الحركة النسوية في الأساس هي فكر غربي يهدف إلى المساواة بين الرجل والمرأة في جميع المجالات الموجودة في الحياة لتتطور هذه المفاهيم فيما بعد لتصل إلى مجتمعنا العربي.
فيصبح هدف المفهوم السائد عن هذه الحركة أو غيرها هو نشر الكثير من الثقافات والمعتقدات الغربية في البلاد العربية تحت مسمى المساواة.
فالمعنى الشامل لمفهوم النسوية هو الحركة التي نشأت منذ ما يزيد عن قرن قد مضى والهدف من هذه الحركة هو وضع إطار لبعض المعتقدات تحت شعار مساواة المرأة بالرجل.
بل والعمل على المطالبة بتلك المساواة في جميع المعطيات والمتطلبات وقد ارتكزت هذه الحركة النسوية في مفهومها الشامل على عدة نظريات فلسفية واجتماعية وعقائدية.
وكان الأساس السياسي لهذه الحركة يتعلق بعدة دوافع خاصة بقضايا المرأة على وجه الخصوص هدفها الوحيد هو الوصول إلى مفهوم الحرية المطلقة والكاملة التي لا تقع تحت حكم القيود أو الحدود في مختلف اتجاهات الحياة.
وقد بدأت هذه الحركة في التسلل إلى مجتمعاتنا العربية من خلال دخول الاستعمار الأجنبي لأراضينا وقد استطاعت أن تحقق الكثير من المكاسب الخطيرة إبان نشر هذه الثقافات الغربية لدينا.
مما أدى إلى ضعف شوكة الإسلام وبدأت النساء في نزع الحجاب وانتشر الانحلال في كافة الأرجاء بالوطن العربي.
والبعض استطاع أن ينجح في التشكيك في ثوابت الدين الإسلامي والبعض الأخر استغل هذه الحركات والمفاهيم الدخيلة للهجوم على قدواتنا الحسنة من السلف الصالح في مجتمعنا الإسلامي.
كل هذا الانحلال كان ينبع تحت شعار العمل في الأنشطة الاجتماعية أو الأعمال الحقوقية النشطة.
وفي هذا المقال سنتعرف سويا على مدى مشروعية الحركة النسوية وإن كانت محرمة أم لا فتابعوا معنا التالي.
هل النسوية حرام
من خلال ما ذكرناه سابقا من مفهوم ومعنى الحركة النسوية يظل السؤال القائم على ذاته هل النسوية حرام ؟ وهذا ما سنحاول التعرف عليه معكم خلال السطور التالية:
الدين الإسلامي قد حفظ للمرأة كافة حقوقها دون أن يطالب أحد بذلك ولهذا أي مطالبة للمساواة بين الرجل والمرأة تعد أحد المخالفات الصريحة للشريعة الإسلامية.
علية فإن النسوية حرام شرعا بل وتخالف قواعد وتعاليم دين الإسلام الذي قد حفظ للمرأة حقوقها وذلك لأن هذه الحركة قائمة في الأصل على الفكر الليبرالي.
حيث تهدف إلى منح المرأة حريتها المطلقة في أي فرصة مع الرجل أو أي حق وتعتبر هذه الحركة من الأفكار التي تخالف مبدأ العبودية لله وحده تبارك وتعالى ولا إله إلا هو.
ومخالفة لفكرة الاستسلام لشرع الله سبحانه أو الانصياع لأوامره فقد قال سبحانه وتعالى “قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ”.
وأي امرأة تحاول السعي لأن تطبق مفهوم الحرية بلا ضوابط أو رادع لها فتعتبر متمردة على شرع الله سبحانه وتعالى.
أما بالنسبة لأمر النسوية التي تطالب بحقوق المرأة في الشريعة الإسلامية وحمايتها من أي عنف تتعرض له أو المطالبة بكف الظلم عنها فهي تختلف تماما مع الحركة النسوية.
بل هي أحد حقوق المرأة المشروعة لها حيث أن النساء في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كن يترافعن له لإنصافهن ممن ظلمهن وأن يرد النبي لهن حقوقهن المسلوبة.
وتقع الحرمانية في هذه الحركة على أنها تخالف الطبيعة السوية التي خلق الله عليها الرجل والمرأة في الحياة.
النسوية الإسلامية
قد يسمع البعض عن مصطلح النسوية الإسلامية كثيرا وهذا يجعل البحث عن المعنى أو عن مدى أهلية هذا المصطلح كبير جدا وقد جئنا إليكم بما يفيد بذلك.
لا يوجد شيء يسمى بالنسوية الإسلامية وهذا المصطلح أحد الأفكار الدخيلة على الدين الإسلامي ومعتقداته القويمة.
فقد شرع الإسلام للمرأة حقوقا تلائم طبيعتها وكينونتها وقوة تحملها لمهام الحياة كما شرع الدين الإسلامي للرجال أيضا حقوقا تلائم كينونة الرجل وطبيعة تحمله.
حيث منح الشارع في الإسلام صلاحيات تلائم الرجال وذلك لحفظ الحقوق بأكملها وتحقيق المصلحة العامة كما جاء في قوله جل في علاه.
لذلك فإن الشريعة الإسلامية لا تحتوي على نسوية ولا يوجد بها أي تطبيق لإسقاط الولاية ولا يمكن تغيير أو تطوير لأحكام الشريعة ولا يوجد ما يسمى بالليبرالية الإسلامية.
وكل هذه الأفكار هي دخيلة على الدين الإسلامي الحنيف فما جاء في شرعنا هو الحفظ التام لحقوق المرأة واحترام هذه الحقوق بل والحرص على حمايتها والدفاع عنها وأن يتم دفع الظلم عن المرأة ممن اعتدى عليها.
ونجد الكثير من النصوص التي وردت في هذا الشأن والحق الموروث حيث أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتم حفظ كرامة المرأة واحترامها وتقديرها.
فعن أبي هريرة قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “استوصوا بالنساء خيرًا”.
هل النسوية ضد الدين الإسلامي
وهنا يتبادر للأذهان سؤال هام ومنطقي هل هذه النوعية من المفاهيم أو ما يعرف بالحركة النسوية يعتبر ضد المبادئ التي تربينا عليها في الدين الإسلامي أم أنه أمر عادي.
بالنظر إلى مبادئ الدين الإسلامي نجده قد حفظ للمرأة كافة حقوقها حيث شرع لها أمور توافق طبيعتها وتخالف طبيعة ومطالب الرجل بل ومغايرة له تماما.
وهنا نؤكد على أن الحركة النسوية هي وجميع مفاهيمها وكل ما يمت إليها بصلة ضد دين الإسلام.
لأن في أساس الشريعة والعقيدة الضمان التام لحفظ حقوق المرأة كما نوهنا سابقا عن ذلك وحمايتها التامة بل يحثها الدين على أن تطالب بأي حق تم اغتصابه منها.
وقد جاءت الحرمة النسوية كفكر مسرطن لعقول النساء بصفة خاصة وهو فكر دخيل يجعل المرأة تتمرد وتطالب بأن تساوى بالرجل بأي شكل وفي أي أمر أو حق حتى وإن لم يكن ضمن حقوقها المشروعة.
حيث تخطت هذه المطالبات حق التعليم أو العمل في فترة ما قبل الثورة الصناعية في العالم لتصل إلى المطالبة بالمساواة في الحقوق الفكرية والسياسية بل والاقتصادية وغير ذلك الكثير.
وتعتبر المرأة النسوية من النساء المتمردة على شرع الله تعالى.
هل النسوية تدعم المثلية
في غرار انتشار ثقافة دعم المثلية بين العالم الغربي لتتسرب إلى مجتمعنا العربي رويدا رويدا وفي ظل الدعوة لتحرر فكر المرأة من القيود والمبادئ نحاول الوصول إلى حقيقة ربط هذه الحركة بالمثلية.
تروج الحركة النسوية لنشر الفساد والفسق من مبدأ المساواة في الحقوق مما يؤدي إلى التمرد على تعاليم الإسلام.
وهدم الأساس التشريعي ودعم الانحراف من خلال النظرة الدونية للجنس الأخر لذلك فإن الحركة النسوية من المفاهيم الداعمة للمثلية.
والمثلية النسوية تقوم في أفكارها على حب المرأة للمرأة وتجريد النساء من المبادئ الطبيعية السوية التي خلقت عليها والانتقاص من حقوق الرجال.
