نقدم لكم عبر هذا المقال مفهوم التعلم النشط واستراتيجياته ، في الآونة الأخيرة شهدت المجالات التربوية، والتعليمية تطورًا ملحوظًا نتيجة للرغبة في التحسين، واللحاق بركب التطور في التعليم، والتكنولوجيا.
هذا التطور أدى إلى التغيير الكامل في هيكلة المؤسسات التعليمية، وتجهيزها لهذه التحديات، وركزت هذه التغييرات على أن تجعل المتعلم هو أساس العملية التعليمية، ومحورها كما وفرت طرق تُمكن هيئة التدريس من توصيل المعلومات، والمناهج إلى الطلاب بطريقة سهلة، وحديثة غير الطرق التقليدية التي اعتمدت على الإلقاء، والتلقين فقط.
ومن خلال مقال اليوم على برونزية سنتعرف على مفهوم التعلم النشط، واستراتيجياته.
محتويات المقال
التعلم النشط هو أسلوب من الأساليب الحديثة للتعلم تم التوصل إليها، والاعتماد عليها بشكل كبير حيث تجعل المتعلم يشارك في العملية التعليمية، ويقوم بالأنشطة المختلفة التي تساعده على فهم الموقف التعليمي، والمحتوى المقرر عليه دراسته.
هو الفلسفة التربوية التي تقوم على تنشيط دور المتعلم داخل الموقف التعليمي، وتعتمد على إيجابية وجوده داخل العملية التعليمية، ويتم التعلم من خلال هذا الأسلوب على طرق البحث، والمحاولة، والتجريب حيث يكون المتعلم معتمد على ذاته في الوصول إلى المعلومات فهذا يعود عليه بالنفع في اكتساب المهارات المختلفة، وترسيخ بعض القيم، والاتجاهات لديه.
وأهم ما يميز التعلم النشط هو جعل المتعلم لديه قدرة على التفكير، وحل العقد، والمشكلات كما ينمي لديه مهارات التعلم التعاوني أي التعلم الجماعي، والانخراط مع الآخرين.
للتعلم النشط مجموعة من الاستراتيجيات التي يتم الاعتماد عليها لنجاح العملية التعليمية من أهم هذه الاستراتيجيات :
تعتمد هذه الاستراتيجية بشكل أساسي على تفكير المتعلم، ومخزونه العلمي من خلال عرض مجموعة من الأفكار، وتركها للمتعلمين كي يتفاعلوا مع بعضهم، أو كل واحد منهم على حدى، ويفكروا في حل هذه الأفكار، وتحليلها عن طريق المعلومات الموجودة لديهم.
وتعتبر هذه الاستراتيجية بمثابة المحفز للمتعلمين، والمنشط لمعلوماتهم المخزنة داخل عقولهم، واستعادتها مرة أخرى فتعمل على تجهيز المتعلمين لكتابة موضوع معين، وإلقاءه على الزملاء داخل حجرة الدراسة تحت إشراف المعلم فهذه الاستراتيجية تعمل على تنمية المهارات الإبداعية، والابتكارية للمتعلمين.
تقوم هذه الاستراتيجية على مبدأ الحوار المنظم، والمتبادل بين المتعلمين، ويكون أساس الحوار قائم على تبادل الأفكار، والآراء حول موضوع، أو قضية معينة، ويتدخل المعلم ليقدم لهم الأدلة، والإثباتات على حديثهم، وانتقاء الآراء، والأفكار الصحيحة من بين الحوار مما يعمل على دعم المتعلمين، وتزويدهم بالتغذية الراجعة، والخبرات العلمية الصحيحة.
هذه الاستراتيجية تمنح المتعلم فرصة التعلم بنفسه، واستخدام الطرق، والوسائل التي تتناسب مع ميوله، واتجاهاته كي يحقق لنفسه الاستفادة الكاملة من المحتوى الذي يدرسه فيصبح المتعلم هنا هو المسئول عن العملية التعليمية، وعن مستواه داخلها، وكيفية توظيفه للمهارات، والمعارف التي عليه اكتسابها، والإلمام بها داخل هذه العملية.
هذه الاستراتيجية تتمثل في تقسيم المتعلمين إلى مجموعات لكل مجموعة موضوع، أو فكرة يقوم بطرحها عليهم المعلم، ويترك لكم وقت معين كي يقوموا بحل هذه الفكرة، أو تحليل الموضوع، وعند الانتهاء يطلع المعلم على النتائج من كل مجموعة، ويقيمها، وهذه الاستراتيجية تساعد المتعلمين على العمل الجماعي، وتنمية روح المشاركة بين المتعلمين لإنجاز عمل معين مما يحقق النجاح للمجموعة كاملة.
تقوم هذه الاستراتيجية على أن يكتشف المتعلم المعلومة، ويتم التوصل إليها من خلال بحثه عنها مما يجعله يدقق التفكير كي يتوصل إلى أصل المعلومة الصحيح، والعمل بإتقان، واجتهاد وهناك نوعان من هذه الاستراتيجية النوع الأول يكون موجه من خلال المعلم، والنوع الثاني لا يتدخل فيه المعلم بأي شكل.