محتويات المقال
مع اقتراب عيد الأضحى المبارك يبدأ الكثير في البحث عن العديد من الأمور التي تتعلق بالعيد، ومن بينها الخطب التي تقال في تلك المناسبة الدينية العظيمة، فمن المعروف أن هذا العيد هو من الأعياد العظيمة، والتي تحمل في طياتها العبر، وتذكر الماضي بنفحاته العظيمة.
وهي ذكرى تنفيذ سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأوامر ربه، وعندما تهل علينا تلك الذكرى كل عام نتذكر هذا الأمر، ونقدم على ذبح الأضحية تعظيمًا لهذه الذكرى، وابتغاء رضى المولى عز وجل، ومن أجمل مظاهر الاحتفال بتلك المناسبة هو تقديم الخطب الدينية التي تحمل الكلمات التي تتعلق بتلك المناسبة.
وقبل أن نتعمق في تقديم خطبة عيد الأضحى قصيرة جدا فسوف نوضح لكم واحدة من أفضل أركان الخطبة، وهي المقدمة، والتي تكون على هذا النحو الآتي:
الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، مالك الملك، الذي بيده ملكوت كل شيء، لا إله إلا هو وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، النبي الأميّ، الصادق الأمين.. أما بعد.
أحبابي المسلمين، إننا اليوم في واحدة من أفضل المناسبات الدينية على الإطلاق، وهي مناسبة عيد الأضحى المبارك، والذي يعتبر من بين الأعياد التي ينتظرها كل مسلم ما بين العام والآخر، فهو من أفضل أيام الله.
ينتظرها المسلمون كافة، ينتظرها الغني والفقير، حيث يقدم فيها الغني على التقرب من الله سبحانه وتعالى، وذبح الأضحية، وذلك ابتغاء وجه الله الكريم، وحرصًا على نيل الثواب العظيم والمغفرة.
وينتظرها كذلك الفقير الذي يتقرب إلى الله بالدعاء، وطلب المغفرة، وانتظار ما يمنحه الغني من الذبائح، فهو عيد يمثل الفرح لكافة طبقات المجتمع، ويسود فيه العدل والإنصاف لكافة الفئات.
كما أنها من الأيام التي تمثل ذكرى جيدة وعظيمة لكافة المسلمين، وهي الذكرى التي قام فيها سيدنا إبراهيم بمشاهدة الرؤية التي تخص ذبح ابنه إسماعيل، وعندما بلغ سيدنا إبراهيم ابنه، فإنه لم يتردد لحظة، بل قال لوالده افعل يا أبت ما تؤمر، وهذا ما يكون دليل على الطاعة العمياء للأب.
وكذلك شدة الإيمان بالله من قبل نبيه إبراهيم الذي لم يتردد لحظة بل كان مقدم على خطوة ذبح ابنه، وذلك لأنه كان مطيع لكافة أوامر الله سبحانه وتعالى، حتى لو كانت تلك الأوامر سوف تسبب له الألم.
وهنا أهدى الله سبحانه وتعالى سيدنا إبراهيم هدية عظيمة، وهي تفدية سيدنا إسماعيل وذلك بكبش عظيم، وذلك تقديرا من الله لهم، وتخفيفا على سيدنا إبراهيم عليه السلام، فما أعظم العلاقة ما بين خليل الله إبراهيم، وربه، وكافئه الله سبحانه وتعالى، وجعل المسلمين يسيرون على هذا الأمر حتى يومنا هذا.
عباد الله أوصيكم أن تقتدوا بالنبي الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم، في كافة أمور حياتكم، وأن تجعلوا حياتكم مليئة بذكر الله سبحانه وتعالى، وأوصي كل المسلمين بالرحمة ونشر الإخاء والمحبة بينهم، فنحن في تلك المناسبة العظيمة نتسابق لفعل الطاعات والخيرات لنيل رضا الله عز وجل.
وفي الختام أسأل الله التوفيق لي ولكم وتقبل صالح الأعمال، وكل عام وأنتم إلى الله أقرب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسولنا وحبيبنا أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين، أما بعد.
أيها الإخوة المؤمنين إننا اليوم نشهد واحدًا من أجمل الأعياد، والمناسبات الدينية التي سخرها الله سبحانه وتعالى لنا، وذلك حتى ننال شيء من رحمته ومغفرته، فقد يتسابق المسلمون منذ بداية شهر ذو الحجة على الأعمال الصالحة.
فمنهم من يسارع بعبادة الصوم، ومنهم منهم يهلل ويكبر، ويذكر الله كثيرًا، والبعض الآخر يقومون بكثرة الاستغفار والدعاء، ففي تلك الأيام نفحات ربانية ليس لها مثيل في أيام العام بأكملها.
فلقد اختصها الله بأنها من الأيام التي يستوجب على المسلم فيها بكثرة الذكر، وكما قال الله سبحانه وتعالى “واذكروا الله في أيام معدودات”، وهذا نداء من الله إلى عباده لاغتنام تلك الفرصة التي لن تكرر في العام مرة أخرى.
ونستقبل في تلك الأيام يوم عرفة، والذي يعادل صيامه فقط تكفير لعامين، العام الماضي والعام الباقي، وهذا ما يوضح أهمية تلك الأيام، والتي نختمها بيوم النحر، والذي يتسابق فيه المسلمون إلى تلك الشريعة التي كتبت على المسلمين منذ آلاف السنين.
وتلك الشريعة يا أحبابي توضح مدى العلاقة القوية ما بين الله والعباد، فالله لا يستفيد من لحوم تلك الأنعام، ولكن المسلم هو الذي يكون بحاجة إلى ذلك الفضل والثواب العظيم، فما أعظمها من عبادة، كما أنها طاعة لله، وابتغاء لمرضاته.
لذلك عليكم أيها الإخوة المسلمين ألا تضيعوا تلك الفرصة من أيديكم، وأن تغتنموا تلك الفرصة، فاليوم نحن قادرين على فعل الطاعات والتسابق، فلا نعلم أين نحن العام القادم.
سارعوا بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، وتمسكوا بدين الله، واجعلوا نيتكم خالصة لوجه الله.
عباد الله إن الذبح من شعائر الدين الإسلامي التي تجعل الفرحة تدخل قلب كل المسلمين، سواء إن كانوا كبارا أو أطفالًا، وأهم شيء في تلك الشريعة ألا تكون ممنوحة للفقير ويتبعها من أو أذى، حتى تكون خالصة لله.
وفي الختام أوصيكم بتقوى الله، وأحذركم من الانجراف إلى طريق العصيان، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
اقرأ أيضًا: هل يجوز ذبح العقيقة في عيد الاضحى