القرآن الكريم من الكتب السماوية المليئة بالكثير من الأحكام، والقصص المختلفة، والتي تكون فيها إفادة لكافة المسلمين، كما أن هناك الكثير من الآيات المختلفة التي نزلت على رسول الله لبعض الأسباب أو في أوقات معينة، ومن بينها آية “يا أيتها النفس المطمئنة” والتي كان هناك سبب لنزولها مثلها مثل باقي الآيات الشريفة، وسوف نوضحه لكم من خلال النقاط الآتية:
إن سبب نزول الاية يا ايتها النفس المطمئنة كان له الكثير من الآراء المختلفة بين الكثير من العلماء، حيث كان الرأي الأول هو أنها من الآيات القرآنية التي نزلت عند استشهاد حمزة في غزوة أحد، وهذا الأمر الذي ذهب إليه أبو هريرة، وأيضا بعض الأشخاص الآخرين ومن بينهم بريدة الأسلمي.
وهناك رأي آخر حول نزول تلك الآية، ومن بينها هو شراء عثمان بن عفان بئر رومة من أجل أن يشرب منها المسلمون.
حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه تحدث إلى الصحابة وأخبرهم أن من يقوم بشراء ذلك البئر، فإن الله عز وجل سوف يغفر له، وهنا قدم عثمان على شرائها ولهذا نزلت الآية الكريمة السابقة.
كما أن هناك مجموعة من الآراء المختلفة حول نزول تلك الآية، فمنهم من يرى أنها نزلت في أبو بكر الصديق، والبعض الآخر من العلماء يرون أنها نزلت في بن عدي، والذي تم تصليبه من قبل أهل مكة، وقاموا بتوجيه إلى المدينة، ولكن الله سبحانه وتعالى قام بتحويله إلى القبلة.
تفسير يا أيتها النفس المطمئنة
وبعد أن أوضحنا لكم مجموعة من آراء العلماء الخاصة حول سبب نزول الاية يا ايتها النفس المطمئنة فسوف نوضح لكم التفسير الخاص بنزول تلك الآية الكريمة، والذي أوضحه القرطبي من خلال النقاط الآتية:
إن التفسير وراء النفس المطمئنة هو النفس الراضية، والتي تكون بحالة من السكينة والاطمئنان بسبب ذكر الله سبحانه وتعالى.
ويقال النفس الآمنة من المخاوف، وأيضًا النفس التي تكون على قدر كبير من السكون، وذلك ناتج عن إيمانها بالله.
كما أن النفس المطمئنة هي تلك النفس التي تكون اطمأنت إلى الله سبحانه وتعالى، وذلك من خلال ذكره وعبادته.
تفسير يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المطمئنة ارجعي إلى رَبِّكِ راضية مرضية
تعتبر تلك الآية من الآيات القرآنية التي يقبل الكثير من الأشخاص على قولها في الكثير من المواقف المختلفة، وبعد أن أوضحنا لكم سبب نزول الآية يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المطمئنة فسوف نقدم لكم التفسير الخاص بتلك الآية بشكل كامل من خلال النقاط الآتية:
إن التفسير الخاص بكلمة يا أيتها النفس المطمئنة هو أن الله ينادي على عباده، وبالأخص على النفوس الآمنة من الخوف من عذاب الله، أو النفوس التي يكون عندها أمل بالله، والتي تؤمن بالله، وتؤمن أنه سوف يرحمها ويحن عليها.
كما أن النفس المطمئنة هي تلك النفس التي تكون مسلمة أمرها لله سبحانه وتعالى، والتي تكون ساكنة، والتي تكون راضية بقضاء الله سبحانه وتعالى وقدره.
وهناك بعض الآراء الخاصة بالعلماء حول تفسير كلمة المطمئنة بأنها النفس التي تكون مخلصة لله سبحانه وتعالى، والبعض يرون أن المقصود بها هو نفس حمزة، أو نفس عثمان بعد أن اشترى البئر.
أما عن تفسير قوله “ارجعي إلى ربك”، فهنا يكون المقصود هو الرجوع إلى الله وكرمه ورحمته.
وبالنسبة إلى تفسير راضية مرضية: فإنه تدل على أن الله سبحانه وتعالى راضي عن تلك النفس، وسوف يراضيها.
ويكمل الله سبحانه وتعالى الآية الكريمة فادخلي في عبادي وادخلي جنتي، ومن خلال ذلك استدل العلماء أن الله يبشر النفس الآمنة المطمئنة والساكنة إليه بدخول الجنة بإذن الله، وذلك ضمن عباد الله الصالحين الذين أعد الله لهم الجنة ووعدهم بالفوز بها.
وهناك الكثير من التفسيرات الواردة حول تلك الآية الكريمة، والتي استندت إلى بعض الأحاديث والروايات القديمة الواردة عن السلف الصالح، أن هذه العبارة الواردة في الآية القرآنية وهي:
قال الله تعالى: “يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ المطمئنة ارجعي إلى رَبِّكِ راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي”.
هي من العبارات التي تقولها الملائكة إلى المسلمين الصالحين عند موتهم، والتي تقوم بتبشيرهم بالجنة عند الموت، وتقول لهم الملائكة يا أيتها النفس الآمنة بالله ارجعي إلى ربك، أي فارقي الجسد، وهناك اختلاف حول ذلك الأمر.
وتعتبر كلمة راضية مرضية من الكلمات التي وردت في نفس الآية القرآنية والتي يتم فيها مخاطبة الله سبحانه وتعالى للعباد المؤمنين الطائعين له، وسوف نوضح لكم التفسير الخاص بتلك الكلمة من خلال النقاط الآتية:
إن قول الله تعالى يشير إلى أن النفس التي تكون مطمئنة لله سبحانه وتعالى، ولدينه، وتقوم بذكره وعباده، يطلب منها الله سبحانه وتعالى العودة إليه.
كما قال الله أن تعود تلك النفس راضية أي تكون راضية بالثواب الذي أعده الله سبحانه وتعالى إليها، وكلمة مرضية تشير إلى أن الله سبحانه وتعالى راضي عنها.
ومن خلال تفسير الحسن أن النفس المطمئنة هي تلك النفس التي اطمأنت إلى الله، وذلك عند يقبضها الله، ورضيت بما كتبه الله لها، وبثوابه فرضي الله عز وجل عنها.
ولهذا وعدها الله بدخول الجنة، وذلك لأنها من ضمن عباد الله الصالحين.
أسئلة شائعة
ما حكم قول يا أيتها النفس المطمئنة؟
إن الكثير من الأشخاص يقدمون على قول تلك الآية القرآنية بالأخص عند وفاة بعض الأشخاص المقربين، ولكن الكثير من العلماء يرون أن هذا الأمر من الأمور الخاطئة، والتي لا يجوز قولها، وذلك لأن المسلم لا يعلم ما إن كانت تلك النفس مطمئنة أو معذبة، حيث إنها من الأمور الغيبية، ولكن من الأفضل أن يتم التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بالدعاء للميت بالرحمة والمغفرة ودخول الجنة.
ما مصير النفس المطمئنة في سورة الفجر؟
إن النفس المطمئنة الواردة في سورة الفجر وبالتحديد في قول الله تعالى: “يا أيتها النفس المطمئنة” هي من النفوس التي وعدها الله سبحانه وتعالى بدخول الجنة، وذلك لأنها اطمأنت إلى الله سبحانه وتعالى وذكرته وعبدته، لذلك أعدتها الله عز وجل ضمن عباده الصالحين، ولهذا كان مصيرها الجنة.
ما معنى الاية يا ايتها النفس المطمئنة؟
إن المعنى الخاص بآية يا أيتها النفس المطمئنة هي تلك النفس المؤمنة بالله العابدة والطائعة له، والتي تكون على يقين بأن الله سوف يغفر لها، والتي تكون مخلصة في العبادة لله سبحانه وتعالى، ويقال إن هذا الحديث توجهه الملائكة للعباد الصالحين، ويقال أيضًا أن الله يعد الصالحين بدخول الجنة ويحدثهم في تلك الآية.
لماذا أقسم الله في سورة الفجر؟
أقسم الله سبحانه وتعالى في سورة الفجر، وذلك لأن الفجر هو الوقت الذي يتم فيه بدء النهار، والذي يتم فيه الانتقال من ظلام الليل القاتم إلى الفجر، والذي يكون بداية للسطوع الخاص بالنهار، وبداية لإشراق الصباح، ولهذا أقسم الله بالفجر لأنه هو مرحلة الانتقال ما بين الظلمات إلى النور.
