شروط الغرر المؤثر حيث يعتبر الغرر من أبرز الأحكام الشرعية التي لا يعرفها الكثير من الأشخاص، ولا يعرفون معناها ولا شروطها، والآن سوف نتعرف من خلال مقالنا اليوم عن كل ما يتعلق بهذا الموضوع.
محتويات المقال
شروط الغرر المؤثر
الغرر لا يكون محرم إذا توفرت فيه مجموعة من الشروط التي سوف نتعرف عليها الآن:
يشترط ألا تدعو لعقد حاجة
وأبرز مثال على هذا الشرط هو شراء الدار بالإضافة إلى أساسه.
وبالرغم من هذا فهو لا يعلم مدى قوة الأساس ولا حتى ضعفه، ولكن من الممكن أن يتم بيعه إذا كانت هناك حاجة تستدعى لذلك.
وتم الإجماع على هذا من قبل كل علماء الأمة تبعاً للإمام النووي.
يجب أن يكون كثير
ومثال على هذ الشرط هو القيام بدخول الحمام من خلال القيام بدفع أجرة محددة مفروضة على كل من يقوم بالدخول إلى الحمام.
بالرغم من اختلاف مدة بقاء الأشخاص في الحمام، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأجرة تكون من خلال إجماع العلماء.
وذلك لأن اختلاف الناس في هذه الحالة يكون بسيط لا يؤثر على العقد.
يجب أن يتم القيام بعقد معاوضة ليس في عقد تبرع
وأبرز مثال على هذا الشرط هو الخلع والنكاح.
ففي هذه الحالة لا يكون الغرر مؤثر في العقد وذلك لأن المال لا يكون مقصود في حد ذاته.
يشترط أن يكون على المعقود أصالة
ومثال على هذا الشرط هو بيع الحمل وهو في البطن ويكون منهي عليه بالإجماع.
كما أن النووي نقل ذلك لأنه يمكن ألا يكون حملاً، وفي حالة إن كان حمل فهو يكون مجهول القدر.
تعريف الغرر
يتساءل الكثير من الأشخاص عن تعريف الغرر، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على مفهوم الغرر بالتفصيل:
الغرر في اللغة يكون معناه الخطر وهو معناه الذي لا يدرى أيكون أم لا يكون، أي غرر بنفسه وبماله تغريراً وتغرة.
ومعناها يكون تعرضها للهلاك، لكن معنى الغرر في الاصطلاح يكون الأمر الذي يكون مستور العاقبة، أو الأمر المجهول من العاقبة.
وكلاً منهم يكون لهم نفس المعنى، حتى وإذا اختلفت كل ألفاظه بشكل بسيط، وقد جاءت الكثير من الأحاديث الشرعية التي تنهينا عن الغرر.
أو تكون من خلال النهي عن الغرر بشكل نهائي، على سبيل المثال الحديث النبوي الشريف الذي جاء عن أبو هريرة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم حيث أنه قال:
“نَهَى رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن بَيْعِ الحَصَاةِ، وَعَنْ بَيْعِ الغَرَرِ”.
أو نهياً خاص يتعلق بمجموعة من المعاملات التي يحدث فيها الغرر، أو ما جاء في الحديث النبوي الشريف عن عبدالله بن عمر عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال:
“نَهَى عَنْ بيعِ حَبَلِ الْحَبَلَةِ”.
أقسام بيع الغرر
الغرر ينقسم إلى ثلاثة أنواع سوف نتعرف عليها الآن بالتفصيل:
القسم الأول يكون ممتنع بالإجماع مثل سمك الماء، وطير الهواء.
لكن القسم الثاني يكون جائز بالإجماع مثل حشو الجبة المغيبة، أساس الدار المبيعة أو نقص الشهو وإكمالها في إجارة الدار أو نحوها.
بالإضافة إاى اختلاف الاستعمال في الماء خلال دخول الحمام أو القيام بالشرب من السقاء.
أما بالنسبة للقسم الثالث فهو يكون مختلف سواء في إلحاقه بالقسم الأول أو بالقسم الثاني.
وقد قال ابن تيمية بأن الغرر يكون له ثلاثة أنواع النوع الأل المعدوم مثل حبل الحلبة واللبن.
والنوع الثاني يكون المعجوز عن تسليمه مثل الأبق.
والثالث يكون المعين المجهول جنسه، أو المجهول المطلق، أو قدره مثل قول بعتك كل ما في بيتي.
الغرر في العقود
أما بالنسبة للغرر في العقود فسوف نتعرف عليه الآن بالتفصيل من خلال النقاط التالية:
الغرر في عقود البيع يضم كلاً من المبيع والسعر.
كما أن الغرر في محل العقد فهو يعود إلى الجهل به، لهذا السبب اشترط العلماء والفقهاء لكي تكون عقود البيع صحيحة يجب أن يتم التعرف على المحل.
ويعود الغرر في المبيع إلى عدم العلم بالبيع وبجنسه أو بصفته أو بنوعه أو بمقداره أو بأجله.
أو يكون من خلال عدم التمكن من تسليمه، أو القيام بالتعاقد على المحل المعدوم أو عدم التمكن من رؤيته.
وأبرز مثال على ذلك القيام ببيع ثوب من الثياب المختلفة، أو القيام ببيع شاه من قطيع، حتى وإن كان معرةف الجنس فهو يكون مجهول في الذات.
ما يستثنى من بيع الغرر
يوجد مجموعة من الحالات التي تستثنى من بيع الغرر، وهذه الحالات تتمثل فيما يلي:
في حالة أن كان البائع حقيراً.
أو ما يتسامح بمثله إذا كان لحقارته، أو للتعب والمشقه في تعيينه وتمييزه.
أو من لا يتم الاحتراز منه إلا بتعب وبمشقة تبعاً للقاعدة الأصولية التي تنص على أن المفسدة تكون مقتضية للتحريم إذا قامت حاجة راجحة بمعارضتها.
في حالة القيام ببيع الدابة الحامل.
أو المغيبات الموجودة في الأرض سواء كانت من الثمار التي تظهر أو المقاثي.
أنواع الغرر
الغرر يكون له العديد من الأنواع التي سوف نتعرف عليها الآن بشكل مفصل:
يوجد نوع يتمثل في بيع المعدوم إذا قام بالغرر مثل حمل الناقة التي لا تحمل.
ونوع آخر يتمثل في بيع الغير مقدور على القيام بتسليمه:
أنواع أخرى للغرر
تتمثل هذه الأنواع فيما يلي:
بيع المجهول
أن بيع المجهول والجهالة ببيع الغرر يكون له العديد من الأشكال المختلفة التي سوف نتعرف عليها الآن:
أن تكون بسبب الجهل في الأجل مثل القيام بإيجار بيت دون فترة محددة، أو القيام بشراء سيارة مع عدم الاتفاق على الموعد الخاص بتسليم النقود.
ويمكن أن تتمثل في عدم علم الشيء المعقود عليه، متل القيام بتأجير شقة من الشقق التي يمتلكها دون أن يتم تحديد إذا كانت الشقق مختلفة أم لا.
أو في حالة القيام بعدم تحديد الثمن.
أو بسبب عدم العلم بوصف الشسء المعقود عليه.
بيع الإنسان
معناها يكون القيام ببيع سلعة محددة لا تكون موجودة خلال وقت العقد.
ثم يقوم بشرائها من السوق لكي يقوم بتسليمها للشخص المشتري.
وهذا النوع يقوم بالدخول إلى الغرر لأنه لا يوجد السلعة نفسها فيعجز الشخص عن التسليم.
بيع الغرر في الاقتصاد الإسلامي
أما بالنسبة للغر في الاقتصاد الإسلامي فسوف نتعرف عليه الآن بالتفصيل:
في الاقتصاد الإسلامي يتم القيام بمتابعة الغرر في العديد من المعاملات كالعقود الأجلة.
أو البيع الغير مكشوف، أو أشكال المضاربة، وبما أنها تنطبق على عدم اليقين والثقة فهي تكون غير جائزة أو غير صالحة.
وبالرغم من أن أكثر المنتجات التي تكون مرنتبطة بعدم اليقين محرمة، فيوجد العديد منها التي تكون جائزة.
وهي تكون عبارة عن أجزاء حيوية متعلقة بالحياة الاقتصادية، كما أنه يتمكن البائع من بيع كل المواد كالقمح والملح للمشتري في أي وقت.
وهنا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا عن شروط الغرر المؤثر وتعرفنا على كل المعلومات التي تتعلق بالغرر وأنواعها وأقسامها وكل الأمور الأخرى من خلال مجلة البرونزية.