إليك اليوم مقالاً عن خطبة عن حب الوطن قصيرة جدا. كانت الخطبة منذ القدم فن أدبي رائع يحاول الخطيب من خلاله توصيل فكرة معينة للجمهور أو لجماعة من الناس. وقد استخدمها الكثير من الناس على مر العصور في أنواع مختلفة من الأغراض منها الأغراض السياسية والدينية والثقافية ومن الأغراض الدينية هي خطبة الجمعة التي تذاع في المساجد وشاشة التلفاز كل يوم جمعة في وقت صلاة الظهر كما أنها تستخدم لنشر الوعى الصحي والثقافي بين الناس وأننا اليوم من خلال هذه الخطبة على برونزية سنحاول بواسطتها التعبير عن حب الوطن والانتماء له من أجل العمل على رفعته وعلو مكانته بين الأمم.
محتويات المقال
خطبة عن حب الوطن قصيرة جدا
المقدمة
الحمد لله العلى العظيم الكريم الذي وهب لنا بلداً أمناً وأماناً نعيش فيه ونستظل بظله وجعله من أفضل وأجمل وأشرف الأوطان لذلك فنحن نعتز به في المشارق والمغارب من الأرض. ووهب لنا فيه الطعام والشراب والعمل وكل ما نحتاج. وأن شعور الانتماء وحب الوطن لهو أن أعظم الأشياء. فالك الحمد على ما أنعمة به علينا يا ربنا وأوليت وتفضلت. وأصلى وأسلم على نور العيون والقلوب الذي بلغ الرسالة أدى الأمانة وجاهد في سبيل رفعة هذا الدين وحمايته الذي قال لنا أن من مات وهو يدافع عن وطنه وأرض بلاده فهو شهيد فالهم صلى وسلم وزد وبارك على نبينا محمد “صلى الله عليه وسلم ” أما بعد:
متن الخطبة
هناك الكثير من الأمور التي يمكن لك أن تفعلها حتى تخدم الوطن الذي تعيش فيه كما أن هذا ليس من باب الفضل منك وأنما هو واجبك نحو وطنك الذي يجب أن تؤديه وأن الله “عز وجل” سوف يعطيك الكثير من الثواب والأجر على ذلك. ويجب أن تكاتف أبناء الوطن كلهم ويحرصوا على رعاية أوطانهم والحفاظ عليها ضد من يريد النيل منها. فأن هذه المسؤولية لبست مسؤولية ضباط الجيش وحدهم وإنما هي واجب وطني على كل فرد من أفراد المجتمع كلاً منهم يخدم وطنه في المكان المناسب له والصحيح.
فأن الطبيب مسؤول عن صورة وطنه في علاجه للمرضى بأمانة وشرف وأن المعلم مسؤول عن تخريج جيل مميز وراقي يخدم الأمة الإسلامية. والعامل مسؤول كذلك في أداء عمله بأمنة وشرف فكما جاء في الحديث عن الرسول “صلى الله عليه وسلم” أنه قال : ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤول عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْؤولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ ومَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، -قَالَ: وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ- وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْؤولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ))
فأن هذا الحديث جامع وشامل لكل الأمور في المجتمع وهو مثال رائع يضربه النبي “صلى الله عليه وسلم” عن أهم الأدوار التي يجب أن تكون موجودة في المجتمع حتى يقدر الناس من خلالها على الحفاظ على المجتمع وحمايته من أي خطر خارجي فأن كل من الأفراد إذا قام بدوره بالشكل المطلوب منه وبأمانة وعلم أنه سيقف بين يدي الله وأنه سوف يسأله عنها فأن هذا الوطن سوف يكون في مقدمة الأمم.
واجب العلماء تجاه الوطن
ولا يجب على أحد أن يكتم ما تعلمه عن غيره لأن الله سوف يسأله عن ذلك بدليل قول الله “عز وجل” : {وَإذ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ}.
وإن علماء المسلمين من أهم الأفراد الذين يجب عليهم أن يقوموا بإصلاح المجتمع والعمل على على رفعته وعلو مكانته ويجب أن يقوموا بنشر الوعي الديني بين أفراد المجتمع فأن الدين الإسلامي وهو دين شامل وإنه من أفضل الأديان التي قادت العالم على مر العصور فيجب أن يعلم العلماء الناس أمور دينهم وساعدوا على قتل الفتن التي يشيعها أعداء والوطن. حتى يتغير الناس ويؤثر فيهم كلا الله “عز وجل ” وكلام الرسول “صلى الله عليه وسلم” فأن الله يقول في كتابه الكريم ﴿إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ﴾. كما أن تقوى الله من قبل العباد والمواطنين الذين يعيشون تحت ظل الوطن تجعل الله “عز وجل” يحفظ لهم أمن وطنهم ويرعاه وذلك لقوله تعالى : (وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
وإن الإنسان لا يجد الراحة والأمان والسكينة والدفي ألا بين أركان وطنه ومهما سافر فأنه يظل غريب طالما أنه خارج أرض وطنه الذي عاش وترابى فيه وله الكثير من الذكريات والأحبة والأهل والأصحاب بداخله.
الخاتمة
وفي نهاية هذه الخطبة يجب أن يعلم كل فرد من أفراد الوطن أن الله “عز وجل” أنشنا وخلقنا حتى نعبده ونعمر هذا الكون وأنها أمانة سوف يسألنا الله عنها يوم العرض عليه فلا يجب على إي أنسان أن يخون هذا الأمانة أو يتهاون في أن يؤديها على أكمل وجه ممكن. أسال الله أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه وأن يحفظ هذا الوطن بحفظه ويشمله برعايته أن ولى ذلك وهو القادر عليه.