الفرق بين الخوف والخشية حيث يعتبر الخوف من الحالات النفسية والطبيعية التي يشعر بها العديد من الأفراد، فالخوف يعتبر من الأشياء الطبيعية التي يولد بها الإنسان، لكن درجة الخوف تكون مختلف من فرد لأخر، وذلك يكون تبعاً لعمر وظروف الشخص، والآن سوف نتعرف من خلال مقالنا اليوم عن كل ما يتعلق بإجابة هذا السؤال.
الفرق بين الخوف والخشية
يبحث العديد من الطلاب والطالبات عن الفرق الموجود بين الخوف والخشية، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على إجابة هذا السؤال:
- الخوف والخشية يكونوا عبارة عن لفظين متقاربين في المعنى.
- فقد قال ابن القيم بمدارج السالكين أن الخوف يكون عبارة عن اضطراب وحركة القلب عندما يتذكر شيء يخيفه.
- بينما الخشية تكون عبارة عن خوف مرتبط بمعرفة، ولهذا السبب وصف الله العلماء بالخشية فقال:
“إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ”.
- ووصفهم بذلك لأنهم يخافون ربهم، فكان الخوف عبارة عن هروب من المخوف.
- والخشية تعرف بأنها السكون، وقال أن الخشية هي عبارة عن خوف مختلط بتعظيم بالإضافة إلى العلم.
- فالقلب يتألم بسبب وقوع مكروه في المستقبل، وهذا يكون بكثرة جناية العبد وظلمه لنفسه.
- أو بمعرفة جلال الله وعظمته وهيبته، وعلى هذا كان الأنبياء عليهم السلام.
- كما أن لفظ الخشية جاء في القرآن الكريم حوالي في ثلاثة وعشرون موضع.
- حيث قال الله تعالى:
(فَقولا لَهُ قَولًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَو يَخشى).
- وبعضهم ورد في صيغة الاسم كقول الله تعالى:
(وَلا تَقتُلوا أَولادَكُم خَشيَةَ إِملاقٍ).
- وهذه الحالة تحدث للفرد المسلم عندما يشعر بعظمة الخالق وهيبته.
- لكن لفظ الخوف كان عبارة عن توقع مكروه عن ظن أو معلومة.
- ولفظ الخوف يستخدم في الأمور الدينية والدنيوية، كقول الله سبحانه وتعالى:
(وَيَرجونَ رَحمَتَهُ وَيَخافونَ عَذابَهُ).
- ومن علامات الخوف من اللع الزهد من الحياة، وقصر الأمل في الحياة، كثرة البكاء، والخوف من الله.
- وحقيقة الخوف تكون عبارة عن التوقف عن فعل المعاصي والذنوب واختيار الطاعات.
كيف يكون الخوف من الله
يتساءل العديد من الأشخاص عن الطريقة التي يكون بها الخوف من الله، لهذا السبب جئنا لكم الآن لكي نتعرف على ما يتعلق بهذا الموضوع:
- الاهتمام بقراءة القرآن الكريم، فالأمر لا يقتصر على قراءته على وجه التلاوة فقط.
- يجب على المسلم أن يفكر في معنى الآية وفهم أحكامها.
- حيث أثنى الله تعالى على من يقرأون القرآن ويفكرون في آياته، حيث قال الله تعالى:
“أولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْرائيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنَا وَاجْتَبَيْنَا إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيّاً”.
- فيجب على المسلم أن يفكر بكثرة في عذاب الله التي توضح له مصيره.
- يجب على المسلم أن يقوم بالتفكير في أسماء الله سبحانه وتعالى وصفاته العليا، ومعرفتها على أكمل وجه.
- فالمعرفة تكون أساس الخوف، فالخوف لا يتحقق إلا بمعرفة الله تعالى.
- مع التفكر في حقيقته، وأجمع أهل العلم أن اإنسان كلما زاد معرفته بالله زاد خوفاً منه وحباً له.
- يجب على المسلم أن يقبل على الله تعالى بالطاعات، وتجنب فعل المعاصي والمحرمات.
- ويجب على المسلم أن يقوم بالنظر للذنوب والمعاصي على أنها عظيمة، وأن فعلها يكون أمر سيء جداً.
- ودليل على ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“إنَّ المؤمنَ يرَى ذنوبَه كأنه في أصلِ جبلٍ يخافُ أنْ يقعَ عليه وإنَّ الفاجرَ يرَى ذنوبَه كذبابٍ وقع على أنفِه قال به هكذا، فطار” رواه عبد الله بن مسعود.
- يجب على المسم أن يشعر بعظمة محارم الله سبحانه وتعالى.
- يقوم بدارسة سيرة الأنبياء ولصحابة رضي الله عنهم، فهم كانوا خير مثال يحتذى به في الخوف من الله سبحانه وتعالى.
- يجب على المسلم أن يقوم بإحضار ضعف النفس وقصورها، فالله سبحانه وتعالى يكون قادر على تسريع عقوبتها.
- يجب أن يهتم بحضور جلسات الموعظة والذكر، والدروس التي تجعل القلب يرق.
- يشترط على الفرد أن يكثر من ذكر الله سبحانه وتعالى.
- يجب على كل مسلم أن يقوم دراسة أحوال الأمم السابقة، والطريقة التي أهلك الله بها العاصين والطغاة.
- يجب عليهم أن يفكرون في أحوال يوم القيامة، ومعرفة ما أعد الله للخائفين، حيث قال الله تعالى:
“إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ”.
أسباب الخوف من الله
الخوف من الله تعالى يكون ناتج عن العديد من الأسباب، وهذه الأسباب تتمثل فيما يلي:
- خوف الخداع بمتاع الحياة.
- خوف الفرد من الموت قبل أن يتمكن من التوبة.
- الخوف من الانفضاح خلال الموت.
- الخوف من نقض التوبة.
- يخاف الفرد من تعجيل عقوبته في الدنيا.
- الخوف عن ضعف القوة.
- خوف الفرد من إتباع الناس له في الخيانة والغيبة والغش.
- الخوف من اختفاء رقة القلب وتبدلها بالقسوة.
- خوف من الانشغال بكثرة النعم.
- أن يخاف الفرد من الابتعاد عن الاستقامة.
- خوف الفرد من أن ينشغل عن الله بشيء أخر غير الله.
- خوف الفرد من أن يقوم بإتباع الشهوات.
- خوف الفرد من أن يحرم من النظر لوجه الله العظيم.
- خوف الفرد من أن يختم له عند الموت بخاتمة السوء.
- شعور الفرد بالخوف من النار وأهوالها.
- خوفه من عذاب القبر.
ثمرات الخوف من الله
أن ثمار الخوف من الله تكون عديدة، وهذه الثمار سنتعرف عليها الآن من خلال النقاط التالية:
ثمار الخوف من الله في الآخرة
ثمار الخوف من الله في الآخرة تتمثل فيم يلي:
- الشعر بالأمن من الخوف الأكبر، والنجاة من دخول النار في يوم القيامة.
- سوف يتم الاستظلال في ظل عرش الله سبحانه وتعالى يوم القيامة.
- الحصول على مغفرة من الله لذنوب العبد.
- سوف يدخل العبد الجنة، حيث قال الله تعالى: “ولمن خاف مقام ربه جنتان”.
ثمار الخوف من الله في الدنيا
أما بالنسبة لثمار الخوف من الله في الدنيا فهي تتمثل فيما يلي:
- حصول الفرد على الهدى والرحمة والعلم والرضوان من الله تالى، ومثال على ذلك قول الله تعالى:
“رَضِيَ اللّّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ”.
- زيادة الشعور بالإيمان والطمأنينة، حيث قول الله تعالى:
“وَقَالَ الّذِينَ كَفَرُواْ لِرُسُلِهِمْ لَنُخْرِجَنّكُمْ مّنْ أَرْضِنَآ أَوْ لَتَعُودُنّ فِي مِلّتِنَا فَأَوْحَىَ إِلَيْهِمْ رَبّهُمْ لَنُهْلِكَنّ الظّالِمِينَ* وَلَنُسْكِنَنّكُمُ الأرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي وَخَافَ وَعِيدِ”
- نيل الفرد هداية قلبه والابتعاد عن فعل المعاصي، ووصفه بالأخلاق الحسنة.
- يبعث عن العمل الصالح وألا ينظر إلى المقابل أو الجزاء على هذا العمل، مثل قول الله تعالى:
“إِنّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَآءً وَلاَ شُكُوراً* إِنّا نَخَافُ مِن رّبّنَا يَوْماً عَبُوساً قَمْطَرِيراً”.
- سوف يتصف الفرد بحسن الإيمان والإسلام وصفاء نفسه قلبه.
- يتم حماية الفرد من الانحلال الخلقي.
- يمنع وقوعه في الظلم.
وهنا نكون وصلنا إلى نهاية مقالنا عن الفرق بين الخوف والخشية وتعرفنا على كل ما يتعلق بالخوف من الله عبر مجلة البرونزية.