عرف العالم على مر العصور الكثير من الحروب والثورات حيث كان الدافع الرئيسي ورائها بل ومحركها الأساسي هو حب الاستعمار وحب السيطرة في النفس البشرية.
وهذا كان سببا في جعل الإنسان يصارع بشكل دائم في الحصول على الخيرات من البلاد التي تم استعمارها.
حيث استمر بعض الحروب لسنوات طويلة مثل الحرب العالمية الأولى والبعض الآخر انتهى سريعا ولكنها قد خلفت وراءها الكثير من الدمار.
وقد سميت بالحرب العالمية نظرا لأن الكثير من الدول حول العالم قد اشتركت في هذه الحرب وكانت قد امتدت إلى فترة 4 سنوات.
وقد سميت بالأولى بعد اندلاع الحرب العالمية الثانية وقد كان لهذه الحرب أسباب مباشرة وأخرى غير مباشرة ولها الكثير من النتائج المدمرة التي لا يزال العالم يدفع ضريبة هذه النتائج إلى يومنا الحالي.
وقد عرفت الحرب العالمية الأولى باسم الحرب العظمى نتيجة اشترك الدول العظمى بها حيث قامت الحرب في أوروبا يوم 28 يوليو عام 1914م وانتهت في 11 من نوفمبر عام 1918م ونظرا لضخامة الحرب قيل أنها ستنهي جميع الحروب.
قامت الحرب بنحو 70 مليون عسكري منهم 60 مليون أوربي وقد مات في هذه الحرب ما يزيد عن 9 مليون مقاتل و7 مليون مدني.
وكانت هذه الحرب سبب في مجموعة من الأمراض وجرائم الإبادة الجماعية والأوبئة مثل الإنفلونزا الإسبانية التي كانت سببا في وفاة ما بين 50 إلى 100 مليون شخص في مختلف دول العالم عام 1918 وهو ما يعادل ضعف عدد القتلى في الحرب.
وكانت الحرب سببا في العديد من الثورات مثل ثورة 1917 وثورة 1923 في الكثير من الدول التي شاركت فيها وقد كانت الصراعات الغير محلولة هي السبب في اندلاع الحرب العالمية الثانية بعد 20 عام.
أسباب الحرب العالمية الأولى
كانت الحرب العالمية الأولى هي الحرب الأكثر بشاعة في التاريخ البشري بأكمله حيث تم استخدام الأسلحة المدمرة والمتطورة واستخدمت طاقات هائلة من البشر وألحقت خسائر حضارية ضخمة وكان لهذه الحرب أسباب كثيرة نذكر منها الآتي:
تغيير موازين القوى العالمية
في النصف الثاني من القرن الـ 19 ظهرت دول منتجة جديدة منها اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وإيطاليا وفرنسا التي تصدرت الإنتاج الصناعي لفترة زمنية طويلة عالميا وألمانيا.
وفرة الفحم في مقاطعتي اللورين والالزس التي تم انتزاعها من فرنسا بعد قيام حرب الـ 70 كانت سببا في بروز ألمانيا الصناعية لتزاحم منتجاتها غالبية الدول كبلجيكا وهولندا.
وكان ذلك سببا في انكماش السوق البريطاني من 23% إلى 12% سنة 1880م مما نتج عنه عمق صراعي بين الدولتين.
كانت سياسة ألمانيا الهندسية في التخطيط الصناعي واهتمامها بتوسيع الموانئ وطرق النقل وتسهيل رسو السفن سببا في جعل بحرية ألمانيا أقوى قوة بحرية على مستوى العالم عام 1900 بعد بريطانيا.
الصراع حول المستعمرات
من ضمن أسباب اندلاع الحرب كان صراع الدول المتطورة حديثا على المستعمرات مثل اليابان والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا.
وكانت لديها حصص بسيطة لا تناسب هذا التطور مثل بريطانيا وروسيا وفرنسا.
حيث كانت تقاوم التوسعات الاستعمارية للدول الباحثة عن أسواق وموارد جديدة لاستدامة تطورها.
إذ كان الطموح الاستعماري واحدا من الأسباب الأساسية لاندلاع الحرب.
وكانت ألمانيا من أكثر الدول التي تعمل على السيادة وتقسيم مناطق النفوذ معتمدة في ذلك على قوتها ونمو سكانها وسعة اقتصادها.
سياسة إقامة الأحلاف الدولية
وهذه السياسة كانت من أجل تقسيم الدول الأوربية لمعسكرات متعادية وينظرون إلى بعضهم البعض بنظرة شك وهذا جعلها تقوي القوات البرية والبحرية لها وتعمل على تطويرها.
وكان وراء التكتلات والأحلاف عوامل سياسية منذ تأزمت العلاقات الألمانية الفرنسية واندلاع الحرب الفرنسية البروسية بين عامي 1870/ 1871م نتيجة استيلاء ألمانيا على مقاطعة اللورين ومقاطعة الالزاس بسبب احتوائهم على الحديد والفحم.
ومنذ عام 1872 كان انعقاد عدة تحالفات بين أطراف مختلفة الأهداف والمصالح ومنهم:
عصبة الأباطرة الثلاثة 1872/ 1887م: تم عقده في برلين بين إمبراطور النمسا وإمبراطور ألمانيا وقيصر روسيا وكان للمحافظة على أوضاع السياسية ومقاومة الأفكار الثورية في الإمبراطوريات الثلاث.
التحالف الثنائي الألماني النمساوي 1879م: كان بين ألمانيا وإمبراطورية النمسا لمدة 5 سنوات قابلة للتجديد.
الحلف الفرنسي الروسي 1891/ 1894م: كان بين فرنسا وروسيا وهو أن تساعد روسيا فرنسا إذا هاجمتها النمسا أو ألمانيا.
التحالف الثلاثي 1882م: وكان بين ألمانيا والنمسا وإيطاليا وكان يهدف لعزل فرنسا وفرض هيمنة ألمانيا على أوروبا.
معاهدة إعادة التأميم 1887م: تمت بعد انتهاء عصبة الأباطرة الثلاثة وكان تعرف بالحلف الثنائي بين ألمانيا وروسيا.
الاتفاق الودي 1904/ 1907م: وهو أبرز التحالفات إذ عمل على انقسام قارة أوروبا بعد شعور بريطانيا بالخطر الألماني فتقربت من روسيا وفرنسا حيث وقعت اتفاقية مع فرنسا 1904 لتسوية الخلافات ثم وقعت اتفاقية مع روسيا 1907 لحل خلافات آسيا.
نمو الروح العسكرية وتصادم المصالح الاقتصادية
عملت كبرى الدول الأوروبية منفردة لرفع مستوى قدراتها العسكرية وكانت نتيجة ذلك اتجاهين مؤثرين.
أصرت الدول المتصارعة على الاحتفاظ بأساطيلها وجيوشها وأنشأت شبكات تجسس لتراقب خطوط الأطراف الأخرى.
سيطرة بعض العسكريين على الحكم وتوجيهه في إطار عسكري.
البحث عن أسواق خارجية بعد الثورة الصناعية لتصريف منتجاتهم الاقتصادية.
الاندفاع السياسي والتنافس الأوروبي لتوسيع ممتلكاتهم في ما وراء البحار ودعم النفوذ السياسي.
السبب المباشر للحرب
يعتبر السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الأولى هو اغتيال ولي عهد النمسا وزوجته في سراييفو عام 1914م والذي كان عضو منظمة اليد السوداء في صربيا ليكون الاغتيال سببا في تعميق الخلافات بين الدول.
حيث وجهت النمسا إنذار صارم بالاتفاق مع ألمانيا إلى حكومة صربيا بتسليم قتلة الأرشيدوق وفتح تحقيق في الحادث بمحققين نمساويين.
إلغاء التنظيمات العسكرية السرية المعادية للنمسا.
إذ اعتبرت النمسا رفض واحدا من بنود الإنذار هو رفض للإنذار ومنحت صربيا 48 ساعة للرد.
وافقت صربيا على البنود لاسيما تدخل المحققين النمساويين لأن ذلك تشكيكا في نزاهة القضاء الصربي.
بالتالي اعتبرت النمسا أن هذا رفض للإنذار فقطعت معها العلاقات الدبلوماسية وأعلنت تعبئة عسكرية جزئية ثم إعلان الحرب على صربيا.
أعلنت روسيا مساندتها حليفتها صربيا إذ طالب النمسا إيقاف العمليات العسكرية واللجوء للتحكيم وأعلنت التعبئة الجزئية كما صرحت ألمانيا بتعبئة جزئية إذا لم تلغي روسيا تعبئتها لترد روسيا بالتعبئة الكلية.
ترد ألمانيا على روسيا بتعبئة كاملة لتعلن فرنسا بالتعبئة الكلية.
نتائج الحرب العالمية الأولى
انتهت الحرب بفوز روسيا وحلفائها 1918م وكان لهذه الحرب عدة نتائج منها الآتي.
تراجع مراكز أوروبا في العالم.
السلام المنقوص.
أسئلة أخرى قد تهمك
لماذا سميت دول الحلفاء بهذا الاسم؟
لأنها مجموعة من الدول تحالفت مع بعضها البعض ضد القوى المحورية ألمانيا وتركيا وهنغاريا والنمسا.
كيف كانت نهاية الحرب العالمية الأولى؟
انتهت الحرب بانتصار دول الحلفاء بموجب الهدنة التي وقعتها بين دول المحور ودول الحلفاء إذ نتج عنها جلاء ألمانيا عن الأراضي التي قامت باحتلالها وتم توقيع معاهدة فرساي مع ألمانيا في باريس يوم 28 يونيو عام 1919م.