شروط الحج للمرأة في الإسلام هي من الأمور التي يبحث عنها الكثير من السيدات، وبالأخص مع اقتراب موسم الحج، حيث إن هناك بعض المعايير والضوابط التي تتعلق بأداء الحج بالنسبة للمرأة، والتي سوف نوضحها لكم بالتفصيل من خلال السطور القادمة.
محتويات المقال
شروط الحج للمرأة في الإسلام
وهناك مجموعة من الشروط الهامة، والتي تم وضعها للمرأة بالأخص الراغبة في أداء فريضة الحج، حيث إن الحج يختلف في الشروط ما بين الرجل والمرأة، فهناك شروط عامة، وشروط خاصة بالنساء، والتي تكون على هذا النحو الآتي:
1- وجود المحرم
يعتبر المحرم هو واحد من بين الشروط الهامة التي يجب أن تكون متوافرة مع المرأة الراغبة في الحج.
وهناك اختلاف كبير في آراء العلماء حول وجود المحرم كشرط أساسي للحج أم لا.
فهناك من يرى أنه يمكن للمرأة الحج من دون محرم ولكن بشرط أن تكون في رفقة آمنة، أو مجموعة من النساء.
وذهب الحنفية والشافعية إلى ضرورة وجود المحرم، والذي يسافر مع المرأة إلى الحج.
ويقال أن هناك مجموعة من الشروط التي يجب أن تتوافر في المحرم أيضًا، ومن أهمها أن يكون بالغ، عاقل، ومسلم.
وفي حالة إن لم يكن لها محرم، فهنا يجب عليها أن تقوم بإنابة شخص عنها للحج، وهذا ما رآه بعض العلماء.
والبعض الآخر يرون أنها يمكن أن تسافر وتتم حجها وفرضها، ولكن مع مجموعة آمن، بشرط أن تكون ظروف السفر والطريق ميسر أمامها.
2- موافقة الزوج
كما أن موافقة الزوج هي واحدة من ببن الشروط الهامة التي يجب أن تكون متوافرة في حج المرأة.
ويجب العلم أنه من حق الزوج الرفض أو القبول لحج زوجته.
وفي حالة إن رفض الزوج أن تؤدي المرأة الحج، فإنه وجب عليها طاعة الزوج.
3- أن تكون غير معتدة
ومن ضمن شروط الحج للمرأة هو ألا تكون معتدة، أي لا تكون في فترة العدة.
فمن المعروف أن المرأة المطلقة يكون لها فترة عدة، وبالتالي لا يحل لها الذهاب لتأدية فريضة الحج في تلك الفترة.
كما أنه إضافة إلى ذلك المرأة التي توفي عنها زوجها، وكانت أيضًا في فترة العدة.
وعليها الانتظار للعام الذي يليه، أما في حالة إن كانت قد أحرمت، فإنه في تلك الحالة تكمل حجها.
لكن يكون عليها إثم الخروج في فترة العدة، وعليها التوبة والاستغفار إلى الله، ولكن حجتها تكون صحيحة.
4- شروط عامة للحج
وهناك مجموعة من الشروط الأخرى المختلفة، والتي تعتبر من شروط الحج الأساسية والهامة.
ومن بينها الإسلام، أي أن تكون المرأة مسلمة، وأيضًا عاقلة، فلا يجوز الحج لغير العاقل.
ويشترط أيضًا أن تكون بالغة، فالحج هو مثله مثل كافة الفرائض الأخرى التي تكتب على البالغين فقط.
ويشترط كذلك أن تكون المرأة مستطاعة، وذلك لأنه من الفروض الواجبة لمن يستطيع فقط، وهنا يمكن القول بأنها الاستطاعة من الناحية المادية.
وأيضًا الاستطاعة من الناحية البدنية، بأن تكون المرأة قادرة على تغطية تكاليف الحج والسفر والطعام والتنقل.
وأن تكون أيضًا قادرة على السفر من حيث الحالة الصحية والبدنية، والقدرة على التنقل، وأيضا توافر الطريق الآمن لها والميسر.
وإضافة إلى تلك الشروط أيضًا فإن الحج مفروض على الأحرار، فإن كانت جارية لا يجوز لها الحج إلا أن تصبح حرة، وكذلك الحال للرجل أيضًا.
شروط صحة الحج للمرأة
وهناك مجموعة من الشروط والمعايير الهامة التي تتعلق بحج المرأة، وذلك لأنها قد تتعرض إلى بعض الظروف خلال رحلة الحج، ومن بين تلك الشروط التي تساعد على صحة الحج الآتي:
لا بد من أن يكون وقت الحج قد حل، ومن المعروف أن للحج وقت معلوم وأيام محددة.
وكذلك أن يتم أداء مناسك الحج بالشكل الصحيح، وأهمها الطواف حول الكعبة، وأيضًا الوقوف بعرفات.
وكذلك لا بد من الإحرام، وهو يعتبر النية الخاصة بدخول الحج، ويكون له العديد من المعايير الخاصة به.
ومن أهمها هو عدم لبس الثياب التي تحتوي على مخيط، وكذلك عدم قص الأظافر، أو الجماع.
وكذلك تكون المرأة طاهرة، وأما في حالة إن حاضت المرأة، فإنها بذلك يمكنها أن تؤدي كافة فرائض الحج، ما عدا الطواف حول الكعبة، وأيضًا السعي بين بين الصفا والمروة.
حكم الحج للمرأة الحائض
وقد تتعرض الكثير من السيدات إلى مثل هذا الأمر عند السفر لأداء الحج، وفي تلك الحالة تتساءل الكثير عن الأمر الذي يجب فعله في حالة وجود الحيض، وهل بذلك تمتنع عن أداء الحج، ولكن يمكن التعرف على ما يجب على المرأة فعله في حالة وجود الحيض أثناء الحج، والذي يمكن توضيحه في النقاط الآتية:
يمكن للمرأة أن تفعل بعض مناسك الحج، والبعض الآخر لا يجوز لها تنفيذه خلال فترة الحيض.
حيث يمكن للمرأة أن تحرم، وأن تقف أيضًا بعرفات، ويحل لها المبيت بالمزدلفة، وأيضًا رمي الجمرات.
كل ذلك مسموح لها في الحج، ولكن لا يسمح لها الطواف حول الكعبة، وكذلك السعي بين الصفا والمروة.
وذلك لأنه من أركان الحج أن يكون السعي بين الصفا والمروة بعد الطواف مباشرة، ولا يجوز لها ذلك إلا بعد أن تطهر.
وفي حالة إن طافت المرأة، ولكن أتاها الحيض بعد أن انتهت من الطواف، ففي تلك الحالة يكون عليها أن تسعى بين الصفا والمروة، وذلك لأنه من الأركان التي لا تحتاج إلى الطهارة.
ولو رمت المرأة الجمرات وهي حائض، وبعدها قامت بتقصير الشعر، فإنها بذلم تحل من الإحرام.
كما أنه يجل لها كل الذي كن محرم عليها، ما عدا الجماع مع زوجها، لأنه لا يحل لها إلا بعد أن تطوف طواف الإفاضة.
وفي حالة إن جامعها زوجها قبل طواف الإفاضة يجب عليها ذبح شاة في مدينة مكة، وذلك كنوع من أنواع الفدية.
أما إن أتاها الحيض بعد أن كانت أقضت طواف الإفاضة، فإنه في تلك الحالة يمكنها أن تسافر في الوقت الذي ترغب به.
وفي تلك الحالة يتم سقوط عنها طواف الوداع، وذلك لما ورد عن عائشة رضي الله عنها.
هل يجوز للمرأة الحج مع مجموعة نساء
قد تتساءل الكثير من السيدات الراغبات في الحج، هل يمكنها السفر لأداء فريضة الحج مع مجموعة من النساء، وذلك في حالة عدم توافر المحرم لها، وهو من الأسئلة الهامة، والتي يعتبر عليها اختلاف كبير ما بين العلماء وبعضهم البعض، وتكون أراء العلماء كالآتي:
يرى المذهب الحنفي أنه لا بد من وجود المحرم الذي يرافق المرأة في حالة أداء الحج.
سواء كان الزوج، أو أحد من محارمها مثل الأب أو الابن أو العم والخال والأخ، وغيرها من المحارم.
وذلك استشهاد بأحاديث النبي الشريفة، والتي توضح عدم جواز سفر المرأة بدون محرم لمسيرة تزيد عن ثلاثة أيام.
أما المالكية فيرون أنه من الممكن السفر للمرأة لأداء الحج، ولكن بشرط وجود الرفقة الآمنة والطريق الآمن.
وأما عن المذهب الشافعي، فكان الرأي أيضًا مثل المالكي، وجوب المحرم، أو الرفقة الآمنة، بشرط ألا يقل عددهم عن اثنان من النساء.
والمذهب الحنبلي من رأيه أنه لا بد من وجود المحرم، ولو لم تجد المرأة محرم، تجد من ينيب عنها الحج.
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا، قدمنا لكم من خلاله شروط الحج للمرأة في الإسلام وكافة المعلومات الهامة عن حج المرأة وأحكامه، وذلك عبر مجلة البرونزية.