نعرض عليكم قصة مصورة للاطفال ، فدائماً يحب الأطفال عند قراءتهم للقصص قبل النوم أن تكون مصورة ظناً منهم أن تلك الأبطال ستأتي إليهم في المنام ليلاً، أو يفكر البعض في أنه يحب أن يرى أشكال تلك الأبطال فيراهم في مخيلته الصغيرة وكأنهم خارقين وذو ملامح غير مألوفة عن البشر. ولهذا قد أتينا إليكم في هذا المقال من برونزية بقصة كاملة مع الصور الخاصة بها.
محتويات المقال
كان يا مكان يا سعد يا إكرام ما يحلى الكلام إلا بذكر نبي الله محمد عليه الصلاة والسلام. كان هناك ولد يسمى علاء الدين من أسرة فقيرة جداً، وكان مشرد الهيئة ومستهتر كثيراً. وكان له عم يعيش حارس في أحد قصور الملوك. ولكنه كان السبب في نشأة الولد بهذا الشكل لأن والدي هذا الولد توفاهم الله فكانت أكثر الصفات الموجودة في عمه هي الأنانية ولا يحب الخير لغيره. وكان قاسي القلب كثيراً، ويحقد على كل شخص موجود في القصر. وكان الولد يصطحب صديقه القرد ويسير به في الشوارع ليقوم ببعض الحركات والعروض، ويحصل على قليل من الأموال من الناس. وفي مرة من المرات أثناء تقديمه لتلك العروض وجد فتاه مع حارسها في غاية الجمال تشاهده وتراقبه من بعيد، وعندما سأل عنها لم يجد أحداً يعلمها، ولكنه قرر أن يراقبها حتى علم أنها تسكن في قصر الملك.
وفي يوم من الأيام سمع عم علاء الدين الملك يتحدث مع ابنته عن وجود كنز في القصر الخاص به، ولكن لا يعرف أين مكانه فقد علم هذا من أحد العرافين. طلب عمه من علاء الدين أن يأتي معه في القصر ويبحث عن الكنز ويقتسماه سوياً، فهم يعانوا من الفقر الشديد، وأقنعه أن هذا الكنز ملك لمن يجده ليس لصاحب القصر فقط. فهو عاش العمر كله ولم يعرف أن هناك كنز مدفون في بيته. وبالفعل اقتنع هذا الولد بالكلام وذهب معه، وبدأ في عملية البحث. وبينما كان الولد منهمك في البحث دخل أحد المغارات الموجودة في القصر وفجأة أُغلق الباب عليه، وحاول مراراً وتكراراً فتحه ولكن لم يستطيع. وصار يصرخ ويصيح بأن يساعده أحد ولكن لا جدوى من ذلك.
بعد أن صاح وصرخ كثيراً، ولم يرد عليه أحد. ظل يجلس كثيراً، وبدأ في البحث مرة ثانية على الكنز. وبينما هو يبحث وجد فانوس صغير. فأمسك به وظل يدلك فيه ويلعب به حتى وجد الكثير من الدخان الذي يخرج منه، وكان مبعثر في كل مكان وبشكل كثيف. وفجأة اختفى كل هذا الضباب ووجد جن يخرج منه ويقول له (شبيك لبيك عبدك بين أيديك).
خاف الولد كثيراً، وارتعب من كل الأجواء التي تحدث أمامه وهو بمفرده لا يجد أي شخص بجواره. ووقع مغشياً عليه، ولكن سرعان ما أفاقه هذا الجن، وقال له أنه جاء ليخدمه لا ليؤذيه، وطلب منه ألا يخاف مطلقاً فهو أِبه بصديقه القرد. فرح علاء الدين كثيراً لما قاله هذا الجن، وسأله إن كان بإمكانه أن يحض له كل ما يطلبه. فأجاب: نعم.
وبعدها أخذ يفكر كثيراً، وطلب منه أن يخرجه من هذه المغامرة، وبالفعل خلال ثواني كان علاء الدين في منزله أعلى سريره، وذُهل كثيراً لما يصير حوله. وأخذ يتحدث معه كثيراً، وطلب منه أن يلبسه ملابس جيدة، ويجعله يرى تلك الفتاة الجميلة التي رأها في أحد العروض، فكان علاء الدين مفتوناً بها كثيراً. ولكن الجن أخبره بأنها ابنة الملك، ويجب عليه ألا يقع في غرامها لأنها ذات شأن عالي.
ولكن أصر لو أن يتحدث معها لمرة واحدة، وبالفعل أخذه على البساط السحري، ووجدها في القصر أميرة جميلة يحترمها الجميع، ويستمعوا لأوامرها. وبدأ التحدث معها وأخبرها أنه مغرم بها منذ اللحظة الأولى التي رأها في السوق. وأخبرها أن هناك كنز في ذلك القصر بالفعل فقد وجده في المغارة بينما كان يبحث فيها، وأخبرها عن الحقيقة كاملة. كما أنه أخبرها بقصة عمه الذي يريد أن يسرق مالهم. فرحت كثيراً هي بكل ما تسمعه، وطلب منها فقط أن تذهب معه في رحلة ساحرة على البساط السحري الذي أحضره هذا الجني.
صعد بها إلى السماء عالياً، وكانت في فرحة عارمة لا تستطيع تصديق ما هي فيه الآن. وبعد ذلك ذهبوا إلى والدها وأخبروه بكل شئ؛ من حيث مكان الكنز وأيضاً بالنسبة للنوايا الشريرة التي توجد بداخل قلب عمه لهم. وأمر الملك بأن يحتجز هذا الحارس في داخل السجن، وكافئ علاء الدين على مدى إخلاصه وأمانته. وطلب منه الولد أن يسامحه لأنه في البداية وافق على طلب عمه وبدأ في البحث عن الكنز. قبل الملك هذا الاعتذار بكل صدر رحب.
ولكن أخبره الولد بقصة الجن وأنه يستطيع أن يكون معه أموال طائلة، وقصر في أفخم الأماكن بداخل مدينتهم، فكان طلبه الوحيد أن يتزوج من ابنته الأميرة الجميلة. فطلب الملك منه أن يرعاها ويحافظ عليها، وقال أن المال ليس شرطاً لتحقيق السعادة، وإنما هي لشراء الأغراض فقط. وتزوجا بالفعل وعاشوا في تبات ونبات وأنجبوا البنيين والبنات.