تفسير قل اعوذ برب الناس نقدمه لكم من خلال هذا المقال على موقع برونزية، حيث تعتبر سورة الناس هي من آخر السور في كتاب القرآن الكريم، وذلك على حسب ترتيب السور القرآنية، وهي تعتبر من السور المكية، والبعض الآخر من العلماء يرون أنها من السور المدنية، وهي من السور الخاصة بالاستعاذة، ومن خلال السطور القادمة سوف نتعرف على التفسير الخاص بتلك السورة.
محتويات المقال
أما عن التفسير الخاص بسورة الناس فإنها من السور التي تدل على الاستعاذة من الشيطان الرجيم، عند قولها فإنها تدعو العبد إلى الحماية من الشيطان ومن وساوسه، وتفسير السورة كالآتي:
تقول الآية الكريمة من سورة الناس: “قل أعوذ برب الناس” ويكون هنا التفسير لتلك الجملة أن العبد يستعيذ بالله عز وجل، كما أن الآية الكريمة تشير إلى صفة من أجمل صفات الله تعالى، وهي أن الله تبارك وتعالى هو رب الناس كلهم، وهو الإله لجميع الخلق، وهو الإله والرب لجميع المخلوقات، وهو من يملك الناس، فالله يشير في تلك الآية إلى ربوبيته ووجوده وحده، وأن الناس جميهم ملك له خلقهم، فمهما كان الإنسان كبير، لكنه لم يأتي بجانب الله شيء فهو الإله والمعبود، كما يحث الناس على الإستعاذة باسمه.
أما عن الآية الثانية من سورة الناس والتي تكون في قول الله تعالى: “ملك الناس” ويكون هنا تفسير تلك الآية هو وصف الله لنفسه عز وجل بأنه هو الملك للناس ولجميع المخلوقات، فمهما كان من ملوك على الأرض، فإن الله هو المالك الخاص بهم، وأنه هو من بيده ملكوت السماوات والأرض، وهو من بيده أمور جميع الناس لو يشاء ليرحمهم أو يعذبهم فهم عباده.
ويأتي بعد ذلك الآية الثالثة، والتي تكون من خلال قول الله تعالى: “إله الناس”، ويكون تفسيرها هنا أن الله عز وجل هو الإله الواحد والذي لا يكون على وجه الأرض إله سواه، فهو إله جميع البشر وجميع المخلوقات على وجه الأرض، فهو من يستطيع وحده العبودية والتوحيد له، وهو فقط من بيده أمور الناس، وأنه لا بد من ضرورة اللجوء إلى الله عز وجل في كل صغيرة أو كبيرة، وعدم اللجوء إلى البشر، لأن الله هو مالك أمرهم وهو من بيده كل شيء.
وتأتي بعد ذلك قول الله تعالى: “من شر الوسواس الخناس” وتعتبر تلك الآية الرابعة من سورة الناس، ويكون تفسيرها هو أن الله عز وجل يأمر الناس بأن يستعيذوا به وحده فقط من شر الشيطان الرجيم فهو العدو الكبير للإنسان، والذي يمكنه أن يسكن ويستحوذ على قلوب وعقول الناس، فهو من أشد أعداء الإنسان، فالشيطان الرجيم لا يكف أبدًُا طوال الحياة عن الوسوسة للناس، ويحاول أن يزين لهم المعاصي والذنوب ويجعلها تظهر كأنها شيء جيد في نظرهم، حتى يستدرجهم للخروج عن طاعة الله عز وجل ومخالفة أوامره، ولا يمكنه أن يكف عن أذاه ووسوسته الدائمة للناس إلا من خلال الاستعاذة بالله عز وجل منه ومن شروره ومن وسوسته.
وبعد ذلك يأتي قول الله تعالى: “الذي يوسوس في صدور الناس” وهي الآية الخامسة من سورة الناس، وتأتي تلك الآية لتبين دور الشيطان الرجيم في إغواء الناس ومحاولتهم إبعادهم عن طريق الحق والصلاح، ومحاولاته في إبعاد الناس عن عبادة الله تبارك وتعالى وعصيانه، فهو يمكنه أن يصل إلى أعضاء الإنسان من دون أن يتحدث، ويمكنه أن يؤثر على الإتسان من خلال وسوسته في صدور الخلق وقلوبهم، فيزين لهم حب الشهوات وعصيان الله، فيتمكن من الإنسام ويسيطر على قلبه وعقله، ويجعله يترك الطاعات والعبادات وذكر الله، ولا يمكنه أن يزول من دون ذكر الله تعالى.
تعتبر تلك الآية هي الآية السادسة والأخيرة في سورة الناس، والتي تكون من خلال قول الله تعالى: “من الجنة والناس” وتكون تلك الآية هي آخر آيات سورة الناس، والتي يتبين لنا من قول الله عز وجل أن الشيطان له قبائل فقد يكون هناك بعض شياطين من الإنس، والتي تعتبر من أنواع الشياطين التي يمكنها أن توسوس للإنسان في العلن، وقد يكون هناك أنواع أخرى من الشياطين وهو شيطانين الجن، والتي تكون وسوستها من خلال الصدور، وتكون في سرية تامة، ولكنه يستطيع أن يتمكن من الناس من خلال الوصول إلى صدورهم.
ولسورة الناس فضل كبير جدًا للمؤمنين، وذلك لأنها من السور التي تثبت أن الله هو وحده ولا يوجد إله سواه، وإنه هو ملك الناس ملكها، ومن أفضالها الآتي: