مجلة برونزية للفتاة العصرية

ابحث عن أي موضوع يهمك

أهم فوائد سورة يوسف الروحانية

بواسطة: نشر في: 21 يوليو، 2019
brooonzyah

نتحدث في مقال اليوم عن فوائد سورة يوسف الروحانية ، هناك العديد من السور القرآنية التي تقص سيرة نبي من أنبياء الله، وما حدث معه في حياته، وأبرز المواقف التي مر بها لينتفع بها المسلمين، ويتعرف كيف اجتهد الأنبياء،وتحملوا ليصل لنا الدين.

سورة يوسف هي سورة مكية نزلت في مكة المكرمة عدد آياتها 111 أية تعرض أهم المواقف التي مر بها سيدنا يوسف كما تفصل لنا عظمة، وإيمان تلك الشخصية فهما تعرض لفتن، ومصائب فلا ينسى الله، ولا يغضبه، ولكن صبر، وتحمل حتى أخلف الله عليه، وجعل له مكانة، ومنزلة عالية بين الخلق جزاءًا له.

ومن خلال هذا المقال على برونزية سنتعرف على فوائد سورة يوسف الروحانية.

فوائد سورة يوسف الروحانية

عُرف سيدنا يوسف بين الخلق بشدة الجمال فهو أجمل ما رأت الأعين، وحسن الخلق، ومهارته في تفسير الأحلام كما لقبه البشر بالصّديق لشدة صدقه، وعدله في الحكم فقال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم : “أوتي يوسف شطر الحسن”.

نزلت تلك السورة على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في عام الحزن لتطيب قلبه الذي تمزق من الحزن على فراق أحبته، والسند الذي كان يستند عليه في المصائب كما أنزلها رب العباد لتكون رد قاطع لليهود عن كثرة تساؤلاتهم للرسول صلى الله عليه وسلم عن سيدنا يوسف، وقصته.

علينا أن نتعلم من تلك السورة أن الضيق مما طال فإن الفرج يتبعه لا محال فالله لا يترك عبد لجأ إليه في شدته.

1- تبدأ سورة يوسف عليه السلام بالقص، والحكي عن رؤيته فقال الله تعالى فيها : نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَٰذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ (3)إِذْ قَالَ يُوسُفُ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4)”  وعندما حكى سيدنا يوسف هذه الرؤية لأبيه خاف عليه، وعلم أنه سوف يكون له شأن كبير فيما بعد، ولكن لم يوضح له حيث أنه كان صغير السن في ذلك الوقت، ومنعه من أن يحكي هذه الرؤية لأخوته حتى لا تنشأ الغيرة بينهم من يوسف فعلينا الكتمان، وعدم التحدث كثيرًا عن فضائل الله علينا حتى لا يغير أي من سامعك فيدخل الشيطان بينكم فالغيرة غريزة فطرية بداخل كل البشر.

2- بدأت السورة بعرض شيق جدًا للقارئ مما جعله ينغمس في أحداثها، ويتشوق لمتابعة قراءتها لتتابع الأحداث، ومعرفة النهاية بعد كل التعب، والألم فيوسف عليه السلام قام أخوته بإلقائه في بئر حتى يتخلصوا منه لأنهم وجدوا أباه متعلقًا به كثيرًا، ويهتم به أكثر منهم مما جعلهم يكرهونه، ويدبرون فيما بينهم لطريقة تجعلهم يتخلصون منهم ليتفرغ لهم أباهم، وفي هذه القصة عرض للطبيعة البشرية التي تؤكد الصراع بين الخير، والشر، والحق، والباطل.

اليقين بالله سبب في النجاة

3- عندما ألقى أخوة يوسف به في البئر نتيجة الغيرة، والضغينة التي في قلوبهم من ناحيته عادوا إلى أبيهم، وبرروا له عملتهم بأنهم ذهبوا للعب، والتسابق، وتركوا يوسف بجانب أغراضهم ليرعاها من الضياع فرجعوا وجدوا الذئب قد أكله، وهنا يوضح الله لنا الفائدة الروحانية من رد فعل سيدنا يعقوب على أبناءه فقال لهم : “وَجَاءُوا عَلَىٰ قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ ۚ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا ۖ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ۖ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَىٰ مَا تَصِفُونَ (18)” فهو علم ما في أنفسهم من يوسف، وأنهم يريدون التخلص منه، ولكن لم يفعل شيء حتى يبين له الله كذبتهم وسوء عملهم فقط، وكل أمره لله، وطلب منه الصبر على مصيبته فهذا أحب الأبناء إليه.

4- وتأتي هنا إرادة الله التي تقلب جميع الموازين فجعلت يوسف من طفل ضائع شريد إلى ملك، وحاكم على مصر فجاءت سيارة تمر بقافلة للتجارة، ووقفوا عند البئر الذي به يوسف ليتناولوا الماء فوجدوا يوسف، وفرحوا به كثيرًا، وأمرهم قائدهم أن يأخذوه، وعندما وصلوا وضعوه في السوق كي يبيعونه فقدر الله شاء أن يعجب به، ويشتريه ملك مصر، وعزيزها فأخذه، وذهب به إلى منزله كي يرعاه، ويكرمه حتى يكبر فينفعه، ويكون له ولدًا في الدنيا فقال الله تعالى : ” وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لِامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَىٰ أَن يَنفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا ۚ وَكَذَٰلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ وَلِنُعَلِّمَهُ مِن تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ ۚ وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَىٰ أَمْرِهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (21)”.

قوة الإرادة

5- كبر يوسف عليه السلام، وازداد جمالًا على جماله فكان كل من يراه يتعجب من شدة جماله حتى جاءت الفتنة، وظهرت قدرة يوسف عليه السلام في الصبر على المصائب فأعجبت به امرأة العزيز، وحاولت أن توقعه في الفتنة معها، ولكنه تمنّع عنها، وكان رده عليها : ” وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ ۚ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (23)” فهذه الحادثة تبين التوجيه الروحاني، وتثبت قوة الإيمان بالله، والإرادة أمام متاع الدنيا، ولكنه أراد ألا يُغضب ربه، ويتبع شهواته حتى لا يهلك.

6- وفي هذه الخطوة تتمثل روحانية اليقين بالله فعندما علم العزيز بهذه الحادثة أنكرت زوجته عملتها، وقالت أن يوسف هو الذي قام بها فكان عقابه السجن فقال يوسف في وقتها : ” قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۖ وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ أَصْبُ إِلَيْهِنَّ وَأَكُن مِّنَ الْجَاهِلِينَ (33)”.

7- وظل في السجن عدة سنوات، ثم ظهرت براءته، وصدقه، وعلم العزيز أن زوجته هي التي راودت يوسف عن نفسها فخرج من السجن، ووجد العزيز فيه الصدق، والأمانة، والذكاء فعينه على خزائن مصر، وجاء الفرج بعد الضيق، وظهر الحق بعد الظلم فأصبح الجميع يحترم يوسف، ويقدره، وعمل على رعاية الدولة، وحمايتها من أخطار المجاعة، والموت فشكره الجميع، وجاء له والده، وأخوته، وتحقق حلمه الذي نصحه أبيه ألا يقصه على أحد.

فوائد سورة يوسف الروحانية

آخر المواضيع