محتويات المقال
ومن أهم العقوبات هو العذاب الذي يقع على الفرد في الدنيا والآخرة لأن الله سبحانه أنعم على البشر بما لا يعد ولا يحصى من النعم كما جاء في قوله تعالى (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ اللهَ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ).
لهذا يجب على البشر أن يشكروا الله على تلك النعم التي وهبهم إياها كما جاء في قوله تعالى: (وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ۖ وَلَئِن كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ).
كما ذكر الله في قصة سبأ ما جاء في قوله تعالى (لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ *.
فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ * ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ).
حيث جاء في قول الله تعالى (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لقَومِه اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أنْجَاكُم مِن آل فِرعَون يَسُومُونَكُم سُوءَ العَذَابِ).
توجد عدة أسباب من شأنها أن تدفع عقوبة كفر النعم ومنها شكر نعم الله وهي كما يأتي:
الكفر له شقين وهما الكفر الأكبر والكفر الأصغر ويعد كفر النعمة من الكفر الأصغر الذي يعاقب عليه الجاحد بها:
وقيل عن كافر الإنكار أنه ملحد وقد جاء في قوله تعالى (وَمَنْ أظْلَم مِمَّنِ افْتَرى علَى اللٌَه كَذِبًا أَو كَذَّبَ بِالحَقِ لَمَّا جَاءَه أليْسَ فِي جَهَنَّم مثْوَى لِلكافِرين).
كفر الاستكبار: من أبرز أمثلته كان إبليس وما ارتكبه في حق الله عز وجل وأيضا في حق نفسه إذ لم يستجب لأمر الله بالسجود لآدم وامتنع متكبرا حيث قال الله تعالى (وَإِذْ قُلْنَا لِلمَلائِكةِ اسْجُدُوا لآدَم فَسَجدُوا إلَّا إبْلِيسَ أَبَى واسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الكَافِرينَ).
كفر الشك: وهو ما يقوم به المسلم عندما يغلب عليه الظن والشك بل ويسيطر على كل تفكيره وقد ذكر القرآن الكريم هذا النوع في قوله تعالى (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً، وَمَا أَظُنُّ الساعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنْقَلَباً.
قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَواكَ رَجُلاً، لَكِنا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا).
كفر النفاق: وهو إظهار الشخص شيء وإخفاء نقيضه كأن يخفي الكفر في قلبه ويظهر الإيمان وقد صنف ذلك على أنه أسوأ الأنواع من الكفر وفي القرآن الكريم توعد الله المنافقين كما جاء في قوله تبارك وتعالى (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً).
الحقيقة في شكر النعم هي بيان وإظهار النعمة والاعتراف بها لله لله بالخضوع له وحده والاستسلام لما أمرنا به تعالى:
فقد قال الله تعالى في كتابه (وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ).
حيث وجب على المسلم الشكر بالقلب والجوارح وليس اللسان فقط لأن ذلك يكون أساس الشكر وأهم شكر هو العمل كما جاء في قوله تعالى (اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ).
أسئلة أخرى قد تهمك
ينقسم الكفر إلى قسمين وهما الكفر الأكبر والكفر الأصغر إذ أن الكفر الأكبر يقتضي خروج الشخص من الملة.
يمكن الاستغفار من كفر النعمة والرجوع عنه والتوسل إلى الله حتى يقبل التوبة وهو معصية كبيرة يترتب عليه الكثير من العقوبات.
هناك الكثير من الآيات التي توضح العقوبة المترتبة عن كفر النعم منها قول الله تعالى (وَضَرَبَ اللَّهُ مثَلًا قَريةً كَانَت آمنَةً مُطْمَئِنَّة يَأتِيهَا رِزقُها رَغدًا مِن كُل مَكَان فَكَفرَت بِأنعُم اللَّهِ فَأذاقَها اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ والخَوفِ بمَا كَانُوا يَصْنَعُون).