الآية الخارقة للعادة التي يؤيد الله بها أنبياءه ورسله
ربما يتبادر إلى الأذهان الرغبة في التعرف على الآية الخارقة للعادة وهي الشئ الذي يؤيد الله عز وجل جميع الأنبياء والرسل أثناء دعوتهم قومهم وهو ما يمكننا التعرف عليه في السطور الآتية من هذا المقال:
الآية الخارقة للعادة والطبيعة هي “المعجزة” وهي التي يؤيد الله به رسله على مر العصور وكل نبي له آية تميزه في قومه.
وكانت هذه المعجزة برهانا للقوم حتى يؤمنوا بأن هذا النبي هو مرسل من عند الله عز وجل.
كانت الأقوام دائمة الشرك بالواحد القهار فكان الله يبعث إليهم الأنبياء مبشرين ومنذرين يدعونهم إلى التوحيد والإيمان بالعزيز الجبار.
كان الرسل والأنبياء يبعثهم الله في الأقوام عندما يشتد الظلام في النفوس والقسوة في القلوب والتجبر في الأرض وكانت هذه الأوقات هي الأكثر شركا بين العباد.
كانت الأقوام تنتشر بينهم الفحشاء دون الخوف من الله فكان الله يبعث إليهم الرسل والأنبياء حتى يكونوا المرشدين لهم ليخرجوا من الظلمات إلى النور حتى يسلكوا سبل الرشاد.
فكان كل نبي لا يلقى إلا الرفض والإهانة ومنهم من قُتل ومنهم من عُذب وكان القرآن الكريم أكبر شاهدا على ذلك في أكثر من موضع في محكم الآيات التي كانت تقص ما لقوه الرسل من أقوامهم.
وعلى الرغم من كل الاختلافات المعارضة مع كل نبي إلا أنها كانت موجود لذا كان لابد أن يأتي الله عز وجل بأية لكل نبي في زمانه ليؤيده بها أمام الكفار والمشركين.
تجدر بنا الإشارة إلى أن المعجزات كانت دائما ما تأتي بأكثر الأشياء التي يتقنها قوم كل نبي فكان رسول الله سيدنا موسى مؤيد بمعجزة العصا بين أقوام يجيدون السحر.
وكان النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه معجزته الباقية الخالدة هي القرآن الكريم لقوم يجيدون الشعر وبلاغة اللغة العربية.
فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث أبي هريرة: “ما من الأنبياء من نبي إلا قد أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر، وإنما كان الذي أوتيت وحيا أوحى الله إلي، فأرجو أن أكون أكثرهم تابعًا يوم القيامة”.
تعتبر المعجزة هي أكبر الدلائل على أن الأنبياء لا يفعلون إلا ما يوحى لهم لأن المعجزة هي آية يعجز البشر عن فعلها.
فكانت المعجزة مؤيدة لرسالة النبي حتى تكون مصداقا لهذه الرسالة وكان نبينا محمد هو أكثر الأنبياء الذي أيدهم الله بمعجزاته.
ما هي المعجزة
في الآتي نغوص سويا في أعماق المعجزة لنستخرج لكم أبرز معانيها:
المعجزة هي أكثر الأمور الخارقة لنواميس الكون والتي لا يمكن لبشر أن يأتي بها.
كما أن المعجزة تدل على الله المعجز الذي لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
في العادة تظهر المعجزة مع كل نبي حتى تؤيد رسالته ويقصد بها إظهار قدرة الخالق على أن يبعث الأنبياء والرسل حتى يصدق القوم ويؤمنوا بالنبي المُرسل.
يعني الإيمان بالله تبارك وتعالى التصديق بآياته وأنبيائه ممن حدث المعجزات على أيديهم لأن المعجزة هي شيء خارق للطبيعة الكونية.
فالمعجزة هي هبة روحانية يمنحها الله للأنبياء والرسل ويعطي لهم القدرة على القيام بها حتى تُثبت صدق النبوة والرسالة.
المعجزة ليست سحرا من السهل القيام به وتعلمه إنما المعجزة لها شروط أهمها أن تكون خارقة للعادة ولا تكون من صنع البشر لأن الله وحده هو القادر على ذلك أيضا ينبغي أن تسلم من المعارضة وأن يتمكن مُدعي الرسالة من الاستشهاد بها على صدق رسالته.
أعظم المعجزات الباقية إلى يوم القيامة
أرسل الله الأنبياء ومعهم المعجزات التي تؤيدهم في الدعوة وفي الآتي نتعرف على المعجزة التي جعلها الله باقية إلى يوم الدين:
المعجزة الباقية هي القرآن الكريم وهو دستور الله في الأرض.
جميع المسلمون لا يقعون في مأزق إلا وتجدهم يلجأن بإيمان ويقين إلى القرآن الكريم.
القرآن هو أعظم المعجزات التي أيد الله نبيه الكريم بها ولكن لم تذكر عليه لفظة المعجزة إلا عندما تم تدوين العلوم في عهد الصحابة الأجلاء في قرون متقدمة.
دائما ذكر القرآن الكريم يرتبط بالشفاء والبينة والآية وقد أطلق عليه العلماء اسم معجزة لأن ليس له مثيل على وجه الأرض.
وكان القرآن الكريم تحديا من الله للعرب الذين عُرف عنهم البلاغة وفصاحة الله وكان الإعجاز بعدم قدرتهم على أن يأتوا بآية واحدة تماثل آيات القرآن الكريم.
هذا بالرغم من أن الله تحداهم فيما لديهم القدرة عليه وهو طلاقة اللغة لذا فإن القرآن الكريم هو المعجزة الكبرى للنبي صلوات ربي وسلامه عليه إلى جانب جملة من المعجزات التي أيد الله بها نبيه أمام قومه من المشركين.
وقد ذكر الله تعالى في كتابه الكريم أن الإنس والجن بكل ما لديهم من قوة لن يتمكنوا من أن يأتوا بأية واحدة من القرآن الكريم حتى وإن اجتمعوا على ذلك.
كما جاء في قول الحق سبحانه وتعالى (قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَىٰ أَن يَأْتُوا بِمِثْلِ هَٰذَا الْقُرْآنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا).
وذلك لأن القرآن هو كلام المولى عز وجل فهو كلام إعجازي.
معظم الأنبياء كانت لهم معجزات لكنها كانت ترتبط بشكل كبير في الزمان الذي حدثت فيه المعجزة أي لم يرها سوى من حضروها فقط حيث تنقرض مع اختفاء الشاهدين عليها.
بينما القرآن الكريم باقيا حتى يوم الحشر وهو المعجزة الكبرى والعظمى لنبيه سيد الخلق ولم يُعط أحد من الأنبياء مثل القرآن الكريم.
من معجزات الرسول؟
جاء النبي صلى الله عليه وسلم برسالة التوحيد في بيئة يملأها الشرك والكفر فقد كان من المتوقع أن يعارضه قومه على الدوام خشية أن يأخذ منهم السيادة إلا أن الله دائما ما كان ينصره ويؤيده بالكثير من المعجزات نذكر لكم منها:
رحلة الإسراء والمعراج
من أكثر المعجزات التي من شأنها أن تثبت رسالة النبي صلى الله عليه وسلم حيث أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وتحدث مع الأنبياء في السموات وكل ذلك حدث في ليلة واحدة:
وكانت هذه الرحلة تسرية عن القلب النبي لوفاة زوجته السيدة خديجة وعمه أبو طالب.
كان المشركون أشد تكذيبا لهذا المعجزة لأنه لا يعقل أن يذهب النبي إلى هذه الأماكن في ليلة واحدة فقط.
وهي الرحلة التي تأخذ الكثير من الأشهر ذهابا وعودة.
انشقاق القمر
وكانت بطلب من المشركين إذ قال أنس بن مالك “أن أهل مكة سألوا الرسول في آية فأراهم القمر شقين حتى أنهم رأوا الجبل بينهم”: