نعرض لكم في مقال اليوم حديث نبوي عن اللغة العربية قصير ، اللغة العربية هي أم اللغات، وأعظمها، وأجلها فنزل بها القرآن الكريم مما زادها تشريفًا، وتعظيمًا حيث قال الله تعالى في سورة يوسف : ” إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ” كما قال الله تعالى في سورة طه ” وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً “.
فكانت اللغة العربية خالدة منذ القدم فكانت لغة العرب في حديثهم، وأشعارهم، وتدوم إلى يوم القيامة لنزول القرآن بها فالقرآن الكريم هو الذي حفظ اللغة العربية الفصحى من الضياع حيث أن الكثير من الناس استبدلوها باللغة العامية الدارجة.
ومن خلال مقال اليوم على برونزية سنتعرف على حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن اللغة العربية، وأهميتها.
محتويات المقال
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن فضل اللغة العربية : ” أُحِبُّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ لِثَلاَثٍ: لأَنِي عَرَبِيٌّ، وَ القُرْآنَ عَرَبِيٌّ، وكَلاَمُ أَهْلِ الْجَنَّةِ عَرَبِيٌّ “.
فاللغة العربية من أحب اللغات إلى قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهي لغته التي وُلد عليها، وأول ما نطق بها لسانه، وكذلك لغة الوحي الذي نزل عليه، وتولى دور نشره، وتعليمه للخلق، والأهم من ذلك كله أنها لغة أهل الجنة فسائر البشر في الأخرة مهما كانت جنسيتهم، أو لغتهم في الدنيا سيتحدثون اللغة العربية في الحياة الأبدية فهذا فضل، وقيمة كبيرة كرم الله بها تلك اللغة مما جعلنا نحمد الله على، وهبنا إياها، وجعلنا من العرب الذين يتقنون قراءتها، وتعليمها.
فتلك اللغة من أشد اللغات صعوبة في تعليمها على غير العرب.
* فورد حديث آخر عن أبي ذر رضي الله عنه قال : ” تعلموا العربيّة في القرآن كما تتعلمون حفظه ” رواه ابن الأنباري.
فأمر الله رسوله بنشر تعاليم الدين الإسلامي للبشرية بأكملها، وليس العرب كما أوصاهم بحفظ القرآن الكريم، وقراءته دومًا فحتمًا عليهم أن يتعلموا اللغة العربية لكي يتقنوا تلك الأشياء فهذا الأمر واجب على كل بني آدم تنفيذه، والاجتهاد لتحقيقه.
*وقد قيل حديث آخر عن اللغة العربية عن ابْنُ عَبَّاسٍ قال : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” فَأَلْفَى ذَلِكَ أُمَّ إِسْمَاعِيلَ وَهِيَ تُحِبُّ الْإِنْسَ فَنَزَلُوا وَأَرْسَلُوا إِلَى أَهْلِيهِمْ فَنَزَلُوا مَعَهُمْ حَتَّى إِذَا كَانَ بِهَا أَهْلُ أَبْيَاتٍ مِنْهُمْ وَشَبَّ الْغُلَامُ وَتَعَلَّمَ الْعَرَبِيَّةَ مِنْهُمْ وَأَنْفَسَهُمْ وَأَعْجَبَهُمْ حِينَ شَبَّ فَلَمَّا أَدْرَكَ زَوَّجُوهُ امْرَأَةً مِنْهُمْ وَمَاتَتْ أُمُّ إِسْمَاعِيلَ ” رواه البخاري.
*وقد قيل أيضًا : ” أَوَّل مَنْ فَتَقَ الله لِسَانه بِالْعَرَبِيَّةِ الْمُبِينَة إِسْمَاعِيل “ حسن سنده ابن حجر في الفتح، وصححه الألباني.
فكلما أراد الفرد الزيادة في البيان، والفصاحة أقبل على تعلم اللغة العربية فهي لغة الإفصاح، والبلاغة فتعليمها يساعد في نشر الفضيلة حيث يُسهل على متعلميها حفظ، وفهم القرآن الكريم، وتعلم آداب الإسلام، وفهم العقيدة، والفقه.
فتكون اللغة العربية سببًا في نشر الثقافة، وزيادة القراءة، والتطلع فمعلم اللغة العربية عندما يُعلمها لغيره، وينشر خبرته يأجره الله بالثواب العظيم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ “ رواه مسلم.
فعلينا أن نفخر بعروبتنا فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان دائمًا يفخر بأصله العربي، وبلغته التي كرمها الله، وفضلها على سائر اللغات، وخصه بذلك الفضل العظيم حيث قال عز وجل في سورة الشعراء : ” نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195)”.
فهذا أيضًا تشريف، وتكريم لنبينا الكريم الذي أُنزل القرآن بلغته، وعلى لسانه ليكون صاحب المعجزة، وطريق النور، والهداية للخلق جميعًا فقال الله تعالى لنبيه في تلك الأية في سورة الشورى : ” وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ”.
عندما تسعى لتعلم اللغة العربية فإنك تحصل على ثواب من الله غير باقي اللغات فباقي اللغات تتعلمها للتثقيف، والحصول على درجات أعلى في الدنيا أم تعلم اللغة العربية تجعلك تحصل على مراتب، ودرجات عالية في الأخرة، وهذا الفضل الأكبر.
تتميز اللغة العربية بالضبط، والتشكيل الذي تنفرد به عن باقي اللغات مما يدل على دقتها، وفصاحتها كما تحتوي على تراكيب، وإعراب، وصرف، وقواعد نحوية، ومفردات مما يجعلك تحصل من خلالها على نطق صحيح، وكتابة دقيقة.
من الأشياء التي تميز اللغة العربية أيضًا هي اللهجات فاللغة العربية العديد من اللهجات وهذه اللهجات تخص اللغة العامية، وليست الفصحى، ومنها اللهجة الخليجية، واللهجة المغربية، واللهجة المصرية، والسودانية، والسعودية (اللهجة النجدية).