شروط قبول العمل عند الله يبحث الكثير من الأشخاص عن هذه الشروط، وذلك لأن العمل والعبادة لله سبحانه وتعالى ولا تجوز لأي أحد غيره، وذلك لأن الله هو الخالق وهو الذي يدبر كل الأمور، وعبادته لابد أن تتم من ضمن مجموعة من الشروط والضوابط، والآن سوف نتعرف من خلال مقالنا اليوم عن كل ما يتعلق بهذا الموضوع.
شروط قبول العمل عند الله
لكي يتم قبول العمل عند الله لابد وأن يتوافر شرطين وف نقوم بالتعرف عليهما الآن:
الشرط الأول
- يجب أن يكون عمل الفرد مطابقاً لكل ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.
- حيث أنه لا يقبل العمل المخالق لنصوص الشريعة وللقرآن الكريم، ولا يقبل العمل الذي أحدثه المبتدعون في الشريعة وأحكام الدين.
- وأكبر دليل على ذلك قول الله تعالى:
(الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ).
- وقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
(مَن عَمِلَ عَمَلًا ليسَ عليه أمْرُنا فَهو رَدٌّ).
الشرط الثاني
- يتمثل في القيام بإخلاص النيه لله تعالى وعدم الشرك في عبادته، وذكر ذلك في العديد من آيات القرآن الكريم والسنة النبوية، حيث قوله تعالى:
(وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ ۚ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
(مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ ۖ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ).
- ودليل أخر قول سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم:
(إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ، وإنَّما لِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى، فمَن كانَتْ هِجْرَتُهُ إلى دُنْيا يُصِيبُها، أوْ إلى امْرَأَةٍ يَنْكِحُها، فَهِجْرَتُهُ إلى ما هاجَرَ إلَيْهِ).
قبول الأعمال الصالحة
يوجد العديد من العلامات التي تدل على قبول العمل الصالح، وهذه العلامات سوف نقوم بالتعرف عليها الآن:
زيادة في الطاعة
- أبرز دليل على قبول العمل الصالح هو إقبالك الدائم عل القيام بالكثير من العبادات.
- حيث قال الشيخ الحسن في ذلك ما يلي:
(إنَّ مِن جزاءِ الحسَنةِ الحسَنة بَعْدَها، ومِن عقوبةِ السيئةِ السيئةُ بعدها، فإذا قبل اللهُ العبدَ فإنه يُوفِّقه إلى الطاعة، ويَصْرفه عن المعصية).
الابتعاد عن الرجوع للذنب
- في حالة قيامك بتذكر ذنوبك والندم على ارتكابها، وشعورك بالسعادة لأنك ابتعدت عنها يكون ذلك أكبر دليل على أن كل أعمالك الصالحة تم قبولها.
- لكن في حالة قيامك بتذكر الذنوب والمعاصي وكان لديك رغبة في التلذذ بها من جديد، وشعورك بالسعادة عند تذكرها يكون ذلك دليل على أن أعمالك الصالحة لم تقبل.
طهارة القلب
- في حالة قبول أعمالك الصالحة سوف ينظف قلبك من جميع الأعمال الفاسدة والأمراض.
- وسوف يطمئن قلبه لأنه شديد اليقين بالله ويعلم بأن الأقدار والقضاء بيد الله.
الثبات على طاعة الله
- عندما تقبل أعمالك الصالحة فسوف تثبت على قيام الأعمال الصالحة.
- وسوف ترفض القيام بفعل المعاصي لأن من مات على شيء بعث غبيه يوم القيامة.
إخلاص العمل إلى الله
- عندما تخلص في أعمالك ولا تجعل أي أحد من الخلق يتدخل بها هذا يعني أن أعمالك الصالحة تم قبولها.
تذكرك للآخرة
- من أبرز العلامات التي تدل على قبول العمل الصالح هو تذكرك لليوم الآخر، وتذكرك لوقوفك بيم يدين الله عز وجل.
- وتخاف من السؤال وتقوم بمحاسبة نفسك على كل كبيلاة وصغيرة قبل أن تحاسب في يوم القيامة.
أساس قبول العمل هو
أما بالنسبة لأساس قبول العمل الصالح سوف نقوم بالتعرف عليهم الآن:
- يشترط أن تكون الأعمال الصالحة معتمدة على أساس الأمر بالمعروف والنهي على المنكر.
- بالإضافة إلى الالتزام بكل أركان الإيمان، والتي تتمثل في الإيمان بالله سبحانه وتعالى بأنه الواحد الأحد ليس له شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
- إلى جانب الإيمان بالملائكة، والإيمان بالأنبياء والرسل الذين قام الله باختيارهم حتى يكونو أنبياء له في الأرض.
- الإيمان بالكتب السماوية التي قام الله بإنزالها على الأنبياء السابقين.
- بالإضافة إلى الإيمان باليوم الآخر وهو يوم القيامة والحساب، والإيمان بقضاء الله وقدرة الخير منه وشره.
كيفية تحقيق أسباب القبول في الأعمال
طريقة تحقيق أسباب قبول الأعمال تتمثل فيما يلي:
- يجب أن يتم القيام بالاستعانة بالله سبحانه وتعالى في الإخلاص والطاعة.
- يجب أن يقوم المسلم بمراجعة نيته ونفسه في كل عمل وكل عبادة يقوم بها.
- يجب أن يتم التأكد من الأحاديث النبوية صحيحة قبل أن يتم القيام بنشرها والعمل بها.
- يجب أن يتم القيام بالإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، وكثرة الاستغفار.
- يلزم أن يتم القيام بحضور المجالس الدينية ودروس تعليم الشريعة.
- القيام بالدعاء في السر والعلن وفي كل وقت من الأوقات.
معينات على العمل الصالح
يوجد مجموعة من المعينات التي يجب على الفرد أن يقوم بها ويتمسك بها، وهذه المعينات تتمثل فيما يلي:
- يجب أن يتم التخفيف على النفس من خلال القيام بالعبادة، ويجب على الإنسان إلا يحمل نفسه مشقة العبادات وذلك لا يصل لمرحلة الكسل والملل عن العبادات.
- يلزم أنم يتم القيام بالتعرف على جميع فوائد وثمرات العمل الصالح، وذلك لأن الإنسان إذا قام بالتعرف على فائدة ما يفعله من أعمال والتعرف على ثوابه مما يجعله يلتز بقيامه ويستمر به.
- الاهتمام بمخالطة الناس الصالحين، والعيش في مكان صالح، فكما يقال الإنسان ابن بيئته.
- الخوف من سوء الخاتمة، فهذا يساعد الإنسان على الثبات والمداومة بالعمل الصالح.
- يجب أن يتم القيام بالإكثار من الاستغفار ومن ذكر الله عز وجل، فهذا العمل سهل وبسيط لكن منافعة عظيمة، وذلك لأنه يزيد من الإيمان في قلب الفرد.
- يجب أن يتم الإلحاح على الله بالدعاء والمسألة، فقد أثنى الله عز وجل عى الراسخين بالعلم وذلك لأنهم يدعونه ويقومون بقول:
“رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ”.
- يجب أن يتم القيام بالقراءة في أعمال الصالحين، وخصوصاً الصحابة رضي الله عنهم، وذلك لأن الله يرسل في نفسهم العزيمة والهمة.
- الاهتمام بالذهاب وحضور مجالس الذكر والعلم والمحاضرات الدينية وغيرها.
- الابتعاد عن ما يفسد القلب مثل الغناء والطرب واللهو، والابتعاد عن أصدقاء السوء الذين يدعون الإنسان لفعل المعاصي والفواحش والمنكرات والآثام.
أحاديث عن إخلاص النية
يوجد العديد من الأحاديث النبوية التي تتكلم عن إخلاص النية إلى الله في العبادات والأعمال:
- لقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها وبلَّغها فرُبَّ حاملِ فقهٍ إلى من هو أفقهُ منه ثلاثٌ لا يغلُّ عليهنَّ قلبُ مسلمٍ: إخلاصُ العملِ للهِ ومناصحةُ أئمةِ المسلمينَ ولزومُ جماعتِهم فإنَّ الدعوةَ تحيطُ من ورائِهم).
- قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيما رواه عن ربه تبارك وتعالى:
(أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).
وهنا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا عن شروط قبول العمل عند الله وتعرفنا على كل الأمور التي تتعلق بالأعمال الصالحة عبر مجلة البرونزية.