حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق حيث أن ابغض الحلال عند الله الطلاق، والطلاق له العديد من الأشكال والأنواع، والانفصال دون طلاق من أكثر الأمور التي يبحث عنها العديد من الأشخاص، وهذا النوع يتمثل في انفصال الزوجين بحياتهم العادية سواء من تفاعل أو حديث أو نوم في الفراش، والآن سوف نتعرف من خلال مقالنا اليوم عن ما يتعلق بهذا السؤال.
حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق
سوف نتعرف الآن من خلال ما يلي على حكم الشرع في انفصال المتزوجين دون طلاق:
- في حالة انفصال الزوجة عن زوجها في السكن وكان الزوج موافق لا يأخذ عليها حكم الطلاق ولا يسقط شيئ من حقوقها.
- إلا في حالة إن كان هذا الانفصال بسبب نشوز الزوجة فإن حقها يسقط سواء في النفقة أو المبيت.
- ومن الممكن أن تقوم بإسقاط حقها في المبيت برضاها، ولكن لا يكون هناك إثم على الزوج.
- ويمكن لها أن تطالب بحقها في الوقت الذي تريده، ويجب على الزوج أن يصرف عليها هي وأبنائها بالمعروف.
- مثال على ذلك عن عمرو بن الأحوص رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
” ألا وحقهن عليكم أن تحسنوا إليهن في كسوتهن وطعامهن” رواه الترمذي وحسنه الألباني.
- وفي جميع الأحوال هي مازالت زوجة للرجل ما دام لم يصدر منه طلاقها، ويكون لها حقوقها كزوجة وعليها حقوق لزوجها.
- ويكون من حق الزوجة على زوجها أن يعاشرها بالمعروف ويبيت عندها ويجعلها عفيفه بالجماع.
ترك المرأة معلقة بدون طلاق
العديد من السيدات الموجودين في مجتمعنا العربي مروا بالعديد من التجارب المؤلمة في الزواج وعدم تفاهمهم مع زوجهم، وبالتالي يصبح الزواج فاشل من طرفها، ويوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى إجبار الفتاة على إكمالها في الزواج التعيس والفاشل، وهذه الأسباب تتمثل فيما يلي:
- خوفها من حكم الشرع في انفصال الزوجين دون طلاق.
- بسبب العادات والتقاليد التي تنظر للمطلقة نظرة سيئة.
- نتيجة للوضع المالي للأهل والخوف من نظرة المجتمع.
- قيام الأهل بالضغط على المرأة بأن تتحمل تصرفات الزوج وعيوبه.
- في حالة وجود أبناء حيث تقوم المرأة المتزوجة بتفضيل راحة أبنائها على راحتها.
الطلاق الصامت في الإسلام
سوف نتعرف الآن من خلال النقاط التالية عن تعريف الطلاق الصامت في الإسلام:
- الطلاق الصامت يكون عبارة عن أن المتزوجة تعيش بوضع المطلقة.
- وهذا يعني أنها تكون متزوجة على الورق ولديها زوج تسكن معه تحت نفس السقف.
- ويمكن أن يعيشوا في نفس الغرفة، ولكن يوجد تباعد وطلاق عاطفي، يسمى باسم الطلاق الصامت.
- والطلاق العاطفي النفسي يكون عبارة عن فشل الزواج ودخول الزوجين أو أي أحد منهم في صدمة نفسية من الزواج.
- وفشل الزواج يعني دخول البرود على العلاقة، والطلاق الصامت خطر كبير جداً.
علامات الانفصال بين الزوجين
يوجد العديد من العلامات التي تدل على عدم راحة الزوج في المنزل ورغبته في الانفصال عن زوجته، وهذه العلامات تتمثل فيما يلي:
- الشعور بالضغط ومحاولة الزوج في تفريغ غضبه على زوجته في كل نقاش.
- كثرة الخروج من البيت.
- تجنب التجمعات العائلية.
- إدمان مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت.
- تجنب النقاشات.
- انفصال الزوج في الفراش عن زوجته.
متى تعتبر المرأة مطلقة شرعاً
الكثير من الأشخاص يساءلون عن متى تكون المرأة مطلقة بشكل شرعي، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على إجابة هذا السؤال:
- الطلاق في اللغة العربية يعني الخروج أو التحرر، وطلاق المرأة في الإسلام يعني خروجها من عصمة زوجها.
- ولقد شرع الله الطلاق في ديننا الإسلامي لكي يتم المحافظة على حسن المعاشرة بين جميع المسلمين.
- ولقد ذكر الله سبحانه وتعالى لفظ الطلاق في موضعين في القرآن الكريم وكلاً منهم في سورة البقرة.
- الموضع الأول الآية 277 وهي:
“وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.
- الموضع الثاني الآية 229 وهي:
“الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ “.
- الطلاق يكون صحيح في حالة توافر ثلاثة شروط، وهذه الشروط تكون كما يلي:
- الشرط الأول الزوج هو المطلق.
- الشرط الثاني الزوجة وهي المطلقة.
- الشرط الثالث هي صيغة الطلاق، وكلمة طالق يجب أن تكون معلنة مع وجود شهود.
- ويجب العلم أن الزوج إذا قال لزوجته الطلاق ثلاثة مرات في نفس الموضع والوقت فتحسب طلقة واحدة من ثلاث.
- ولكي يتم احتساب الطلقات الثلاثة يلزم أن تكون في ثلاثة أوقات مختلفة، أي يقوم الزوج بطلاقها ثم ردها ثم طلاقها ثم ردها ثم طلاقها.
- وقد حدد العلماء العديد من الشروط التي يجب توافرها لكي يكون الطلاق شرعاً، وهذه الشروط تكون كما يلي:
- يجب أن تكون النية حاضرة في حالة عدم النطق بالكلمة.
- يجب أن تكون صيغة الطلاق واضحة سواء كانت الصيغة كتابية أو شفهية.
- أكد العلماء على أن تكون كلمة الطلاق بينه.
- يجب أن تكون نية الانفصال موجودة بين الزوجين.
الانفصال الجسدي بين الزوجين
سوف نتعرف الآن من خلال النقاط التالية على المعلومات التي تتعلق بالانفصال الجسدي:
- الانفصال الجسدي بين الزوجين يكون في الفراش وفي الحياة اليومية.
- فلا يوجد اتصال جسدي بين الزوجين ولا يوجد بينهم تفاعل في حياته.
- فتكون حياتهم عبارة عن تنفيذ مهام وتقضية الواجبات الأساسية فقط.
- بينما تنعدم رغبة الاتصال بين الزوجين، ولكن يرجى العلن أن لا أحد من الزوجيين يكون راضي عن الوضع العاطفي الحالي مما يجعلهم يلجأون للانفصال الحقيقي.
حكم انفصال الزوجين في الفراش
العديد من الأشخاص يبحثون عن حكم انفصال الزوجين في الفراش، وذلك لأن الكثير من الأزواج يضطرون لإكمال العلاقة الزوجية على الورق دون أي تفاعل أو تبادل لحقوق الزوجين، وأهم هذه الحقوق الفراش، والآن سوف نتعرف على حكم انفصال الزوجين في الفراش:
- لا يجوز للرجل أن يهجر زوجته إلا في حالة نشوزها وخروجها عن طوعة، فيهجرها في الفراش بهدف عقابها لمدة محدودة ثم تعود الأمور لطبيعتها.
- أما إذا امتنعت الزوجة عن النوم مع زوجها في الفراش رغم طلب الزوج لها لا يجوز، وهذا الأمر محرم شرعاً وذلك لأن الملائكة تلعنها طول فترة هجرها لزوجها.
- في حالة الانفصال في الفراش ناتج من توافق بين الزوجين فلا ضرر في ذلك.
أسباب تستحق الطلاق
يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى الطلاق، وهذه الأسباب تتمثل فيما يلي:
الطلاق بسبب غياب الزوج
- في حالة غياب الزوج عن زوجته فترة طويلة وشعرت الزوجة بالضيق بسبب هذا الغياب.
- وشعرت بالخوف على نفسها من الفتنة، فيكون حكم الطلاق في هذه الحالة عند الفقهاء فيه رأيان.
- الرأي الأول الزوجة لا يحق لها أن تطلب الطلاق بسبب غياب زوجها، وهذا هو رأي الشافعية والحنفية.
- أما بالنسبة لرأي الحنابلة والمالكية يجوز للمرأة طلب الطلاق في حالة غياب زوجها فترة طويلة.
الطلاق بسبب الخناق بين الزوجين
- في حالة وجود خناق ونزاع بين الزوجين يمنع استمرار الحياة بينهم.
- وفي هذا الوقت يوكل رجل حكيم من أهل الزوج ورجل حكيم من أهل الزوجة.
- وذلك لكي يحاول أن يصلح بينهم، فإذا تمكنوا من الإصلاح بينهم فهو خير.
- وإن لم يتمكن فإنه يجوز الطلاق، حيث قال الله تعالى:
“وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا”.
الطلاق نتيجة للإيلاء
- الإيلاء يعني أن يحلف الزوج بالله تعالى بأن لا يقرب من زوجته ويتجنب جماعها لفترة معينة من الزمن.
- وهذا الأمر من الأمور المحرمه شرعاً وذلك لأن يضر الزوجة.
- وهذا النوع من الطلاق كان مشهور جداً أيام الجاهلية، فكانو يحلفون على ترك زوجاتهم.
- لكن الإسلام حدد أربعة أشهر فقط، فقد قال الله تعالى:
“لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِن نِّسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِن فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ* وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ”.
اقرأ أيضًا: شروط الطلاق في المحكمة السعودية 1443
وهنا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا عن حكم الشرع في انفصال الزوجين بدون طلاق، وتحدثنا عن كل ما يخص هذا الموضوع عبر مجلة البرونزية.