يعد الدب القطبي من بين فئة الحيوانات التي تتكيف العيش في الجليد، حيث يعيش في كافة أنحاء القضب الشمالي، ويتميز بمجموعة من الخصائص الشكلية وكذلك السلوكية التي تؤهله للبقاء على قيد الحياه في تلك البيئة المجمدة، وهذه الخصائص هي كالآتي:
يمتلك الدب القطبي جلدا أسود اللون، حيث يساعده اللون الأسود على امتصاص أشعة الشمس بصورة جيدة، ومن ثم يعد لون الدب القطبي، على رأس الأسباب التي تساعده على العيش في الجليد.
كما يمتلك فراء خارجياً سميكاً يكسوه، لونه أبيض، حيث يعد ذلك الفراء وسيلة تمويه جيدة تتناسب مع بيئة الثلج والجليد ذات اللون الأبيض، ويتمثل كذلك دور هذا الفراء في توجيه أشعة الشمس والحرارة، في أتجاه بشرة الدب الداخلية.
ويكسو هيكل الدب القطبي طبقة سميكة من الدهون، توجد تحت جلده وتعمل على مساعدته على الدفيء في ظل هذه البيئة المتجمدة.
ويتميز الدب القطبي بكفوفه الواسعة المسطحة المغطاة كذلك بالفراء في الجزء السفلي، مما يساعده ذلك على الاحتفاظ بدرجة الحرارة، ومنعه من الانزلاق على الجليد، حيث تعمل هذه الكفوف الواسعة المغطاة بالفرو كالأحذية الثلجية، ومن ثم يعتبر هذا الفراء له دور فعال لتكيف الدب القضبي للعيش في الجليد.
كما يتميز الدب القطبي برقبته الطويلة وذلك مقارنة بباقي أنواع الدببة، حيث تساعده رقبته على السباحة بمهارة، كما أنه يقوم بأغلاق خياشيمه أثناء السباحة حتى لا يدخل أليها الماء.
ويمتلك الدب القطبي أرجل قوية تساعده على الركض لمسافات طويلة، ومن ثم يستطيع أن يلحق بفريسته ويحصل على غذاءه.
ولا يحتاج الدب القطبي للسبات الشتوي في الظروف الجوية السيئة، ولكنه من الممكن أن يدخل في حالة سبات يستيقظ منها بصورة سهلة، وعند ذلك يقوم بالحمل ويبدأ نومه العميق.
ولا يمكننا التغافل عن ذكر مميزات أنثى الدب القطبي، التي تستطيع القدرة على الحمل والولادة أثناء فترة الثبات والخمول، حيث أن ولادتها تكون في شهر كانون الثاني، وقبل أن تضع تقوم بحفر مكان يتناسب مع صغارها، ثم تقدم لهم ما يكفي من الحليب.
موطن الدب القطبي
في سياق ذكر بعض المعلومات عن تكيف الدب القطبي في الجليد، فسوف نذكر كذلك من خلال النقاط التالية ما هو موطن الدب القطبي، وذلك على النحو الآتي:
يعيش الدب القطبي في الأماكن التي توجد بالقرب من الدائرة القطبية الشمالية، مثل روسيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والنرويج وجرينلاندا.
وتتميز هذه المناطق بانخفاض درجة حرارتها حيث من الممكن أن تصل إلى حوالي 29 فهرنهايت في المتوسط، أي ما يعادل _34 درجة سيلس يوس.
وقد سجلت أدنى درجة حرارة لهذه المناطق التي قدرت بحوالي _92 فهرنهايت أي حوالي _69 درجة سيلسيوس.
وتعتبر المياه كذلك في هذه المناطق شديدة البرودة حيث بلغت حوالي 28 فهرنهايت أي _2 درجة سيلسيوس وهي درجة التجمد لمياه البحر.
ولذا يعتبر تكيف الدب القطبي في الجليد غاية في الأهمية، ويرجع ذلك لطبيعة موطنه البارد بدرجات الحرارة الشبة متجمدة.
غذاء وتكاثر الدب القطبي
نوضح من خلال النقاط التالية أهم المعلومات حول غذاء وتكاثر الدب القطبي، وذلك على النحو الآتي:
يتغذى الدب القطبي على آكل اللحوم بوجه خاص، وذلك على الرغم من أن أنواع الدبب الاخرى تتغذي على اللحوم والنباتات.
ويعتبر حيوان الفقمة هو الوجبة المفضلة لدى الدب القطبي، ويستطيع أن يشم رائحتها لمسافة تصل إلى أميال أي ما يزيد عن 1.6 كيلومتر، ثم يقوم بتحديد موقعها.
ثم ينتظر و يختبئ، حتى تصبح هذه الفريسة على السطح ومن ثم يقوم بسحبها وسحق جمجمتها بفكية القويان.
بالإضافة إلى أن الدب القطبي يتغذى على الفقمات، فأنه أيضا يتغذى على البيض وسرطان البحر والمحار وصغار الحوت الأبيض وفي بعض الأحيان على الدبب الصغيرة.
ومن ثم تجدر الإشارة إلى أن الدب القطبي من النادر أن يهاجم البشر، ألا أذا كان جائعا للغاية أو تمت مهاجمته من البشر.
وعن تكاثر الدب القطبي، فالإناث تتكاثر في سن الرابعة أو الخامسة من العمر، أما الذكور فيبدأ تكاثرها في سن السادسة.
وتبدا فتره تزاوج الدب القطبي في شهر نيسان أو أيار، أما عملية الولادة، فتحدث ما بين شهري تشرين الثاني وشباط.
التكيف
من المعروف أن كافة الحيوانات باختلاف أنواعها تحتاج دائما لسد احتياجاتها من المأكل والمأوى وكذلك عملية التكاثر، ولكي تستطيع تلبية هذه الاحتياجات، يجب أن تتكيف مع بيئتها، ويعرف التكيف بأنه سلوك أو سمة جسدية تساعده على تحسين فرصة بقاء الحيوان مع بيئته المتعايش بها، ومن ثم تختلف عمليات التكيف من حيوان لآخر وذلك بناء لتباين واختلاف العوامل الجوية مثل التضاريس ودرجة حرارة المناخ، وكذلك ظروف البيئة المحيطة كتوافر الغذاء الملائم، وتجدر الإشارة إلى أن عملية التكيف تستغرق آحيانا مئات وآلاف السنيين، للوصول إلى الصفات السلوكية والجسدية، التي تساعد الحيوان أن يبقي حيا على قيد الحياه، ومن الجدير بذكره أن هذه الصفات تصبح مورثة من جيل لجيل أخر.
كيفية المحافظة على الدب القطبي
أجريت العديد من الدارسات والأبحاث حول كيفية المحافظة على الدب القطبي، وذلك نظراً لأنه يعيش في بيئات نائية وبكثافة منخفضة، ففي عام 2015، أصدر بياناً من قبل الاتحاد الأوربي لحماية البيئة، حيث كان مضمونه أن عدد الدببة القطبية يتراوح ما بين 22000 و31000، وقد تم وصفها بانها معرضة للخطر بصورة واضحة، وذلك على الرغم من تكيف الدب القطبي في الجليد، كما أثبتت الدارسات أن عدد الدبب في القطب الشمالي ينخفض بمعدل 30 % خلال الأجيال الثلاث القادمة، وذلك يرجع لتغيير المناخ، مما يعمل على تقليل فرصة البيئة المناسبة لهم، وبالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى التي أدت الي معدل الانخفاض ومنه تلوث البيئة بالمواد السامة وبدء البشر باستخدام بعض العروض الترفيهية، وقد أضاف كذلك الصندوق العالمي للحياة البرية أن الدب القطبي يعد مؤشراً على التوازن البيئي، في القطب الشمالي، ومن ثم تتم دراسته لاكتشاف مدى الخطر الذي يهدد الدببة القطبية، والذي يرجع إلى وجود خطأ في نظام البيئة الخاص بالقطب الشمالي.
أسئلة شائعة
كيف يتكيف الدب في القطب الشمالي
تتميز الدببة بوجود طبقة من الشحوم تعمل على عزل الحرارة عن جسدها، حيث تبلغ سمك هذه الشحوم حوالي 10 سنتيمترات، بالإضافة إلى أن الدبب يكسو جلدها الفرو الذي يعمل على تدفئتها.
كيف يتكاثر الدب القطبي
تتزاوج الدبب القطبية كل ثلاث سنوات، ويقوم الذكر بترك الأنثى بعد عملية التزاوج وتمضى الأنثى فترة حملها في بيتها الثلجي، وتضع صغارها وترضعهم الحليب وعندما يصبح عمر صغارها ثلاثة اشهر يغادرون البيت الثلجي، ليكتشفوا مهارات الحياه الجدية، ويظل الصغار في كنف أمهم إلى أن يصبح عمرهم ثماني وعشرون شهراً.
ما هي خصائص الدب القطبي؟
يمتاز الدب القطبي بجسمه الضخم وعنقه الطويلة، حيث أنه يعد من أكبر الحيوانات التي تعيش في اليابس وتآكل اللحوم، ويكسو جلدة بالكامل الفراء الأبيض الذي يتلاءم مع طبيعة البيئة الثلجية، ويتميز كذلك الدب القطبي بسيقانه الطويلة التي تساعد على الركض لأميال طويلة لالتهام فريسته وسد حاجته من الغذاء.
