شرح بسم الله الرحمن الرحيم ، البسملة هي كما أطلق عليها مفتاح القرآن الكريم، وأول ما نزل على سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم حينما أمره جبريل في قوله تعالي ” اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ “، أي أن معناها أن يبدأ بقول باسم الله عند قراءة القران حتي تتبارك بها، ليس في القراءة فقط ولكن في كل أفعال حياتك، فهناك من يذكر البسملة قبل الشروع في أي من أعماله مثل الأكل اللبس، الخروج من المنزل البدء في أنجاز مهامه المختلفة، حتي ينال بركة اليوم ويوفق في عمله، برونزية يقوم بشرح معني كلمة بسم الله الرحمن الرحيم.
محتويات المقال
نبدأ أولا بشرح مفردات كلمات البسملة تفصيلا :
اختلف العلماء حول قراءة كلمة بسم الله الرحمن الرحيم، وصدر في هذا أربع آراء مختلفة ومنهم :
هي وجود بسم الله الرحمن الرحيم في بداية كل سور القرآن ماعدا سورة التوبة، وهي يطلق عليها ” سورة براءة “، فهي السورة الوحيدة التي لا يذكر في أولها بسم الله الرحمن الرحيم، ولكنها توجد في باقي سور القرآن، لذلك لابد من نطق البسملة عند بداية قراءة سورة جديدة، حيث أكد الإمام أحمد بن حنبل أن لابد من قراءتها وعدم أهملها، فقال ” تُسْتَحَبُّ قِرَاءَةُ الْبَسْمَلَةِ فِي أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ فِي الصَّلَاةِ وَغَيْرِهَا وينبغي أن يحافظ عليها حتى أن بعض العلماء اعتبر ختمة القرآن ناقصة إذا لم يأت بالبسملة في أول كل سورة غير براءة “.
انه يمكن قراءتها في وسط السور عند الانقطاع عن القراءة والبدء بالقراءة ثانيا، فاجتمع العلماء على أن قراءتها جائزة ولا مانع منها في بداية كل قراءة جديدة حتي وإن كانت في وسط السورة، وقال الإمام أحمد ” لا يدعها في أول السورة، فَإِنْ قَرَأَ مِنْ بَعْضِ سُورَةٍ يَقْرَؤُهَا” واكد الإمام الشافعي استحباب قراءتها أثناء السور.
الرأي الثالث
اتفق العلماء جميعا لا أن لا يجوز قراءتها في سورة التوبة، فهو شئ مكروه تماما، وقال صالح أبن الإمام أحمد بن حنبل ” وَسَأَلْتُهُ عَنْ سُورَةِ الْأَنْفَالِ وَسُورَةِ التَّوْبَةِ هَلْ يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَفْصِلَ بَيْنَهُمَا بِبِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ قَالَ أَبِي : يَنْتَهِي فِي الْقُرْآنِ إلَى مَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا يُزَادُ فِيهِ وَلا يَنْقُصُ”.
اختلف العلماء في قراءتها وسط سورة التوبة فقال ابن حجر الهيثمي في الفتاوى الفقهية ” قال السَّخَاوِيُّ مِنْ أَئِمَّةِ الْقِرَاءَةِ : لا خِلَافَ فِي أَنَّهُ يُسَنُّ الْبُدَاءَةَ أَثْنَاءَهَا بِالتَّسْمِيَةِ وَفَرَّقَ بَيْنَ أَثْنَائِهَا وَأَوَّلِهَا لَكِنْ بِمَا لا يُجْدِي وَرَدَّ عَلَيْهِ الْجَعْبَرِيُّ مِنْهُمْ ( أي من القراء ) وَهُوَ الْأَوْجَهُ ( أي أن القول بالكراهة هو الأقرب للصواب ) إذْ الْمَعْنَى الْمُقْتَضِي لِتَرْكِ الْبَسْمَلَةِ أَوَّلَهَا , مِنْ كَوْنِهَا نَزَلَتْ بِالسَّيْفِ , وَفِيهَا مِنْ التَّسْجِيلِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ بِفَضَائِحِهِمْ الْقَبِيحَةِ مَا لَيْسَ فِي غَيْرِهَا مَوْجُودٌ فِي أَثْنَائِهَا , فَمِنْ ثَمَّ لَمْ تُشْرَعْ التَّسْمِيَةُ فِي أَثْنَائِهَا كَمَا فِي أَوَّلِهَا لِمَا تَقَرَّرَ “.
لابد من التعود على قول بسم الله الرحمن الرحيم، لإنها سنة عن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، كان دائم على قولها قبل البدء في أي عمل، لإنها بهذا تطرح البركة حيث بها يستعين الشخص بالله في قضاء حوائجه أو حماية من الحوادث، فهو يقوم بالاستعانة بالله عز وجل لا المخلوقات، وليس هذا فقط بل لها الكثير من الفضائل والمزايا على الإنسان ومنها :