بعض الأشخاص يجهلون هل يجوز قتل الغراب أم لا وهذا من أهم الأمور الواجب على المرء معرفتها وذلك لأن معظم دول العالم ينتشر بها طائر الغراب بكثرة خاصة وأن الجميع ينفر من صوت نعيقه.
وبسبب هذا الإزعاج الذي يتسبب فيه للبشر يود أكثرهم التخلص منه بقتله ولكن يظل السؤال هل يجوز قتله.
ومن خلال السطور التالية سنتعرف معكم على إجازة قتل الغراب أو عدم الإجازة في ذلك فتابعوا معنا.
وردا على ذلك السؤال المهم هل يجوز قتل الغراب لما يبعثه في نفوس البشر من نفور من صوته ومما يسببه من توتر للبعض الآخر هنا جاء الرأي الصائب حول ذلك الموضوع.
فقد أجاز علماء الدين والفقهاء قتل الغراب وذلك لأنه طائر يتسبب في الكثير من الأذى للبشر.
حيث ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال “خمس من الدواب كلهن فواسق يقتلن في الحل والحرم الغراب والحدأة والفأرة والعقرب والكلب العقور”.
وفي هذا الأمر قد أذن صلى الله عليه وسلم باستباحة قتل الفواسق لما يحصل عنها من ضرر للناس وأذى بالغ.
ولأن الله ورسوله لا يريدون إلا الخير للعباد ودفع الضر عنهم فقد أمر بأن يزيح من طريقهم الضرر والأذى ووجب على كل مسلم اتباع ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وقتل ما يضرهم من الطير أو الحيوان.
هل الغراب نذير شؤم
لعلنا جميعا قد ترعرعنا على أن الغراب نذير شؤم ولكن هل حقا هذا الاعتقاد الراسخ في عقولنا منذ نعومة أظفارنا صحيح وأن الغراب هو نذير شؤم لمن يراه أو يسمع نعيقه هذا ما سنتعرف معكم عليه في التالي.
ارتبط قديما عند العرب التشاؤم والطيرة بالغراب في أيام ما قبل الإسلام وبعثة النبي صلى الله حيث كانوا يتطيرون من لونه شديد السواد ونعيقه الذي يتسبب لهم في الإزعاج.
لكننا مسلمون ونؤمن بأن التشاؤم سمة من سمات ضعف الإيمان وهو عادة لا يصح أن يتحلى بها عبد يؤمن بأن جميع الأمور خيرها وشرها من عند الله وعلينا الرضا بالقضاء.
حيث قال الله سبحانه وتعالى في محكم آيات الذكر الحكيم “مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ” ولهذا وجب على المؤمن الحق أن يكون على يقين تام بأن قضاء الله خير وأن يتجنب التشاؤم.
هل يجوز أكل لحم الغراب
ولأن الغراب مستباح قتله لما يتسبب به من آذى وضرر للبشرية فهنا يجب أن نعلم هل يجوز الأكل من لحم الغراب أم لا ولماذا وهذا ما سنتعرف عليه معكم فيما يلي.
قد أختلف العلماء حول إجازة أكل لحم الغراب فمنهم من قام بتحريمه وبعضهم أحل أكله وفقا لنوع الغراب المذبوح وقد قسموا الغربان لثلاثة أنواع وهم الغذاف والأغبر الكبير والغراب الأبقع.
أما الغذاف فهو النوع المفترس الذي يتغذى على الجيفة والميتة ويسكن في الخرابات وهو كبير الحجم أسود اللون.
الأغبر الكبير قد صنف من السباع في فصيلة الطيور لأنه يفترس الحيوانات ويقوم بالصيد.
بينما الأبقع هو طويل الذنب ويطلق عليه مسمى العقعق.
أما في عدم إجازة العلماء لأكله وفقا لأن النفس تتقزز ولا يوجد نص قرأني يحرم أكله كتاب الله تبارك وتعالى.
ولهذا فقد أجمع العلماء على أن لحم الغراب غير جائز أو محلل الأكل منه وذلك لأن الغراب من أنواع الطيور التي تتغذي على الميتة والجيف والنجاسات فهو من الجوارح التي تتغذى على اللحوم.
وهذا سبب تحريم تناول لحم الغراب فكما أمرنا صلى الله عليه وسلم بقتله وقتل أي حيوان يتسبب في آذى البشر فقد نهانا عن تناول لحمه.
أما بالنسبة للغراب الذي يتغذى على الحبوب والزروع فهو محلل أكله وشكله أصغر قليلا من الغراب الأسود الأكثر شهرة.
حكم قتل الفواسق في الحرم
كما علمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أمر بقتل الفواسق وقد ذكرناهم سابقا وهنا نأتي لحكم قتل هذه الحيوانات المعروفة بالفواسق داخل الحرم المكي أم لا يجوز وهذا ما سنعرفه معكم خلال السطور التالية.
قد أجمع الكثير من الفقهاء على جواز قتل الدواب من الفواسق في الحرم والحل وهو ما ورد في الحديث النبوي الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم.
عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قال “خَمْسٌ فَوَاسِقُ يُقْتَلْنَ في الْحِلِّ وَالْحَرَمِ: الْحَيَّةُ، وَالْغُرَابُ الأَبْقَعُ، والفَأرَةُ، وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ، وَالْحُدَيَّا”.
ونجد أن المنصوص عليه في الحديث الشريف هو قتل ستة من الدواب لما يتسببن فيه من الأذى والضرر وهم كالتالي.
الحدأة وهي من الطيور الجارحة ذات المخلب ويجوز قتله لأنه لا يعتمد على الصيد في طعامه وإنما يستبيح الخطف وقد كني بأبو الخطاف حيث يستطيع خطف أفراخ الطيور الأخرى.
وخطف صغار الكلب ويمكنه خطف اللحوم عند ذبحها وهو طائر يتغذى على الجيف من الميتة ولهذا فهو مستباح قتله.
الفأرة ومعروف عنه أنه من الحيوانات الأعظم أذى على البشرية فهو يتلف كل ما يقع عليه ويهلكه بلا هوادة وكنيته بين البشر أبي خراب حيث ربما يقع على أموال البشر فيتلفها.
كما أن الفئران تتسبب في أخطر الأمراض التي تصيب الإنسان وتودي بحياته.
العقرب تمت إباحة قتله لأنه من أصحاب السموم وهو يقع بالضرر في أي شيء يأتي عليه وهو مؤذي فقد لدغت العقرب يوما النبي صلى الل عليه وسلم عندما كان يصلي.
فعن عَائِشَةَ رضي الله عنها، قالت: لَدَغَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَقْرَبٌ وهو في الصَّلاَةِ، فقال: “لَعَنَ اللهُ الْعَقْرَبَ، ما تَدَعُ الْمُصَلِّيَ وَغَيْرَ الْمُصَلِّي، اقْتُلُوهَا في الْحِلِّ وَالْحَرَمِ”.
الحية مستباح قتلها في الحرم
الحية واحدة من الحيوانات الزاحفة التي يمكن أن تقتل في طريقها الكثير من البشر وقد تمت إجازة قتلها في الحرم.
وقد أذن النبي بقتلها حيث تعد واحدة من ذوات السموم كالعقرب تماما فهي تتسبب في الضرر والأذى وتقصد الشخص الذي تود لدغه فتظل تتبعه حتى تفعلها.
ويمكن أن تتسبب لدغتها في فقد البصر وإفساد الجنين على المرأة الحامل ولهذا أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بقتل الحية أينما وجدت.