محتويات المقال
تعتبر ليلة القدر هي واحدة من بين الليالي المباركة، والتي ينتظرها المسلمون ما بين العام والآخر، لأن فيها مغفرة من الله، وفضل كبير، وعفو وعتق من النيران، لذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة تحري ليلة القدر، وتكثيف الصلاة والدعاء في الأيام الأخيرة من الشهر، والتي يصادف بها وجود تلك الليلة المباركة، ولقد وردت بعض الأحاديث النبوية التي توضح علامات ليلة القدر، وهذا ما يجعل الكثير يهتمون بمعرفة علاماتها، وذلك من قول المصطفى صلى الله عليه وسلم، لتكون علامات مؤكدة وصادقة، ومن أبرز تلك الأحاديث الآتي:
عن بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه أنَّه قال: ((… أخبَرَنا رسولُ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّها تطلُعُ يومَئذٍ لا شُعاعَ لها)).
وفي رواية أخرى: عن أبي بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (سَمِعْتُ أُبَيَّ بنَ كَعْبٍ يقولُ: وَقِيلَ له إنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ مَسْعُودٍ يقولُ: مَن قَامَ السَّنَةَ أَصَابَ لَيْلَةَ القَدْرِ، فَقالَ أُبَيٌّ: وَاللَّهِ الذي لا إلَهَ إلَّا هُوَ، إنَّهَا لَفِي رَمَضَانَ، يَحْلِفُ ما يَسْتَثْنِي، وَوَاللَّهِ إنِّي لأَعْلَمُ أَيُّ لَيْلَةٍ هي، هي اللَّيْلَةُ الَّتي أَمَرَنَا بهَا رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-بقِيَامِهَا، هي لَيْلَةُ صَبِيحَةِ سَبْعٍ وَعِشْرين، وَأَمَارَتُهَا أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ في صَبِيحَةِ يَومِهَا بَيْضَاءَ لا شُعَاعَ لَهَا).
وفي رواية أخرى: لِمُسلمٍ عن أبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((وأمارَتُها أن تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يَومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها)).
اقرأ أيضًا: أجمل أدعية ليلة القدر مكتوبة
وبعد أن ذكرنا لكم صحة حديث علامات ليلة القدر فإن هناك الكثير من العلامات المختلفة التي أوضحها لنا النبي الكريم، وذلك من خلال مجموعة من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي سوف نوضحها لكم من خلال النقاط الآتية:
عن أبَيِّ بنِ كَعبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((وأمارَتُها أن تطلُعَ الشَّمسُ في صبيحةِ يَومِها بيضاءَ لا شُعاعَ لها)).
أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قلت لزر: ما الآية قال تطلع الشمس صبيحة تلك الليلة ليس لها شعاع مثل الطست حتى ترتفع ).
عن ابن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في ليلة القدر: ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة و لا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء (رواه البيهقي وصححه الألباني).
عن جابر – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: إني كنت أُرِيت ليلة القدر ثم نسيتها وهي في العشر الأواخر وهي طلقة بجة لا حارة ولا باردة كأن فيها قمراً يفضح كواكبها لا يخرج شيطانها حتى يخرج فجرها).
إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5).
عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: في ليلة القدر: إنها ليلة سابعة أو تاسعة وعشرين إن الملائكة تلك الليلة في الأرض أكثر من عدد الحصى ).
وجاء ذلك استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف: عن عبدِ اللهِ بنِ أُنَيسٍ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((أُرِيتُ ليلةَ القَدْرِ ثمَّ أُنْسِيتُها، وأُراني صُبْحَها أسجُدُ في ماءٍ وطِينٍ، قال: فمُطِرْنَا ليلةَ ثلاثٍ وعِشرينَ، فصلَّى بنا رسولُ الله، فانصرَفَ، وإنَّ أثَرَ الماءِ والطِّينِ على جَبهَتِه وأنفِه)).
إن موعد ليلة القدر هي من الأمور الغيبية، والتي لا يعلمها سوى الله سبحانه وتعالى، وذلك حتى يجتهد المسلم في العبادة كافة الأيام الأخيرة من الشهر، ولكن الرسول قد أخبر المسلم بالعديد من العلامات الخاصة بها، وذلك حتى يكون بإمكانه التعرف عليها، ولكن العلماء أجمعوا على أن ليلة القدر من الليالي المتغيرة، فهي لا تكون ليلة محددة، فقد تكون ليلة وترية، السابعة والعشرون، أو الثالثة والعشرون، أو الخامسة، وذلك استدلال بالحديث الشريف:
عنِ ابنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((التَمِسُوها في العَشرِ الأواخِرِ مِن رمضانَ، ليلةُ القَدْرِ في تاسعةٍ تبقى، في سابعةٍ تبقى، في خامسةٍ تبقى)).
اقرأ أيضًا: ما هو وقت ليلة القدر الصحيح
وجاء ذلك من خلال الحديث: قول أُبيُّ بنُ كَعبٍ رضِيَ اللهُ عنهُ في لَيلةِ القَدْرِ: «واللهِ، إنِّي لأَعلمُها، وأكثرُ عِلمي هي اللَّيلةُ التي أَمرَنا رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ بقِيامِها، هي ليلةُ سَبعٍ وعِشرينَ».
كما أن العلماء استدلوا لحديث آخر، وهو عن أبي هُرَيرَةَ رضِيَ اللهُ عنهُ قال: تَذاكَرْنا ليلةَ القَدْرِ عند رسولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّمَ. فقال: «أيُّكم يَذكُرُ حين طلَع القمرُ وهو مِثلُ شِقِّ جَفْنَةٍ؟» رواه مسلم.