قد يختلط الأمر على الكثير من الناس حول الحكم الشرعي للإجهاض في الإسلام، وهل يختلف الحكم في حال كان في الأسابيع الأولى أو في شهور متقدمة لذا سوف ووضح لكم هذا من خلال النقاط التالية:
حذر الإسلام الطبيب من القيام بإجهاض المرأة الحامل، في حال أن أتمت في الحمل مائة وعشرون يوماً.
تكون بدايتها من العلوق ولا يجوز إلا في حال كان الإجهاض فيه إنقاذ حياة المرأة الحامل من خطر محقق قد يلحق بها.
كما أن الإجهاض جائزاً في حال رضاء الزوجين شرط ألا يكون أتم الحمل مدة أربعين يوماً حين العلوق.
في حال تجاوز الحمل مدة أربعين يوماً، لكنه لا يتخطى مائة وعشرون يوماً لا يجوز الإجهاض إلا لسببين يتمثلون في التالي:
في حال كان بقاء هذا الحمل يكون سبباً في إلحاق الضرر بالصحة العامة للأم.
ومسألة بقاء الحمل في رحمها يكاد يكون شبه مستحيلاً.
في حال تبين إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية، أو في حال وجود قصور عقلي لا يمكن علاجها.
في هذه الحالات من الجائز حدوث الإجهاض لوقوع الضرر.
حكم الإجهاض قبل 40 يوم
الكثير من الأشخاص يتساءلون عن حكم الإجهاض قبل أربعون يوم، لذلك جئنا لكم الآن لكي نتعرف على إجابة هذا السؤال والتعرف على الحكم بالتفصيل:
لقد قال الإمام مالك بأنه يجوز أن يتم الإجهاض قبل أن يكمل الجنين أربعون يوم، وذلك لأنه يرى بأن الحياة التي تظهر بحركاتها هي حياة نباتية.
فالبويضة تلتقي بالحيوان المنوي حتى يتم خلق الجنين.
فيبقى ما يعرف باسم الحياة النباتية عند الإمام مالك لمدة أربعين يوم.
لكنها تظل عند الإمام الشافعي لمدة مائة وعشرون يوم، وذلك يتوقف على فهمهم للحديث النبوي الذي يتعلق بهذا الموضوع.
حيث يرى الإمام مالك بأنه بعد مرور أربعين يوم ينفخ في الجنين الروح، لكن الإمام الشافعي يرى بأن الإجهاض يمكن أن يحدث قبل أربعة أشهر لأن بعد ذلك الجنين سيكون به روح.
حكم الإجهاض في الإسلام قبل نفخ الروح
لقد تعددت الأقاويل التي تتعلق بحكم الإجهاض قبل نفخ الروح في الجنين، لذلك جئنا لكم الآن لكي نتعرف على هذا الحكم:
الرأي الأول يحرم على الحامل أن تقوم بإجهاض طفلها وذبحه قبل أن تنفخ الروح فيه، وتم الاتفاق على هذا الرأي واعتماده بالمذهب المالكي، وهو الأمثل عند علماء الشافعية، كما أنه مذهب الحنابلة.
لكن الرأي الثاني فهو ينص على جواز الإجهاض قبل نفخ الروح ، وهذا مذهب بعض الحنفية وقول اللخمي من أبرز علماء المالكية.
لكنهم اشترطوا أن يتم الإجهاض قبل أربعين يوم، وهذا ما قاله أبي إسحاق من فقهاء الشافعية.
كما أنه قول علماء الحنابلة.
الرأي الثالث يكره إسقاط الجنين قبل نفخ الروح به، وهذا الرأي متواجد عند العديد من فقهاء المالكية، وهو رأي محتمل عند الشافعية.
القول الرابع وفيه يباح للمرأة أن تجهض قبل نفخ الروح في الجنين وذلك في حالة وجود عذر، ومن الأعذار التي تبيح إسقاط الجنين ما يلي:
انقطاع الحليب من صدر الأم بعد الحمل وعدم مقدرة الأب على إحضار مرضعة لجنينه بسبب ظروفه.
حكم الإجهاض بعد نفخ الروح
أما بالنسبة لحكم الإجهاض بعد نفخ الروح سوف نقوم بالتعرف عليه الآن:
لا يجوز للمرأة أن تجهض جنينها بعد نفخ الروح فيه.
فلا يجوز إجهاضه إلا إذا كان وجوده يؤدي لهلاك الأم ووفاتها.
وذلك ما اتفق عليه علماء المذاهب الإسلامية، وذلك لأن الجنين بعد نفخ الروح فيه يصير إنسان له كرامة واحترام.
ويجب العلم بأن قاتل الجنين يكون عليه ديه يجب أن يؤدي إلى جانب وجود كفارة القتل.
حكم الإجهاض بسبب الفقر
قد يسأل العديد من الأشخاص الذين تعرضوا لحدوث حمل، في حال كانت الظروف المالية لهم ليست على ما يرام أو أنهَ يعانون من حالة الفقر، لذا قد يلجأون لإجهاض الجنين لذا سوف نعرض عليكم الآن حكم الإجهاض بسبب الفقر وذلك من خلال النقاط التالية:
يجب أن نؤكد أنه لا يجوز الإجهاض خشية من الفقر والأعباء المعيشية، لأن ذلك لا يعتبر عذراً لحدوث الإجهاض.
كما أن الله تعالى قد نهى عن الإجهاض في بعض آيات القرآن الكريم حيث قال تعالى:
المقصود بالعيلة هنا في الآية هي الحاجة والفقر، علينا أن نؤكد بأن المولود قد يولد وكتب الله جل وعلا رزقة وأجله وهو ما زال في رحم أمه.
حكم الإجهاض من الزنا
قد تتعرض بعض السيدات لارتكاب الفاحشة والزنا مع أشخاص يعتبرون أجانب عنها، وقد يثمر عن هذه العلاقة حدوث حمل ويلجأون في هذه الحالة لإجهاض الجنين لذا سوف نوضح لكم حكم هذا الإجهاض من خلال النقاط التالية:
كما نعلم أن الزنا هو من الكبائر العظيمة عند الله تبارك وتعالى، الجدير بالذكر أن حرمة الإجهاض في الزنا لا يختلف عن حرمة الإجهاض الناتج عن الزواج السليم.
فالتحريم هنا يأتي بعد نفخ الروح في الجنين، ويعتبر الإجهاض في تلك الفترة قتلاً للنفس.
أما في حال حدوث الزنا بالإكراه مثل الاغتصاب، ولن تنفخ الروح في هذا الحمل من الجائز إجهاض هذا الحمل.
خاصة وأن كان وجود هذا الحمل قد بجلب العار على المرأة، كما قد يسبب لها الأذى والخزى.
لكن في حال حدوث الزنا بالاتفاق فليس من الجائز الإجهاض، لأن ذلك يساعد على فتح وتسهيل الرزيلة ويدعوا لانتشار الفساد.
لا يجوز التضحية بجنين برئ لا حول له ولا قوة ولا ذنب له ودليل على ذلك قول الله تعالى:
(وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى).
كفارة إجهاض الجنين عمداً
بعد كثرة الحديث عن كفارة إجهاض الجنين بشكل متعمد، سوف نعرض عليكم الآن هل هناك كفارة إجهاض الجنين بشكل متعمد وهي كالتالي:
لقد وضحنا لكم سابقاً أن الإجهاض بعد نفخ الروح فإنه يكونومحرماً، لاعتبارة قتل نفس بشرية بدون وجه حق وقد حرم الله تعالى هذا.
يجب أن نؤكد أن حالة التحريم قد تزداد و يعظم إثمها وجرمها في حال كانت ناتج عن الزنا.
قد أجمع الفقهاء في حال كان الجنين اجهض ميتاً وكان لعبد أو أَمة فإنه يقدر مقدار قيمتها وهو عشر دية أمة.
لكن في حال نزل حياً ومات يجوز فيه الدية والكفارة سوياً، أما الجاني فلا يرث من الدية أو الغرة.
هذا لانه يعتبر قاتلاً أما عن ورثره فهي تكون لباقي الورثة.
لكن هناك اختلاف بين الفقهاء حول أن يكون في انفصاله وهو ميت كفارة أو لا توجد كفارة.
لذلك فإن المذهب الشافعي والحنبلي أوجب الكفارة يعتبر الأقرب، أما المالكية والحنفية أكدوا عدم وجوبها.