. ولكن من المؤسف أنهم بعد أن قاموا بالتعامل معها شعروا بأنها أنانية جداً.
فكانت دائماً تطلب منهم استخدام أدواتهم أو مشاركتهم اللعب الخاصة بهم وبالفعل كانت تحصل عليها، وعندما يطلب منها أحداً أي شئ تنزعج كثيراً، ولا تقبل. ومع مرور الأيام وتكرار تلك العادة بدأوا الأولاد أصدقائها ملاحظة هذا الأمر. وأيضاً في المنزل فكانت أمها وأبيها يروها تتصرف بشكل أناني جداً مع أخواتها ومع الجميع. ونصحوها كثيراً بأن تكف عن تلك العادة الخاطئة. وأن التعاون والمشاركة من أجمل السمات حتى أن الخالق عز وجل أمرنا بها في كتابه العزيز في سورة المائدة حين قال (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ).
وفي يوم من الأيام أراد أبيها أن يخلصها من ذلك السلوك الخاطئ من خلال حيلة صغيرة. فجمع أولاده وأصدقاءهم وحفزهم بأن يقوموا بزراعة شجرة صغيرة، وأجمل واحدة ستحصل على مبلغ مالي كبير منه. تحمس الجميع وبدأوا في الزراعة. وكانوا يتبادلوا الأدوات والآراء مع بعضهم البعض إلا تلك الفتاة. وبعد مرور الزمن المحدد وجدوا أن الجميع ذات أشجار في غاية الجمال إلا هي لأن الجميع تعاون وتشاور حتى حصلوا على أروع النتائج. وفازوا جميعاً بالمبلغ المالي إلا هي. وبعد أن شعرت الفتاة بالأسف اعتذرت من والدها ومن الجميع، وطلبت منهم أن يتقبلوا هذا الاعتذار بصدر رحب. والدرس المستفاد من هذه القصة هي أن نكون دائماً عوناً لبعضنا البعض كما كان يفعل رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.