تعتبر مهارات التفكير الناقد من أبرز الأمور الهامة التي يتوجب على كل فرد أن يُنميها من أجل الحصول على نسب مرتفعة منها.
مما يعمل على انعكاس إيجابيات التفكير الناقد على حياة الفرد العلمية والفكرية.
إذ أنه لا يمكن أن نضع تعريف شامل لجميع جوانب التفكير الناقد خاصة وأنها مهارة يمكن اكتسابها بالتعلم وهي أيضا قابلة للتطوير.
كما أن هذه المهارات لا تسلم بالافتراضات والقوالب المُسبقة إنما تحتاج إلى وعي فكري شامل.
مقدمة بحث عن التفكير الناقد
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أكرم الخلق والناس أجمعين أما بعد:
نضع الآن بين أيديكم خلاصة هذا البحث الشامل الذي قد تناولنا فيه التفكير الناقد من أكثر من زاوية له.
ننطلق من كون التفكير الناقد هو واحدا من العلوم الإيجابية التي تنعكس على الشخص بالعديد من الإيجابيات وفي هذا البحث نعرف التفكير الناقد والمراحل الخاصة بنشأة التفكير.
ثم نختم معكم بحثنا بالتعرف على المعوقات التي قد تقف عائقا أمام المفكر الناقد.
ما هو التفكير الناقد
التفكير هو واحدا من المصطلحات العلمية وقد اختلف المفكرين والعلماء في إيجاد التعريف الواضح والشامل لفقرات التفكير إذ يتم تناول تلك الظاهرة بالكثير من المجالات والوجوه وفقا لما يلي:
اعتنق الفلاسفة الكثير من التعريفات لمصطلح التفكير الناقد وجميعها جاء بمجمل الاستناد على الفهم لكل فيلسوف فيهم والزاوية الخاصة بتصوير التفكير تبعا لما يلي:
الفيلسوف إدوارد جليسر: رأي هذا الفيلسوف أن التفكير الناقد هو المستوى في الخبرة التي يكتسبها الفرد والتي تنتج عن الصعوبات التي حتما مر بها في السابق وبالتالي يكون قادرا على معرفة مناهج الاستدلال والتقصي بطريقة منطقية والتمكن من استخدام مهاراته في تطبيق المعرفة.
الناقدة ديانا هالبرن: في رأيها أن تعريف التفكير الناقد هو واحدا من أنماط التفكير الهادفة إلى تحقيق تطور محدد يمكن من خلاله استخدام الخبرات الهامة وطرق الاستدلال في تحديد الاحتمالات المتوقعة التي بإمكانها المساهمة في الوصول إلى نتيجة تلائم خطوات البحث عن القرار الصحيح.
الفيلسوف روبرت إنيس: يرى أن التفكير الناقد هو نوع من التفكير العقلاني يبنى على مجموعة من القرارات لما يجب عمله تجاه أحد الأمور.
نشأة التفكير الناقد
يرجع التفكير الناقد إلى أزمنة بعيدة إذ أنه عرف هذا النوع من التفكير لدى فلاسفة اليونان القدامى وقد وضعوا له عددا من القواعد والأسس التي قام عليها إنشاء التفكير الناقد ومن الممكن أن نراها عند الفلاسفة الآتين:
عند سقراط: بإمكاننا اعتبار بداية العمل بالتفكير الناقد بدأت عند سقراط إذ أنه اكتشف الكثير من الأمور من خلال استجواب التساؤل وبالتالي فإن البشر غير قادرين على تبرير ادعائهم بالمعرفة تبعا لطرق عقلانية.
وقد وجد سقراط أن الأدلة غير الكافية والمعاني المرتبكة تختفي تحت الخطاب السلس بصورته العامة والتي في العادة تكون فارغة من المحتوى المفيد.
أعمال سقراط: وضع سقراط الأجندة الخاصة به في بداية التفكير الناقد فيما يعرف بالتشكيك في التفسيرات والمعتقدات التي تناقلت بين الناس.
والهدف من تلك الخطوة هو تمييز المعتقدات بين المنطقية والمعقولة وقام بها عن طريق تبيان أهمية البحث عن الأدلة والأهمية في فحص الاستدلال للخروج بنتيجة مقبولة ومنطقية.
التفكير الناقد عند أرسطو وأفلاطون: قام أفلاطون بمتابعة نهج سقراط والسير خلفه على نفس النهج ثم التحق بهم بقية الفلاسفة والمفكرين في هذه الحقبة من الزمن ممن كان يشككون في نهد التفكير الناقد.
وقد خرجوا بقاعدة هامة وهي أن الأشياء تكون مختلفة عما تبدو لنا عليه وأن العقل المُدرب هو ما يتم العمل عليه بالإعداد الكافي.
خصائص التفكير الناقد
ينبغي على الشخص الذي يود اعتناق التفكير الناقد في حياته الشخصية أو العملية أن يتعامل مع البحث في الغموض وما وراء المعرفة لأنهما الجزء الرئيسي في التفكير الناقد الذي يرتبط بالشك بشكل جذري وكانت خصائص التفكير الناقد كما يلي:
المواقف: يتصف المفكر والناقد بأنه شخص منفتح على العقل ومبدأ الإنصاف إذ يقوم المفكر باعتناق الدقة والوضوح كما يمتلك المساحة الكافية من أجل الاستماع إلى مختلف وجهات النظر كما يمتلك القدرة على تغيير وجهة نظره إذا تطلب الأمر ذلك.
المعايير: ينبغي أن يمتلك المفكر مجموعة من الشروط التي تلبي متطلبات التفكير الناقد في الحكم على شيء ما.
الموضوعية: ينبغي الاستناد في التأكيد على الأفكار من خلال وجود حقائق دقيقة تتبع بصورة رئيسية وصلات ذات مصادر دقيقة وموثوقة غير متحيزة إلى طرف بعينه كما تخلو من المغالطات المنطقية وتكون مترابطة بشكل منطقي وقوي.
الحجة: وهي جملة من الأدلة التي يتم وضعها من أجل تبيان قوة الفكرة التي تم التوصل إليها بواسطة التفكير النقدي.
الاستدلال: وهي تشمل قدرة الشخص على بناء نتيجة أو أكثر وحتى يتم الوصول لذلك يحتاج الأمر القيام بفحص العلاقات المنطقية بين بيانات الموضوع.
وجهة النظر: وهي تتضمن طريقة الفرد في النظر إلى العالم ومن خلال هذه النظرة يبني رؤية خاصة به حيث أن الكثير من الفلاسفة والمفكرين ينظرون إلى الظواهر الطبيعية من خلال وجهات نظر مختلفة.
إجراءات تطبيق المعايير: وهو اعتناق مجموعة من الإجراءات في تطبيق المعايير الهامة وتضم مجموعة كبيرة من الأسئلة يُستند عليها في تحديد الافتراضات وإصدار الأحكام.
وإلى هذه المنطقة نكون قد وصلنا بكم ومعكم إلى نهاية بحثنا عن التفكير الناقد وقد تناولنا خلال فقرات البحث موضوع التفكير الناقد حتى يكون مرجعا هاما لمن يحاول البحث عن نشأة التفكير الناقد وعن أبرز خصائصه.
إذ تنطلق أهمية التفكير الناقد من انعكاسه على جميع الأمور في الحياة الشخصية والحياة العلمية وأيضا العملية.
وقد انتقلنا في سطور بحثنا عبر تعريف التفكير الناقد ثم تجولنا قليلا في نشأة التفكير الناقد.
كما قد تعرفنا على معايير التفكير الناقد الرئيسية والمهارات التي يتمكن المفكر الناقد من أن يتبعها في أسلوبه وأن يكتسبها خلال رحلته الممتعة في أعماق الأمور للخروج منها بنتيجة مُرضية.
أيضا يمكن للمفكر اتباع بعض الطرق من أجل تطوير هذه المهارات واستخدامها على نطاق أوسع في جميع حياته.
نسأل الله التوفيق وأن يكون بحثنا هذا هو مرجع مفيد لكل طالب يفتش في أغوار التفكير الناقد وأن يكون ما قدمناه شاهدا لنا لا علينا وأن خيرا نؤجر عليه في صحيفة أعمالنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أسئلة أخرى قد تهمك
كيف اسوي بحث عن التفكير الناقد؟
تحديد الصلة وهي واحدة من أبرز أجزاء التفكير النقدي من خلال التعرف على المعلومات الأكثر أهمية بالنسبة للمفكر.
من صفات أصحاب الفكر الناقد؟
من أبرز صفات المفكر الناقد الإقناع وذلك يساعد كثيرا في إيصال آرائه وأفكاره إلى المتلقي ومن ثم إقناعه بتلك الأفكار، كما أنه شخصية متعقل لا يميل إلى السذاجة فلا يربط بين العاطفة والتفكير، كثير السؤال في كل ما هو مبهم بالنسبة له، محلل بارع يبحث بشكل متعمق في زوايا المشاكل وطرق الحل لها.
كم عدد مهارات التفكير الناقد؟
تشتمل مهارات التفكير الناقد الرئيسية على المعرفة والاستيعاب والملاحظة والتطبيق والتي تتجه هذه المهارات إلى حل المشكلات الأكثر تعقيدا عن طريق التحليل والتركيب والتقويم وهذه الفئة تعتمد على الإبداع والابتكار في إيجاد الحلول للمشكلات.
