حديث من تواضع لله رفعه نقدمه لكم على موقع برونزية، حيث إن التواضع هو واحد من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، والتي يدعونا إليها الدين الإسلامي من خلال العديد من الآيات القرآنية، وكذلك بعض الأحاديث النبوية الشريفة التي أخبرنا بها النبي الكريم عليه الصلاة والسلام، ولذلك أتينا لكم بواحد من ضمن الأحاديث النبوية التي تدعو إلى ضرورة التواضع.
محتويات المقال
تعتبر الأحاديث النبوية الشريفة هي من ضمن الأمور التي يجب أن يتم إتباعها والتصديق بها، لأنها الباب الذي يدخل المسلم إلى الجنة، وذلك من خلال إتباع كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان الرسول الكريم دائمًا ما يحثنا على الكثير من الأمور، ويدعونا إلى ضرورة التمسك بالأخلاق الكريمة، وذلك من خلال أحاديثه الشريفة، ومن أفضل الصفات والأخلاق الكريمة التي لا بد أن يتحلى بها المسلم هي التواضع، وأشار الرسول إليها في ذلك الحديث النبوي الشريف وهو كالآتي:
عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من تواضع لله رفعه الله، فهو في نفسه صغير، وفي أعين الناس عظيم، ومن تكبر وضعه الله عز وجل فهو في أعين الناس صغير، وفي نفسه كبير، وحتى لهو أهون عليهم من كلب أو خنزير” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ويعتبر هذا الحديث هو من الأحاديث النبوية الشريفة، والتي توضح لنا أهمية التواضع، فهو مصدر السعادة والعلو والرفعة، حيث إن الإنسان المتواضع الذي يرى نفسه وكأنه شخص صغير أمام الناس، فإنه يكون كبير في نظر كل الناس، وذلك بسبب تواضعه لله، ولكن الشخص الذي يكون مغرور أو متكبر، ويرى نفسه وكأنه هو شخص عظيم أو كبير، فإنه في تلك الحالة يكون ذلك الشخص صغير في أعين الله والناس أيضًا، ولا يراه أحدًا بنفس القدر الذي وضع نفسه به.
للتواضع أهمية كبيرة في الدين الإسلامي، لما له من آثار إيجابية كبيرة على حياة الفرد والمجتمع، فهو ليس مجرد خلق عظيم يتحلى به الإنسان، ولكنه يعود عليه بالكثير من الفوائد، لما له من أهمية كبيرة، ومن أهم فوائد التواضع الآتي:
في حالة إن تواضع الإنسان لله، فإنه بذلك ينال محبة الله عز وجل، وذلك لأن الله عز وجل ذكر ذلك في العديد من الآيات القرآنية العديدة، والتي وضحت أهمية التواضع وعدم التكبر، كما أن السنة النبوية تحتوي على العديد من الأحاديث الشريفة التي وردت عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، والتي توضح أن للتواضع أثر كبير في حياة المسلم، ومن أهميته الكبيرة هو الحصول على حب الله، ومن أحبه الله سخر له كل ما في الأرض، وجعل الناس أجمعين يحبونه.
كما أن التواضع يجعل الإنسان محبوب من جميع الأشخاص الموجودين حوله، وذلك لأنه من يحبه الله يسخر له جميع المخلوقات لمحبته، وإضافة إلى ذلك أن الناس تميل دائما إلى الشخص المتواضع، وتحب أن تتعامل معه في العديد من أمور الحياة المختلفة، وذلك بسبب تواضعه وشعوره بأنه صغير في نظر نفسه، فالناس ترونه كبير جدا، وذلك لأن الشخص المتكبر لا يحب أحد التعامل معه، وينفرون منه، وذلك بسبب شعوره بأنه عالي الشأن، ولكنه في الحقيقة يكون صغير في نظر الناس وعند الله عز وجل.
كما أن التواضع هو من أنبل الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم، وذلك لأنه يساعد على توسيع رزق المسلم، وذلك لأنه في حالة إن شكر الإنسان دائمًا ربه على النعم التي يعطيها إياه، وحمد الله باستمرار على كل شيء لديه حتى ولو كان صغيرا أو قليلًا، فإن الله عز وجل يزيده من تلك النعم، ويعود عليه بالكثير من الأشياء التي كان يتمناها، بل ويعطيه الله أكثر مما كان يتمنى.
كما أن الله عز وجل بشر المؤمنين الذين يتواضعون لله، ويتواضعون في التعامل مع الأشخاص المحيطين به، فإنه في تلك الحالة يكون جزاء المؤمن هو أن يدخل الجنة التي عرضها السماوات والأرض، والتي وعد الله عز وجل بها عباده المؤمنين، والذين يمشون على الأرض هوناً، وهذا ما قاله الله عز وجل في العديد من الآيات القرآنية في كتاب المصحف الشريف.
كما أن للتواضع أهمية كبيرة للعلاقات الإنسانية في المجتمع، حيث إنه كلما كان الأشخاص متواضعين في التعامل مع بعضهم البعض، كلما ساد بينهم الحب والإخاء، وذلك لأن التواضع يجعل الشخص محبوب من كل من حوله، فلو تواضع كل إنسان على وجه الأرض، فلا يكون هناك عداوة بين الناس، وهذا الأمر الذي يجعل السلام يعم على المجتمع بشكل عام، وليس على الفرد لوحده فقط، بل إن المجتمع بكامله يكون متكامل ومتحاب وبالتالي ينتشر السلام بين الناس.